وقلن والله ما ندري لعلها كانت رخصة لسالم دون الناس، وإلى هذا الذي ذهب إليه سائر أزواج النبي ? ذهب جماهير أهل العلم قالوا كانت رخصة لسالم.
فما القصة إذن،؟ هذه المسألة فيها تشغيب على الشريعة، لأن رضاع الكبير ليس منتشر في البلد لكي نعمل مظاهرة، وكل وقت نتكلم عن رضاع الكبير، فهو حالاته محدودة، جماهير أهل العلم قالوا كانت رخصة لسالم، فلماذا يتكلمون هذا الكلام؟ رخصة لسالم أي مات الحكم بموت سالم.
والمعروف أن الخاص لا يعارض العام بل يستثنى من العام.فإذا كان حكم مخصوص لرجل بعينه ومات هذا الرجل ذهب الحكم معه ويبقي الحكم الأصلي.
الذي ذهب إليه جماهير أهل العلم وهو لا رضاع إلا ما كان في الحولين وهذه رخصة خاصة لسالم.
شيخ الإسلام بن تيميه رحمه:
الله يرى ورأيه سديد، أنه لا ناسخ ولا منسوخ في المسألة إنما نلجأ إلى قول عائشة رضي الله عنها في حل بعض المشكلات.
والسؤال الذي تسأله الأخت أنهم أخذوا البنت من الملجأ وهي سنها سنتين والآن البنت كبرت وحاضت وصار سنها ثلاثة عشر سنة أو زيادة، وظهرت قصة الرضاع الكبير , وهذه البنت ستكون محرمة أو ممنوعة من الرجل، أي أن الرجل لا يخلو بها ولا تظهر أمامه وغير ذلك.
يوجد في الفقه مايُسَمي بثمرة الخلاف، عندنا قولان:
1 - قول الجماهير الذي من المفروض أن نتبناه،.
2 - وقول عائشة رضي الله عنها الذي هو سيحل لنا هذه المشكلة تحت عنوان ثمرة الخلاف في المسألة؟
فما معني ثمرة الخلاف في المسألة؟
أهل العلم قد يختلفوا في حكم ما، ولنمثل مثلاً بـ (لا نكاح إلا بولي) حديث أبي موسى الأشعري وحديث عائشة رضي الله عنها (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل)
جماهير أهل العلم باستثناء الحنفية: ذهبوا إلى بطلان النكاح بغير إذن الولي إعمالاً لهذين الحديثين ولقوله تعالي: (فانكحوهن بإذن أهلهن).
أبو حنيفة رحمه الله وأصحابه:يرون جواز النكاح بغير إذن الولي، تزوجت امرأة على مذهب الإمام أبي حنيفة بدون إذن الولي، فما حكم هذا النكاح؟ الحديث يقول باطل باطل باطل، السؤال: هل هي زانية؟ الجواب عند كل أهل العلم لا.
السؤال الثاني: الأولاد الذي أنجبتهم هذه المرأة أولاد زنى، الجواب لا، قالوا لأن أبا حنيفة لما احتج، احتج بظواهر النصوص وضعف هذا الحديث وضعف هذا الحديث وإن كان أهل العلم في الحديث ردوا على الحنفية في هذه المسألة لكن لم يخترع أبو حنيفة هذا الكلام من كيسه، بل بظواهر نصوص.
فأصبح النكاح بغير إذن الولي نكاح شبهة، وطالما هذا نكاح شبهة.
فثمرة الخلاف في المسألة: إن أنا لا أقول أن المرأة زانية ولا أقول أن الأولاد أولاد زنا، وهذا ما يسميه العلماء بثمرة الخلاف في المسألة.
نأتي على رضاع الكبير حالة مثل هذه الحالة، واحد أو واحدة أخذ بنت أو ولد من الملجأ عنده ثلاث سنين وربوه فكبر ممكن نستخدم رضاع الكبير في هذه المسألة وليس كما يقول الجماعة الذين يتكلمون أنا عندي عامل في المحل كل يوم يذهب إلى البيت أجعل زوجتي ترضعه، سائق التاكسي كذلك ترضعه، هذا كله تهريج، ليس له علاقة بالعلم، هذا كلام وعمل أهل السوء وغير ذلك هم الذين يقولون هذا الكلام.لكن كلام أهل العلم بخلاف ذلك تمامًا،.
متي نلجأ لكلام عائشة رضي الله عنها؟
نلجأ إلى قول عائشة في أضيق الحدود إذا كانت المسألة كحال سالم مولي أبو حذيفة مع سهيلة بنت سهل، (قالت يارسول الله إن سالم كان بعض متاع البيت) من صغره وهو يعيش معهم، فأين يذهب؟
فيمكن من ثمرة الخلاف في المسألة أنا ألجأ إلى رضاع الكبير.
المسألة كلها لا يوجد موضوع حتى نتشنج هذا التشنج الذي نراه في الصحف والجرائد وغير ذلك، واتهام أن الأحاديث لا، ويجوز إن يرضع زميلته وهذه القصة.
الرضاع الجماهير على أن هذا الرضاع رضاع الكبير كان رخصة لسالم وانتهت بموت سالم، أليس هذا الكلام كافي لغلق الباب، ولا نشغب علي الشريعة والمقصود أن الشريعة يسيئوا للشريعة وأن يسيئوا لأهل العلم والذي يؤثر في نفسي أن أهل العلم أنفسهم يقولون أن الأحاديث لم تصح وأنه مدسوس ولا يوجد شيء اسمه رضاع الكبير.
لما تفتح الجماهير كتب الفقه وراءكم وتجد أن رضاع الكبير موجود، وأن العلماء يثبتون، ماذا يظنون بأهل العلم؟.
نحن نريد أن من يتكلم في دين الله عز وجل لابد أن يتثبت ولا ينفعل ولا تحتاج ردود أفعال، إذا لم يكن عندك علم أمهل حتى تراجع كلام أهل العلم لأنه يقبح للعالم أن يقول كلامًا يصادم العلم.
في ترجمة سفيان بن عيينة رحمه الله سأل تلاميذه يومًا قال:
[من أحوج الناس إلى العلم، قالوا له العوام، قال: لا، أحوج الناس إلى العلم العالم، لأنه قبيح به ألا يعلم]، وهذا كلام سفيان بن عيينه شيخ الإمام أحمد وشيخ الشافعي.
فأرجوا أن يكون الكلام في مثل هذه المسائل بعد أن تذاكر الأول قبل أن تقول أن هذا باطل أو تثبت حكمًا بذلك.
¥