((الفائدة الأولى)) قال الشيخ محمد ابن إبراهيم:لم تكن الوسوسة موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد أصحابه رضي الله عنهم كما صرح بذلك الإمامان العلامة ابن قدامة في كتابه ذم الموسوسين وشيخ الإسلام ابن تيمية فيما روى عنه العلامة ابن القيم
قال ابن قدامة ليُعلم أن الصحابة لم يكن فيهم موسوس ولو كانت الوسوسة فضيلة لما ادخرها الله عن رسوله وصحابته وهم خير الخلق وأفضلهم، ولو أدرك الرسول عليه الصلاة والسلام الموسوسين لقتلهم ولو أدركهم عمر لضربهم وعزرهم ولو أدركهم أحد من الصحابة لبدعهم وكرههم .................. إلخ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر عدة بدع من بدع الوسوسة في الصلاة قال: فلو مكث أحدهم عمر نوح يُفتش هل فعل الرسول أو أحد من أصحابه شيئاً من ذلك لما ظفر به إلا أن يجاهر بالكذب البُحت،ولو كان خيراً لسبقونا إليه ولدلونا عليه فإن كان الهدى الذي كانوا عليه هو الهدى فماذا بعد الحق إلا الضلال
قال الشيخ ابن إبراهيم والحقيقة أن من نظر في حالة الموسوس تبين له مقاربته الجنون وإنكاره الحقائق
ولهذا أفتى ابن عقيل رجلاً قال له إني أُكَبرُ وأقول ماكَبْرَتُ فأفتاه بما روى ابن الجوزي عن بعض مشائخه عنه أنه قال لذلك الرجل دع الصلاة فقيل لابن عقيل كيف تقول هذا؟ فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن المجنون حتى يفيق ((للفائدة هذا لعله من باب الزجر وإلا لا تسقط الصلاة بحال من الأحوال مادام العقل موجوداً كما هو معلوم))
((الفائدة الثانية* عظيمة))) قال ابن القيم إن الشيطان يفتح للعبد سبعين باباً من الخير ليوقعه في باب من الشر
(الفائدة الثالثة) يجب على الإنسان أن يتخذ الشيطان عدواً كما أمر الله بذلك وقال {إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}
(((الفائدة الرابعة))) روى ابن عدي في الكامل من حديث ابن عباس مرفوعاً: كان يتعوذ بالله من وسوسة الوضوء علق شيخنا ابن جبرين وإسناده ضعيف
وروى الترمذي وابن ماجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إن للوضوء شيطاناً يُقال له الولهان فاتقوا وسواس الوضوء وقال الترمذي إسناده ليس بالقوي عند أهل الحديث قلت وضعفه الألباني
وروى ابن ماجة عن ابن عمر أن الرسول رأى رجلاً يتوضأ فقال لاتسرف لاتسرف
قال بعض السلف أقل ما يُتَعَبَدُ اللهُ به الوُضوء)) وقال شيخنا ابن جبرين والإسراف يكون بتكرار الغُسل أكثر من ثلاث غسلات ويكون بكثرة صب الماء على البدن في الإغتسال أو بفتح صباب الماء بحيث يصب بقوة ماء كثير وذلك لعدم الإهتمام بكثرة صب الماء لكثرته وتوفره مع العلم أن الماء له أهميته ومكانته فهو مادة الحياة للحيوان والنبات كما قال تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي) فيجب الإقتصاد في صبه بحيث يغترف قليلاً قليلاً أو يفتح الصباب يسيراً ثم يُغلقه بعد غسل كل عضو حتى يبدأ في الثاني وهكذا في الإغتسال أما إن كان الحامل على الإسراف هو الوسوسة فإننا ننصح من يقع له ذلك أن يستعيذ من الشيطان وأن يطرح التشكك والأوهام،حيث أن الشيطان يُخيل إلى أهل الوسوسة بأن الوضوء ناقص أو أن الأعضاء قبله قد نشفت ونحو ذلك مما يحمله على تكرار الغسل بحيث يبقى بعضهم ساعة أو نصف ساعة وهو يدلك أعضائه وكلما غسل عضواً رجع إلى ماقبله .... والبعض يحك جلد الرجل حتى يكشط الجلد أو يخرج الدم ولاشك أن هذا من وسوسة الشيطان حتى يستثقل الطهارة كل وقت مما يحمله على ترك الصلاة فالبعض ترك الصلاة والبعض يؤخرها أو يفوتون جماعتها وعليهم أن يتوضوا كغيرهم من إخوانهم وأهليهم الذين لايتكلفون في الطهارة بل يتوضأ أحدهم في دقيقة أو نحوها
(الفائدة الخامسة) كيف يتخلص المسلم من الوسوسة في الوضوء؟؟؟
الجواب ((العلامة ابن باز)): يتعوذ بالله من الشيطان وينته (أخرجه البخاري ومسلم) ويبني على ما فعل ولا يلتفت إلى الوساوس فإنه متى أصغى إليها طمع فيه عدو الله فالواجب عليه أن يقطعها ويبني على ما استيقن في وضوؤه وصلاته وغيره ذلك، وإذا كثرت عليه الوساوس طرحها ويبني على ظنه أما إذا كانت الوساوس قليلة يبني على اليقين. أما إذا طرأ الشك بعد الطهارة والصلاة والطواف وغير ذلك فلا يلتفت إليه أما إذا كان الشك في نفس الوضوء والصلاة والطواف فيبني على ما اليقين.]
¥