[بحث مختصر " الكتب المعتمدة في الفقه المالكي" خلال أطواره الثلاث]
ـ[أبو العباس ياسين علوين المالكي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 05:22 م]ـ
الكتب الفقهية المعتمدة عند السادة المالكية
(المخطوطة و المطبوعة)
فلا يخفى على المشتغلين بالعلوم الشرعية أن المذهب المالكي انتشر في أنحاء المعمورة، بل إن كتاب " الموطأ " للإمام مالك –رجمه الله- كان سيصبح مصدر التشريع عند المسلمين بعد كتاب الله تعالى، لو لا فقه الإمام مالك-رحمه الله-، و دقة فهمه، فبيّن للملك أبي جعفر العباسي، تفرق أصحاب رسول الله – صلى الله عليه و آله و سلم – فأفتى كل في بلده بما رأى.
و قد ترك الإمام مالك-رحمه الله- مدارس علمية قائمة في أكبر حواضر العالم الإسلامي، و ترك تلاميذ لا يجمعهم ديوان حافظ، من المشرق إلى أقصى المغرب.
مدارس المذهب المالكي
1 - المدرسة المدنية:
هي المدرسة الأم، و النبع انبثقت منه كل روافد المذهب.
و يتصدرها كبار تلاميذ مالك المدنيون، كابن الماجشون (ت 212هـ) و مطرف بن عبد الله (ت 219/ 214/220هـ) و محمد بن إبراهيم بن دينار (ت 182هـ) و عبد العزيز بن مسلمة (ت 185هـ) و عبد الله بن نافع الصائغ (ت 186هـ) و محمد بن مسلمة (ت 216هـ).
2 - المدرسة المصرية:
احتلت المدرسة المصرية الصدارة من بين المدارس الأخرى و ذلك لمنزلة ابن القاسم من إمام المذهب.
و أئمة المدرسة المصرية و من يعتبرون أساتذتها: ابن القاسم (ت 191هـ) و أشهب (ت 204هـ) و عبد الله بن وهب (ت 197 هـ) و أصبغ بن الفرج (ت 225هـ) و عبد الله بن عبد الحكم (ت 214هـ).
3 - المدرسة العراقية:
بداية ظهور مذهب الإمام مالك بالبصرة على يد تلاميذ مالك، كالإمام عبد الرحمن بن مهدي (ت 198هـ) و عبد الله بن مسلمة القعنبي (ت 222/ 221هـ)، ثم توسع انتشاره بعد هؤلاء الأعلام على يد العراقيين ممن تتلمذ على يد تلاميذ مالك من المدنيين.
و على رأس قائمة من نشر مذهب مالك بالعراق الإمام أحمد بن المعذّل.
4 - المدرسة المغربية:
و تمثل حاضرتين بالمغرب الإسلامي و هما القيروان و فاس، و قد ظهر المذهب المالكي بالمغرب الإسلامي بدخول علي بن زياد التونسي (ت 183هـ) و ابن أشرس (ت ... هـ) و البهلول بن راشد (ت 183هـ) و أسد بن الفرات (ت 154هـ).
و يعتبر ابن زياد هو المؤسس الحقيقي للمذهب المالكي في أقطار المغرب.
و بعدهم الإمام سحنون (ت 240هـ) و بعده ابن أبي زيد القيرواني (ت 386) و القابسي (ت 403هـ) و ابن اللباد (ت 333هـ) و غيرهم ..
5 - المدرسة الأندلسية:
و مؤسس هذه المدرسة هو زياد بن عبد الرحمن الملقب بـ" شبطون " (ت 199/ 194/193 و قيل 204 هـ) و بعده يحيى بن يحيى الليثي (ت 233/ 234هـ).
و المدرسة الأندلسية يصعب التفريق بين آرائها و آراء المدرسة المغربية، خصوصا و أن الأندلسية اندمجت في المغربية حتى ما عاد المتأخرون من أصحابنا يفرقون بينهما.
المراحل التي مرّبها المذهب المالكي
لابد و قبل أن نستعرض الكتب المعتمدة في المذهب المالكي، أن نعطي نظرة عامة للمراحل التي مرّ بها المذهب في إيجاز.
في الحقيقة لا نجد كلاما للمتقدمين من الأصحاب عن مراحل تطور المذهب المالكي إلا قولهم:"أو طبقة المتأخرين ابن أبي زيد القيرواني، و أما من قبله فمتأخرون."
و هذا التقسيم رغم أهميته إلا أنه لا يعطي صورة حقيقة لمراحل تطور المذهب، لما نجده من أن من جاء بعد ابن أبي زيد لم يكن لهم منهج واحد في التأليف و التقعيد و غير ذلك ..
و قد عرض الشيخ العلامة سيدي محمد الفاضل بن عاشور-رحمه الله- تطورا لمراحل المذهب عبر العصور في كتابه:" أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي".
وقد استخرج الشيخ الدكتور محمد علي-حفظه الله- من كلام بن عاشور تقسيما ثلاثيا لمراحل تطور المذهب، و هي كالتالي: دور النشوء و دور التطور و دور الاستقرار.
و سأجمل تأريخ هذه المراحل في اختصار شديد.
1 - مرحلة النشوء:
و هي مرحلة التأصيل و التأسيس.
و تبدأ من نشوء المذهب على يد مالك-رحمه الله- و تنتهي بنهاية القرن الثالث التي توجت بالعالم العراقي القاضي إسماعيل بن إسحاق (ت 282هـ) مؤلف كتاب:"المبسوط".
و الأمر الذي يميز هذه المرحلة هو جمع سماعات الإمام مالك و الروايات عمه و تدوينها في كتب و مؤلفات.
2 - مرحلة التطور:
¥