تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رسالة للأئمة]

ـ[خالد مبارك عريج]ــــــــ[20 - 06 - 10, 11:22 ص]ـ

رسالة للأئمة.

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله و على اله و صحبه و من والاه أما بعد: فهذه بعض النصائح للأئمة رأيت لزاما علي أن أسديها لما رأيت في هذا العصر التراجع الفاضح في دور الأئمة في نشر الحق و الدعوة إلى الله تعالى , و من بعد ما رأيت أن غالب الأئمة الذين في عصرنا لا تتوفر فيهم مقومات هذا المنصب العظيم و الذي جعل الله طلبه من سمات أهل الإيمان (و اجعلنا للمتقين إماما).

أولا: يجب على الإمام إخلاص النية لله عز و جل في هذا المنصب العظيم ـ خاصة أن كثيرا من الأئمة و الله المستعان ما همهم إلا المكافأة التي تعطيها الدولة لهم و هذا خطير و في الحديث (اتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا) و أما إن أخذ المكافأة و لم تكن هي مقصده الأول فلا بأس.

و يخلص الإمام النية بأمور:

1: التقرب إلى الله بهذا العمل و استشعار فضل الإمامة و أنها منصب الرسل و الأنبياء و هناك أحاديث كثيرة تدل على فضل الإمام و هي مبثوثة في كتب السنة.

*مسألة: الصحيح أن الإمامة أفضل من الأذان لما يلي:

*لأن الرسول صلى الله عليه و سلم شرط في الإمامة شروط كثيرة (القراءة, الفقه, الكبر , الأقدم هجرة) عكس الأذان الذي لم يشترط فيه هذا كله بل إن الرسول صلى الله عليه و سلم قال لأحد الصحابة (و ليؤمكم أكبركم , و ليؤذن أحدكم)

*الإمامة تولاها الرسول عكس الأذان و لم يكن الله عز و جل يختار لرسوله إلا الأفضل. و الله أعلم.

2: إخلاص النية في إفادة المسلمين و إعانتهم في تعليمهم أمور دينهم و حل مشكلاتهم إلى غير هذا مما سيأتي.

3:إخلاص النية في إفادة النفس بمراجعة كتاب الله و الرجوع إلى كتب العلم في إعداد الخطب و الدروس و غيرها.

ثانيا: يجب على الإمام أن يتعلم أحكام الصلاة المختلفة من أركان و شروط و واجبات و سنن و ما يطرأ على المصلي حال صلاته من أحكام السهو و غيرها, و كم رأينا من أئمة عندهم نقص كبير في هذا الجانب؟ بل إنني صليت خلف إمام جعل سجود السهو سجدة واحدة؟ فقل لي بربك كيف يتحمل هذا المسكين أوزار من خلفه فالرسول صلى الله عليه و سلم يقول (الإمام ضامن) و أنا هنا لا أقول أن الإمام يجب أن يكون عالما فذا متبحرا , بل أقول يجب عليه معرفة ما تقوم به صلاته , و لربي الحمد فهناك من كتب الأئمة ما يشرح الخاطر في وصف صلاة الرسول و من أعظم هذه الكتب كتابي صفة الصلاة للإمام ابن باز و المحدث الألباني و غيرها كثير و لله الحمد.

و من الأخطاء التي تقع من كثير منم الأئمة حال صلاتهم و التي نتجت من قلة فقههم و علمهم بصلاة الرسول صلى الله عليه و سلم:

1: في تكبيرة الإحرام: * التطريب و التلحين فيها و الذي لم يكن من عادة السلف رحمهم الله بل إن شيخنا سعيد حماد يرى أن من قصد التلحين عبادة لله أن عمله بدعة , و هذا موافق لقوله صلى الله عليه و سلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)

* إطالة هذا الركن بمد الصوت و هذا أيضا مخالف للسنة بل قد ورد في حديث لعله عن أبي هريرة أن من السنة حذف التكبير و السلام ,و خاصة تكبيرة الإحرام لأنها لا تصح الصلاة إلا بها.

*عدم رفع اليدين إلى المنكبين أو حذو الأذنين و هذا العمل و إن كان سنة و لكن لا ينبغي التفريط فيه.

2: في سورة الفاتحة: يجب أن نعلم أن قراءة الفاتحة ركن في الصلاة للإمام و المنفرد سواء كانت جهرية أم سرية , و المأموم تجب عليه في الصلاة السرية , و تستحب له إن وجد مجالا أن يقرأها في الجهرية خلف إمامه على الصحيح من أقوال العلماء, و من أخطاء الأئمة في الفاتحة:

* التساهل في قراءتها و عدم إخراج الحروف من مخارجها و أنا هنا لا أحث على الوسوسة المبالغ فيها , لا , و إنما أدعو إلى التوسط في هذه المسألة و كثير من العلماء على أن من لم يخرج حروف الفاتحة من مخارجها أن صلاته ناقصة أو باطلة.

* الخطأ في الحركات و الإعراب للفاتحة و هي تنقسم إلى قسمين:

مبطل للصلاة و هو ما يلحن فيه القارئ لحنا يغير معنى الآية كقوله (أنعمتُ) بضم التاء فهذا لا شك في إبطاله للصلاة , و الثاني هو ما ليس مبطلا للصلاة و لكنه ينقص منها و هو اللحن غير المحيل للمعنى كقوله (الحمدِ) مثلا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير