تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التحذير من تتبع زلات العلماء، صلاة الجنازة بغير طهارة مثال لذلك]

ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:33 ص]ـ

الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد:

فهذا مبحث لطيف في التحذير من تتبع زلات العلماء، مع ذكر مثال لذلك ((جواز صلاة الجنازة للمُحْدِث (أي يصلي: بغير طهارة))).

[تَحْذيرُ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ تَتَبُّعِ زلاَّتِ العلماء]:

لقد حذَّرَ أهلُ العلمِ مِنْ تَتَبُّعِ زلاَّتِ العلماء وأقوالِهم الشاذة، وإليك بعض أقوالِهم:

1 - قالَ الإمامُ سُليمان بنُ طَرْخَانَ التَّيْمِيُّ (ت:143هـ):

[لَوْ أَخَذْتَ بِرُخْصَةِ كُلِّ عَالِمٍ أَوْ زَلَّةِ كُلِّ عَالِمٍ اجْتَمَعَ فِيكَ الشَّرُّ كُلُّهُ].

فَعَلَّقَ الإمَامُ ابنُ عبد البر (ت:463هـ) قائلاً: [هذا إجماع لا أعلم فيه خِلافاً، والحمد لله] ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn1)).

2- وقالَ الإمامُ إبراهيمُ بنُ أبي عَبْلَة (ت:152هـ): [مَنْ حَمَلَ شَاذَّ الْعُلَمَاءِ حَمَلَ شَرّاً كَثِيراً] ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn2)).

3- وقال الإمامُ الأَوْزَاعِيُّ (ت:157هـ): [مَنْ أَخَذَ بِنوَادِرِ العُلَمَاءِ، خَرَجَ مِنَ الإِسْلاَمِ] ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn3)).

4- وقَالَ الإمَامُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّان (ت:198هـ):

[لَو أَنَّ رَجُلاً عَمِلَ بِكُلِّ رُخْصَةٍ، بِقَوْلِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي الْنَّبِيذِ، وَأَهْلِ الْمَدينَةِ فِي الْسَّمَاعِ - يعني الغناء -، وَأَهْلِ مَكَّة فِي الْمُتْعَةِ، أَوْ كَمَا قَالَ أَبِي، كَانَ بِهِ فَاسِقَاً] ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn4)).

5- وقالَ الإمامُ أبُو إسْحاق إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي (ت:282هـ):

[دَخَلْتُ عَلَى الْمُعْتَضِدِ، فَدَفَعَ إِلَىَّ كِتَاباً نَظَرْتُ فِيهِ، وَكَانَ قَدْ جُمِعَ لَهُ الرُّخَصُ مِنْ زَلَلِ الْعُلَمَاءِ وَمَا احْتَجَّ بِهِ كُلٌّ مِنْهُمْ لِنَفْسِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مُصَنِّفُ هَذَا الْكِتَابِ زِنْدِيقٌ.

فَقَالَ: لَمْ تَصِحَّ هَذِهِ الأَحَادِيثُ؟

قُلْتُ: الأَحَادِيثُ عَلَى مَا رُوِيَتْ، وَلَكِنْ مَنْ أَبَاحَ الْمُسْكِرَ لَمْ يُبِحِ الْمُتْعَةَ، وَمَنْ أَبَاحَ الْمُتْعَةَ لَمْ يُبِحِ الْغِنَاءَ وَالْمُسْكِرَ، وَمَا مِنْ عَالِمٍ إِلاَّ وَلَهُ زَلَّةٌ، وَمَنْ جَمَعَ زَلَلَ الْعُلَمَاءِ ثُمَّ أَخَذَ بِهَا ذَهَبَ دِينُهُ.

فَأَمَرَ الْمُعْتَضِدُ فَأُحْرِقَ ذَلِكَ الْكِتَابُ] ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn5)).

6- وقَالَ الإمَامُ الذَّهَبِيُّ (ت:748هـ):

[وَمَنْ تَتَبَّعَ رُخَصَ المَذَاهِبِ، وَزَلاَّتِ المُجْتَهِدِيْنَ، فَقَدْ رَقَّ دِيْنُهُ] ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn6)).

[ زلةُ العالمِ لا يَصِح اعتمادُها ولا الأخذُ بِها تَقليداً له]:

قال الإمام الشاطبي (ت:790هـ): [زلة العالم لا يصح اعتمادها من جهة، ولا الأخذ بِها تقليدًا له، وذلك لأنَّها موضوعة على المخالفة للشرع، ولذلك عدت زلة، وإلا فلو كانت معتدًّا بِها؛ لم يجعل لها هذه الرتبة، ولا نسب إلى صاحبها الزلل فيها، كما أنَّه لا ينبغي أن ينسب صاحبها إلى التقصير، ولا أن يشنع عليه بِها، ولا ينتقص من أجلها، أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتاً؛ فإنَّ هذا كله خلاف ما تقتضي رتبته في الدين، وقد تقدم من كلام معاذ بن جبل وغيره ما يرشد إلى هذا المعنى] ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn7)).

[ لا يصح اعتماد زلات العلماء في الخلاف]:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير