تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المعازف بين التحريم والإباحة]

ـ[فهد الأحمد]ــــــــ[05 - 07 - 10, 01:46 ص]ـ

[المعازف بين التحريم والإباحة]

فهد بن أحمد السلامه

16/ 7/1431 هـ

[email protected]

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد:

توطئة:

إنه بين الفينة والأخرى تثار بعض الفتاوى التي يستغربها الناس، إما لكونها أخذت برأي ضعيف، أو شاذ، أو مخالف للإجماع، أو شبه الإجماع، أو إطلاق الحكم على غير الصفة التي قال بها من رأى ذلك الرأي من أهل العلم، أو غير ذلك من الأسباب.

كما حصل ذلك في عدد من الآراء التي أثيرت مؤخراً في الاختلاط وإرضاع الكبير أو الغناء أو غيرها.

وقد قرأت ما كتبه من أباح الغناء كله حتى مع المعازف، فألفيته كلاماً غير مقنع وعليه مآخذ عديدة منها:

- الخلط بين الغناء بدون المعازف والغناء معها، فالغناء المجرد؛ كالأناشيد والحداء بأبيات نزيهة لا يصاحبها منكر، جائزة وكلام أهل العلم فيها ظاهر، وعليه يحمل كلام المبيحين. وأما الغناء مع المعازف فحكمه مختلف، يأتي تفصيله.

- الاستدلال بنصوص إباحة الغناء المجرد والدف في الأعراس ونحوها على إباحة جميع المعازف وهذا استدلال في غير محله؛ لأن هذه خارجة عن محل النزاع.

- سياق أعداد من المبيحين للغناء تقوية للرأي: وهم في الجملة؛ إما مبيحون للغناء بدون آلة، أو أنه لم يصح عنهم، أو أنهم أباحوا آلة من الآلات أو أباحوها في مناسبة من المناسبات، وأما أن يقول أحد من أهل العلم بإباحة جميع الآلات فهذا إن وجد فهم قليل جداً، وربما لو شاهدوا حال الغناء في وقتنا لما تجرؤ على القول بالإباحة.

كما أن حشد أسماء كثيرة من أهل العلم - إن سلمنا بصحة نسبة هذا القول لهم - لا يقوي هذا القول؛ إذ لدى القائلين بالتحريم أضعاف هذه الأسماء من كبار العلماء على مر العصور.

وبكل حال فالعبرة بالنصوص من الكتاب والسنة، وسوف أسوق الأدلة على ذلك في ثنايا البحث.

- إغفال الملاحظات الأخرى والمنكرات المصاحبة للغناء في الوقت الحاضر، كالغزل الفاحش، وإثارة الغرائز، والاختلاط المحرم، وحصوله من امرأة شبه عارية أو مع الرقص والتمايل وغير ذلك.

لأن العامة سينزلون هذه الآراء على الواقع الذي يشاهدونه، فهم لا يعرفون الغناء إلا الغناء الفاحش الموجود في هذه الأزمنة.

وهذا ما سيفهمه العامة من القول بأن (الغناء حلال كله حتى مع المعازف) هكذا بدون تقييد.

ثم هل يُظن بمن نُسب له القول بإباحة بعض آلات المعازف من أهل العلم أن يقول بإباحة الغناء الموجود في الوقت الحاضر؟.

- مَنْ مِنْ أهل العلم يقول بإباحة جميع آلات المعازف؟ إن وجد من يقول بذلك فهم ندرة، وأما جعل من يبيح آلة من الآلات مبيحاً لجميع الآلات فهذا عدم إنصاف.

- لمز بعض العلماء وبعض طلبة العلم بما لا يليق.

ثم إنه قد تكاثرت الردود على من قال بإباحة الغناء مع المعازف، ولازال المبيح لها يطالب غيره بالأدلة، وسوف أسوق الخلاف في هذه المسألة ودليل كل قول وأناقش الأدلة بالتفصيل ثم أرجح القول الذي تعضده الأدلة.

تمهيد

في تعريف المعازف

المعازف: الملاهي، والعزف في اللغة له عدة إطلاقات، فيطلق على: اللهو، واللعب، والصوت، واللعب بالدفوف وغيرها من آلات الطرب. (1)

والمعازف لا يخرج معناها الاصطلاحي عن المعنى اللغوي.

فهي آلات اللهو التي يضرب بها، وهذا اسم يتناول الآلات كلها (2).

وأما العزف بها فيمكن تعريفه عند أهل هذا الفن بأنه: " عبارة عن أصوات مقطعة موزونة، تحدث بواسطة آلات صنعت من الجمادات، سواء كانت بالقرع أو النفخ أو العزف عليها، ولها لذة عند سماعها " (3).

ويسمى هذا أيضاً بالموسيقى.

ـ[فهد الأحمد]ــــــــ[05 - 07 - 10, 01:50 ص]ـ

المطلب الأول

تصوير المسألة

"يدخل في حكم المعازف جميع آلاته القديمة والحديثة، وسماعها في جميع الأحوال وعلى جميع الهيئات، باستثناء الدف الذي وردت بعض النصوص الشرعية باستثنائه وترتيب أحكام خاصة به.

واختُلف في استثناء الدف من المعازف، هل هو من قبيل استثناء الخاص من العام أم أن الدف لا يدخل في إطلاق لفظ المعازف أصلاً؟.

والراجح هو الرأي الأول، لدخوله في معنى العزف والمعازف لغة (4)، ولم يخصصه اصطلاح شرعي" (5).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير