تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النوع الثانى: وهم أعظم عندهم أحوال شيطانية تعتريهم، فتنزل الشياطين عليهم كما تدخل فى بدن المصروع، وحينئذ يباشر النار والحيات والعقارب ويكون الشيطان هو الذى يفعل ذلك، كما يفعل ذلك من تقترن بهم الشياطين من إخوانهم الذين هم شر الخلق عند الناس ( .. ) ويرى الإنسي واقفا على رأس الرمح الطويل، وإنما الواقف هو الشيطان ويرى الناس نارا تحمى ويضع فيها الفؤوس والمساحي ثم إن الإنسي يلحسها بلسانه، وإنما يفعل ذلك الشيطان الذي دخل فيه، ويرى الناس هؤلاء يباشرون الحيات والأفاعي وغير ذلك، ويفعلون من الأمور ما هو أبلغ مما يفعله هؤلاء المبتدعون الضالون المكذبون الملبسون الذين يدعون أنهم أولياء الله وإنما هم من أعاديه المضيعين لفرائضه المتعدين لحدوده والجهال - لأجل هذه الأحوال الشيطانية والطبيعية - يظنوهم أولياء الله، وإنما هذه الأحوال من جنس أحوال أعداء الله الكافرين والفاسقين. (مجموع الفتاوى ج 11ص610 - 611).

أما النوع الأول ممن يلعبون بالنار فلا تضرهم?، فهم يفعلون ذلك بحيل وأدهان طبيعية مثل دهن الضفادع ودهن الطلق وغيرها من المواد الطبيعية التي يدهنون بها أجسادهم وأيديهم فلا تؤثر فيهم النار، وهذا معروف كشفه غير واحد ممن اطلع على أفعالهم، وتستطيع أن تجد وصف هذه الحيل والألاعيب وكيفيتها في كتاب " المختار في كشف الأسرار وهتك الأستار " للشيخ عبد الرحمن الجوبري (المطبوع سنة 1302هـ = 1885م) فقد تتبع زيفهم وكشف أفعالهم وحيلهم، وكذلك فعل أحمد بن عبد الملك بن شُهيد في كتابه " الباهر " (ما زال مخطوطا، وقد اقتنيت تصويره).

ونذكر هنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد واجه هؤلاء وكشف زيفهم، وله مواجهة طويلة معهم ذكرها رحمه الله في مجموع الفتاوى ج 11ص445 - 450 ومواضع أخرى، ثم قال بعد أن واجههم: وعامة ذلك عن حيل معروفة وأسباب مصنوعة، أراد غير مرة منهم قوم إظهار ذلك، فلما رأوا معارضتى لهم رجعوا ودخلوا على أن أسترهم، فأجبتهم إلى ذلك بشرط التوبة، حتى قال لي شيخ منهم فى مجلس عام فيه جماعة كثيرة ببعض البساتين لما عارضتهم بأني أدخل معكم النار بعد أن نغتسل بما يذهب الحيلة ومن احترق كان مغلوبا، فلما رأوا الصدق أمسكوا عن ذلك.

وقال أيضا في مجموع الفتاوى ج 11ص 459 – 460، 465، 466: وقد استخرت الله سبحانه أنهم إن دخلوا النار أدخل أنا وهم، ومن احترق منا ومنهم فعليه لعنة الله وكان مغلوبا، وذلك بعد أن نغسل جسومنا بالخل والماء الحار، لأنهم يطلون جسومهم بأدوية يصنعونها من دهن الضفادع وباطن قشر النارنج وحجر الطلق وغير ذلك من الحيل المعروفة لهم، وأنا لا أطلي جلدي بشيء فإذا اغتسلت أنا وهم بالخل والماء الحار بطلت الحيلة وظهر الحق .. فأنا أصنع مثل ما تصنعون ومن احترق فهو مغلوب ـ وربما قلت: فعليه لعنة الله ـ ولكن بعد أن نغسل جسومنا بالخل والماء الحار، فسألني الأمراء والناس عن ذلك، فقلت: لأن لهم حيلا يصنعونها من أشياء من دهن الضفادع وقشر النارنج وحجر الطلق، فضج الناس بذلك، فأخذ كبيرهم يظهر القدرة على ذلك فقال: أنا وأنت نلف في بارية (حصير) بعد أن تطلى جسومنا بالكبريت. فقلت: فقم، وأخذت أكرر عليه في القيام إلى ذلك، فمد يده يظهر خلع القميص، فقلت: لا حتى تغتسل في الماء الحار والخل، فأظهر الوهم على عادتهم، فقال: من كان يحب الأمير فليحضر خشبا ـ أو قال: حزمة حطب ـ فقلت: هذا تطويل وتفريق للجمع، ولا يحصل به مقصود، بل قنديل يوقد وأدخل إصبعي وإصبعك فيه بعد الغسل، ومن احترقت إصبعه فعليه لعنه الله ـ أو قلت فهو مغلوب ـ، فلما قلت ذلك تغير وذل، وذكر لي أن وجهه اصفر. انتهى ملخصا.

* أما النوع الثاني منهم: فهم أصحاب الأحوال الشيطانية وهم من جنس السحرة، تتنزل عليهم الشياطين ومردة الجن فتظهر منهم العجائب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير