** ولا يخفى عليك أنه قد روي من طرق متعددة أن الوليد ابن عقبة كان عنده ساحر يلعب بين يديه فكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به فيرد إليه رأسه، فقال الناس: سبحان الله يحيي الموتى!! ورآه رجل من صالحي المهاجرين، وهو جندب بن كعب رضي الله عنه، فلما كان الغد جاء مشتملا على سيفه وذهب الساحر المشعوذ يلعب لعبه ذلك، فاستل جندب سيفه فضرب به عنق الساحر وقال: إن كان صادقا فليحيي نفسه، وتلا قوله تعالى:، (أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ) (سورة الأنبياء: الآية 3) فغضب الوليد بن عقبة إذ لم يستأذنه في ذلك، فسجنه ثم أطلقه. [انظر ذلك في: الإصابة لابن حجر (رقم 1229)، التاريخ الكبير للبخاري ج 2ص222 رقم 2268، تاريخ دمشق لابن عساكر ج 11 ص 309 – 316، سير أعلام النبلاء ج 3 ص175 - 177، تاريخ الطبري ج 2 ص610، تهذيب الكمال للمزي ج 5 ص143 – 147، كنز العمال الحديث رقم: 36763 و 37079، تفسير ابن كثير ج1ص145، المعجم الكبير للطبراني ج 2ص 177، مصنف عبد الرزاق ج 10 ص 181].
** قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة ج 3ص643 بعد أن ذكر قصة جندب بن كعب والساحر: ومثل هذا الساحر المقتول هؤلاء الطرقية (يعني الصوفية والرفاعية) الذين يتظاهرون بأنهم من أولياء الله، فيضربون أنفسهم بالسيف و الشيش، وبعضه سحر وتخييل لا حقيقة له، وبعضه تجارب وتمارين يستطيعه كل إنسان من مؤمن وكافر إذا تمرس عليه، وكان قوي القلب، ومن ذلك مسهم النار بأفواههم وأيديهم ودخولهم التنور، ولي مع أحدهم في حلب موقف تظاهر فيه أنه من هؤلاء، وأنه يطعن نفسه بالشيش، ويقبض على الجمر، فنصحته وكشفت له عن الحقيقة، وهددته بالحرق إن لم يرجع عن هذه الدعوى الفارغة، فلم يتراجع، فقمت إليه وقربت النار من عمامته مهددا، فلما أصر أحرقتها عليه وهو ينظر، ثم أطفأتها خشية أن يحترق هو من تحتها معاندا، وظني أن جندب بن كعب رضي الله عنه لو رأى هؤلاء لقتلهم بسيفه كما فعل بذلك الساحر (وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) (سورة طه: الآية 127) انتهى كلامه.
... يُتبع ...
] ** قال الشهاوي: ولا يخفى عليك أمر الحارث بن سعيد الدمشقي الكذاب الذي ادعى النبوة زمن عبد الملك بن مروان، وكانت له مخاريق وعجائب من هذا الجنس، إلى أن قتل بسيف الشرع، فإنه لما أمسكه المسلمون كانت الشياطين يخرجون رجليه من القيد، وتمنع السلاح أن ينفذ فيه، فلما جيء به في أغلاله ليُقتل تقلقلت قيود وأغلال الحديد ثم سقطت من يده ورقبته إلى الأرض، فوثب الحرس الذين كانوا معه فأعادوها عليه، ثم ساروا به، فلما أشرفوا على عقبة أخرى قرأ شيئا فسقطت من رقبته ويده إلى الأرض، فأعادوها عليه، فلما قدموا على عبد الملك حبسه، وأمر رجالا من أهل الفقه والعلم أن يعظوه ويخوفوه الله، ويعلموه أن هذا من الشيطان، فأبى أن يقبل منهم، فأمر عبد الملك أمر بصلبه على خشبة، وأمر رجلا فطعنه بحربة، فانثنت في ضلع من أضلاعه، فقال له عبد الملك: ويحك أذكرت اسم الله حين طعنته؟!، فقال: نسيت، فقال: ويحك!! .. سم الله ثم اطعنه. فذكر اسم الله ثم طعنه فأنفذه فقتله [انظر: تلبيس إبليس لابن الجوزي ص 456 – 459، المنتظم لابن الجوزي ج 6 ص 204 – 207، مجموع الفتاوى ج 11ص 285، البداية والنهاية ج 9ص27 – 29، تاريخ دمشق لابن عساكر ج 11 ص 427 – 431، معجم البلدان لياقوت الحموي ج 2 ص 323 - 324].
*وعندنا في مصر طائفة من هؤلاء الرفاعية، يقرأ الواحد منهم عزائم وتماتم سحرية، فتخرج إليهم الثعابين والأفاعي طائعة ذليلة، فيأخذونها ولا تضرهم شيئا، وهذا ليس بعجيب، فهو من جنس السحر، فما يقرؤونه ليست إلا عزائم شركية وطلاسم يتعبدون ويتقربون بها لكبار سحرة الجن والشياطين فيخدمونهم.
* قال الإمام عبد الواحد بن التين السفاقسي رحمه الله: الحية لعداوتها للإنسان بالطبع تصادق الشياطين لكونهم أعداء بني آدم، فإذا عزم على الحية بأسماء الشياطين أجابت وخرجت من مكانها. [انظر: فتح الباري لابن حجر ج 10ص 207، نيل الأوطار للشوكاني ج 9 ص 106، فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص 135 - 136].
* والعجيب أن سعيد حوى ذكر في كتابه " تربيتنا الروحية " هذه الطريقة الرفاعية، ثم أثني على أصحابها، وزعم أن أصحابها لهم كرامات، وأن من كراماتهم أن الواحد منهم يضرب بالشيش في ظهره حتى ينفذ من صدره، ثم ينزع منه ولا يتأثر، وكأنه يعتقد بأنهم أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم حيث أن النبي ضُرب على المغفر فغاصت (أي دخلت) حلقتان من المغفر في وجنتيه فسال الدم على وجهه فقال صلى الله عليه وسلم: " كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم " ويزعم أيضاً لأهل الطريقة الرفاعية أن الله أبرد لهم النار فلا تؤثر فيهم، وهذه أنواع من السحر والشعوذة الباطلة.
* ولا يقتصر الأمر على " الرفاعية " فقط، بل ترى هذه الخوارق في أجناس أخرى من كفار الهندوس بالهند، فمنهم من يمشي على النار، ومنهم من يأكل الجمر كالتمر، ويلاعب الحيات والثعابين، وكذا عند بعض الرافضة (الشيعة) بالعراق ولبنان وإيران صور شنيعة من هذا الجنس يفعلونها يوم عاشوراء، وما يحدث في مجتمعاتهم من ضرب القامات بالسيوف وشج الرؤوس في طقوس عاشوراء لدى الرافضة:
http://arabic.islamicweb.com/shia/ashura.htm
وهي من جنس الحيل والشعوذة والسحر ولا كرامة.
نسأل الله العفو السلامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكتبه
أبو عبد الرحمن
مجدي محمد الشهاوي
¥