تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشيخ محمد قطب في كتابه الماتع "واقعنا المعاصر": "ورجال الفنّ ونساؤه الذين يقومون بدور الترويج والترفيه عن الجماهير كلهم بطبيعة الحال من الذين انحلَّتْ أخلاقهم من قبل، فكان الانحلال ذاتُه هو المؤهِّل الذي يؤهِّلُهم لدخول عالم الفنّ! وهؤلاء قد جَعَلَتْ مِنْهُمُ الصحافةُ "نجومًا" و "أبطالاً" يسعى الأولاد والبنات إلى تقليدهم والتشبه بِهم، ولا يَكُفُّ المجتمع عن التطلع إليهم، والإشادة بهم، والتحدُّث عنهم، والاهتمام بشأنهم، بل أصبحوا "الطبقة" المرموقة التي تحظى بالاحترام وتحظى بالتقدير!

فأي شيء بقي في حياة الناس لا تُشَكّله أيدي المنسَلِخين من الدين، الداعين إلى التغريب تحت عنوان من العناوين؟! "

وأيضًا فإنَّ التمثيلَ الدّينيّ ينقل تاريخًا مشوَّهًا بالحقائق الكاذبة، وهذا من أكبر الجرائم في حقِّ الأُمَّة، فالتاريخ هو الحضارة التي تَبْنِي عليها الأُمَّة أمجادَها، فكيف إذا كان هذا التاريخ تاريخَ الأُمَّة الإسلامية التي تتعلَّق بها أحكام الشريعة الإسلامية؟!

وقد ذكر العلامة الألبانيّ - رحمه الله - في ذلك كلامًا نفيسًا في "سلسلته الصحيحة"؛ قال - رحمه الله -: "وقد يَظُنُّ بعضهم أنَّ كلَّ ما يُروى في كتب التاريخ والسيرة أنَّ ذلك صارَ جزءًا لا يتجَزَّأُ من التاريخ الإسلامي، لا يجوز إنكارُ شيء منه! وهذا جهلٌ فاضح، وَتَنَكُّرٌ بالغٌ للتاريخِ الإسلاميِّ الرائع، الذي يَتَمَيَّز عن تواريخ الأُمم الأخرى بأنه - هو وحده - الذي يملك الوسيلةَ العِلْميَّة لتَمْيِيزِ ما صحَّ منه مِمَّا لم يصِحَّ، وهي نفس الوسيلة التي يُميَّز بها الحديث الصحيح من الضعيف، ألا وهو الإسنادُ الذي قال فيه بعض السلف: لولا الإسناد لقال مَنْ شاءَ ما شاء.

ولذلك لما فقدتِ الأُمَمُ الأُخرى هذه الوسيلة العظمى، امتلأ تاريخُها بالسخافات والخرافات، ولا نذهب بالقرَّاء بعيدًا فهذه كتبهم التي يسمّونها بالكتب المُقَدَّسَة، اختلط فيها الحابِل بالنابِل فلا يستطيعون تمييز الصحيح من الضعيف، مما فيها من الشرائع المنزلة على أنبيائهم، ولا معرفة شيء من تاريخ حياتهم أبد الدهر، فهم لا يزالون في ضلالهم يعمهون، وفي دَياجِير الظلام يتيهون!

فهل يريد منّا أولئك النّاس أن نستسلِم لِكُلِّ ما يقال: إنَّه من التاريخ الإسلامي، ولو أنكره العلماءُ، ولو لم يرِدْ له ذكر إلاّ في كُتُبِ العَجائِزِ من الرجال والنساء؟! وأَنْ نَكْفُرَ بِهَذِه المَزِيَّةِ التي هي مِنْ أَعْلَى وأغْلى ما تَمَيَّزَ به تاريخُ الإسلام؟!

وأنا أعتقد أنَّ بعضَهُم لا تخفى عليه المزيَّة، ولا يمكنه أن يكون طالب علم، [بَلْهَ] عالمًا دونها، ولكنّه يتجاهَلُها، ويَغُضُّ النظرَ عنها سترًا لجهله بما لم يَصِحّ منه، فيتظاهر بالغيرة على التاريخ الإسلامي، ويبالغ في الإنكار على ما يُعَرِّفُ المسلمين ببعض ما لم يصح منه، بَطَرًا للحَقّ، وغَمْطًا للناس، والله المستعان" ا. هـ.

والحاصل أنَّ الراجح عدم جواز التمثيل الدينيّ مطلقًا؛ لأنَّه يشتمل على الكذب، حيثُ إنَّ ما يفعَلُه الممثّل خلافُ الواقع، وهذه هي حقيقة الكذب، ولأنَّ فيه محاكاةً - تقليدًا -للآخَرِينَ وهي محرمة أو مكروهة؛ لحديث عائشة قالت: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: حسبُكَ من صفيَّةَ كذا وكذا - قال غَيْرُ مُسَدَّد: تعنى قصيرة - فقال: ((لقد قَلْتِ كلمةً لو مُزِجت بماء البحر لَمَزَجَتْهُ)) قالت: حَكَيْتُ له إنسانًا فقال: ((ما أُحِبُّ أنّي حَكَيْتُ إِنسانًا وأَنَّ لي كذا وكذا))؛ رواه أبو داود والترمذيُّ.

وعلى القول بتحريم التمثيل مطلقًا؛ فَيَحْرُمُ مشاهدةُ المسلسلات الدينيَّة، إلا إذا كانتْ خاليةً عن جميع المحاذير؛ منِ اختلاطٍ، وكذِبٍ، مع التزام المشاهِد بِغَضّ البصر،، والله أعلم.

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24537

ـ[محمد الهذلي]ــــــــ[21 - 07 - 10, 06:53 م]ـ

نفع الله بكم وجزاكم خيرا

ـ[أبو أسامة الدمياطي]ــــــــ[21 - 07 - 10, 08:06 م]ـ

رقم الفتوى (3272)

موضوع الفتوى حكم متابعة المسلسلات الإسلامية

السؤال س: ما حكم متابعة المسلسلات التي تُسمى بالإسلامية وخاصة التي يقوم بأدوارها من اشتهروا بالمجون؟

الاجابة وأما ما يُسمى بالمُسلسلات والتي يُقال إنها إسلامية فنرى والحال هذه أنها داخلة في النهي أو الكراهة، وخاصة التي يقوم بإدارتها من اشتهروا بالمجون وذلك لأنها تشغل الوقت فيما لا أهمية له وليست إسلامية صحيحة كما يُقال، فقد شُغف بها كثيرٌ من الناس وحرصوا على مُتابعتها فوقعوا في إضاعة الوقت وشُغِفوا بأولئك الذين يُديرونها واعتقدوا نزاهتهم وصحة مقاصدهم مع ما في ذلك من الشك، ومع ما تُؤثر فيه هذه المُسلسلات من محبة اللهو والباطل وشغف الذين يُتابعونها من شغف وإطراء واحترام لأولئك المُمثلين فننصح بعدم مُتابعتها حفاظًا على الأوقات وحفاظًا على الأديان والعقائد. والله أعلم.

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير