ـ[محمدالسليمان]ــــــــ[30 - 08 - 10, 09:54 م]ـ
الأخ الفاضل
جزاك الله خيراً على لفت الأنظار لحال النبي صلى الله عليه وسلم مع السائل.
ولكني أعتب عليك كثيراً في كونك لم تنظر إلى حال السائل الذي أتى يقول: "هلكتُ"، وجاء في بعض الروايات أنه كان ينتف شعره، وجاء غير ذلك.
أخي الكريم .. الفطر في نهار رمضان: كبيرة من كبائر الذنوب.
أرأيت إلى سائل يأتي باحثاً عن حيلة يحتال بها غير نادم .. أتقابله بمثل ما تقول؟!
هذا العام سئلت عن سبع مسائل أو ثمان في شأن جماع في رمضان، وأحد السائلين يقول مماحكاً: إنني لم أعلم أن الجماع يفسد الصوم بل القذف فقط!!، وآخر فعل فاحشة الزنا عياذاً بالله في نهار الصوم .. أتراني سأضحك وأنا أجيب عن مثل هذه الأحوال؟!
إن النظر في حال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتاج فقهاً، لا أن ينظَر إليه دون مراعاة للوقائع والقرائن. والله يرعاك
جزاك الله خيرا أخي
أولا لابد من التقييد في حكم من أفطر في نهار رمضان أنه كبيره بالمتعمد
ثانيا ومايدريك أن السائل أتى يبحث عن حيله عليك بالظاهر أخي وإن الله لم يأمرنا بالتفتيش عن قلوب الناس
ثم مالذي يجعلك تقابله بالصفه التي ذكرت هل هذا هو الهدي النبوي
ثبت في مسند الامام أحمد وغيره:
أنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا!!
فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ؛ قَالُوا: مَهْ مَهْ!!
فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادْنُهْ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا. قَالَ: فَجَلَسَ.
قَالَ: أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟!
قَالَ: لا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ.
قَالَ وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ.
قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لابْنَتِكَ؟!
قَالَ: لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ.
قَالَ وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ.
قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ؟!
قَالَ: لا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ.
قَالَ: وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ.
قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟!
قَالَ: لا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ.
قَال:َ وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟! قَالَ: لا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَال:َ وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاتِهِمْ
قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ.
فَلَمْ يَكُنْ الْفَتَى بَعْدَ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ)
فلننظر إلى الهدى الكريم من رسول الله الحليم والحريص على الهداية بأبسط الطرق وألينها، فلا شك أن الزنا من الكبائر والموبقات واستحلاله كفر وهذا الشاب المعنى في الحديث يدرك تمامًا حرمة الزنا وإلا ماجاء ليستأذن فيه، فكيف كان ردة فعل الرسول - صلى الله عليه و سلم -؟ هل تعصب على الشاب؟ هل زجره؟ هل عنفه؟ هل فسقه؟ هل كفره؟ هل جلده؟ هل طرده؟ هل سجنه؟ والإجابة على كل هذه الأسئلة بلا، وإنما طلب منه أن يقترب ويدنو منه صلى الله عليه و سلم -، فكان حسن الاستقبال رغم سوء الإرسال ثم تتجلى عاطفة الرسول - صلى الله عليه و سلم - ورحمته بهذا الشاب المسكين المفتون بالنساء فيبدأ معه بسؤال واحد هل ترضاه لأمك، لأبنتك ... الخ والإجابة العفوية الفطرية من هذا الشاب بلا مؤكدًا ذلك بقسمه
ثم تقول إن النظر في حال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتاج فقهاً، لا أن ينظَر إليه دون مراعاة للوقائع والقرائن.
فضلا لاأمرا ماهو الفقه في نظرك