تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العِلْمُ بالخِلَافِ ومَوَاقِعه طَرِيقُ الفَلَاح

ـ[عماد البكش]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:23 م]ـ

هذه مقدمة كتبتها لبحث في حكم طواف المحدث فأردت أن أعرضها على إخواني فعل الله أن ينفعني وينفع بها إخواني وأن يزيدوني إليها خيرا

فائدة معرفة الخلاف.

«العِلْمُ بالخِلَافِ ومَوَاقِعه طَرِيقُ الفَلَاح»

لقد تواث العلماء قديما ودرَّسوا لمن بعدهم أن للعلم طرق ومراتب في التحصيل وأن العالم يسمى عالما بعد علمه بمواقع اختلاف العلماء، ووجوه استدلالهم، وحسن النظر،إذ كيف يكون عالما من لم يضف علم غيره إلى علمه ومن لم يقارن بين ما عنده وعند غيره ويعلم الوجوه المرجحة عند كل قوم فمن قعد عن ذلك السبيل وظن أن العلم في قول واحد يعلمه فقد جمع الشر وفوت إدراك الخير على نفسه و رد من العلم ما هو أوثق من الذي في يديه وخرج من حد العلماء إلى حد الأدعياء. قال الشاطبي رحمه الله: «جعل الناس العلم معرفة الاختلاف» ([1])

وذكر الشاطبي في "الموافقات" بعض الآثار الدالة على ذلك وقد رواها ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" وزاد عليها تحت «باب من يستحق أن يسمى فقيها أو عالما حقيقة لا مجازا، ومن يجوز له الفتيا عند العلماء».

من ذلك ما يدل على أن:

العلم بالخلاف أمان العالِم وطريق نجاته.

قال إياس بن معاوية: إنه لتأتيني القضية أعرف لها وجهين فأيهما أخذت به عرفت أني قضيت بالحق.

عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، قال «لا ينبغي لأحد أن يفتي الناس حتى يكون عالما باختلاف الناس، فإنه إن لم يكن كذلك رد من العلم ما هو أوثق من الذي في يديه».

وقال يحيى بن سلام: لا ينبغي لمن لا يعرف الاختلاف أن يفتي، ولا يجوز لمن لا يعلم الأقاويل أن يقول: هذا أحبّ إليّ.

من لا علم له بالخلاف ليس من العلماء ولا الفقهاء.

وقال سعيد بن أبي عروبة: «مَن لم يسمع الاختلاف فلا تعدّوه عالما».

وقال قتادة: «مَن لم يعرف الاختلاف لم يشم أنفه الفقه».

قال هشام بن عبيد الله الرازي: «مَن لم يعرف اختلاف القراء فليس بقارئ، ومَن لم يعرف اختلاف الفقهاء فليس بفقيه».

العاري عن العلم بالخلاف هَجَّام على المهالك وقَّاعُُ فيها.

قال أيوب السختياني: «أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما باختلاف العلماء، وأمسك الناس عن الفتيا أعلمهم باختلاف العلماء».

قال ابن عيينة «أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما باختلاف العلماء».

قال قبيصة بن عقبة: «لا يفلح مَن لا يعرف اختلاف الناس». ([2])

قال الشاطبي بعد نقله بعض هذه الأقوال «وكلام الناس هنا كثير، وحاصلة معرفة مواقع الخلاف، لا حفظ مجرد الخلاف، ومعرفة ذلك إنما تحصل بما تقدم من النظر؛ فلا بد منه لكل مجتهد»

بل لقد كان من عجب ما يأمرون به المتعلم، ما قاله الأوزاعي: «تعلم ما لا يؤخذ به , كما تتعلم ما يؤخذ به» ([3])

ـــــ

([1]) "الموافقات" (5/ 122)، ط: دار ابن عفان، الطبعة الأولى 1417هـ/ 1997م. تحقيق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان

([2]) انظر هذه الآثار في: "جامع بيان العلم وفضله" (2/ 95 - 105)، ط: مؤسسة الريان.

([3]) الفقيه والمتفقه (1/ 357)،ط: دار ابن الجوزي بالسعودية، سنة 1417هـ.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:33 م]ـ

أحسنت أحسن الله إليك ..

ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:59 م]ـ

نفع الله بك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير