كنت قد قرأت الكتاب في السابق، وأسائني الإسلوب البشع الذي اتبعه المؤلف هداه الله. لقد اتبع طريقة الكوثري، في كتابه السيء الذكر "تأنيب الخطيب" والذي رد عليه العلامة المعلمي في "التأنيب" (وقد قرأت كلاهما). الإسلوب يعتمد على ما يلي:
- إنكار أن يكون الإمام الناقد كذا أو التشكيك به بشكل ساذج (مثل أن يقول لو قال سفيان كذا فأين كان يصلي؟ طبعاً الجواب كثير من أهل الكوفة ما كانوا يقرؤون بقراءة حمزة وسفيان نفسه سيكون إمام المسجد فهو من كبار علماء الإسلام على مر التاريخ، وأصلا كان مجاوراً لمكة آنذاك) ....
وطبعاً الرد هنا يكون ضعيفاً لأن المثبت مقدم على النافي. فالمثبت يأتي بالإسناد الصحيح والنافي ما عنده غير تشكيك (فيقول مثلا: لا يعقل أن يشك إمام بقراءة متواترة ... مع أن هذا مردود لأن التواتر نفسه لا يثبت عند ذلك الإمام). ولا يخفى أن الشك لا يقطع اليقين.
- أن يقوم بتجهيل رواة الأخبار من غير تحقق، مثل ما فعل مع جنادة بن محمد، مع أن جنادة معروف مترجم له في تاريخ البخاري وكتاب ابن أبي حاتم وتاريخ ابن حبان وغيرهم. وقد كان مفتي دمشق في زمانه، وروى عنه أئمة عظام مثل البخاري وغيره. فقوله "جنادة بن محمد غير معروف عند أهل الحديث" مخالف تماماً للواقع. فإن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن لا تدري فالمصيبة أعظم!
- ادعاءه أن الإمام أحمد كره قراءة حمزة لأن الإمالة صعبة عليه!!! وهذا الادعاء من السخافة بحيث لا يحتاج المرء أن يرد عليه. والإمام أحمد أجل من أن يفتي الناس بإعادة الصلاة خلف من يقرأ بحمزة، لمزاج شخصي. وفوق هذا فهو تكذيب للإمام الصادق أحمد لأنه قد بين سبب كراهته لقراءة حمزة بأنها بدعة لم يقرأها أحد قبله. وابن حنبل أصدق عندنا من الكاتب. ثم أحمد قد أخذ من أبي عمرو قراءته التي فيها إمالة وأثنى عليها.
- اتهامه لأئمة القراءة بالجهل، مثلما فعل مع أبو بكر (شعبة) راوي قراءة عاصم ... مع أن شعبة كان يرجع إليه أهل الكوفة في معرفة قراءتي علي وابن مسعود. وليس لأهل الكوفة قراءة إلا عن هذين الصحابيّين، وعامة أسانيدهم الشاذ والمشهور ترجع إليهما.
- اتهامه للأئمة بأنهم انتقدوا حمزة دون أن يسمعوا قراءته، وهو اتهام لهم بالجهل أولاً وبخيانة الأمانة ثانياً. وأئمة الإسلام أجل مما يدعي، مع أن هذا ادعاء واه، لأن كثيراً من هؤلاء كانوا معاصرين له ومن بلده، فما من شك في أنهم قد سمعوا قراءته منه أو من تلميذه سليم الذي تسلم إمامة جامع الكوفة بعده.
- وأخيراً الأسوء فقد قام بما قام به الكوثري من قبل. {أتواصوا به؟} فقد طعن الكوثري ب300 راو ثقة لمجرد إنقاذ رجل واحد من النقد. وصاحبنا قد طعن بعدة من أئمة الإسلام وأعلام السنة من أجل رأي ارتضاه وتعصب له. وكان أسوء ما فعله طعنه بالأديب البارع الإمام ابن قتيبة الذي يصفه العلماء بخطيب أهل السنة. ومن استحل أن يفعل مثل هذا، فأي خير يرتجى منه؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ملاحظة: لم أجد أحداً انتقد الكسائي غير الإمام أحمد، والحق يقال أنه بالرغم من أن الكسائي أخذ من حمزة لكن يظهر أنه توقى الأمور التي انتقدت على حمزة مثل السكت والتكلف وما اسموه بالتناقض. هذا والله أعلم.
===========
ما سبق هو رد قديم أرسلته لأحد الإخوة الذي أرسل لي رابط الكتاب
ـ[خلف حمزة]ــــــــ[14 - 03 - 08, 11:06 م]ـ
لم يجب أحد عن سؤالي بوضوح؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 03 - 08, 03:58 ص]ـ
أخي خلف
من يعتبرها متواترة لا يجيز أن يتكلم عليها ومن لم يعتبرها متواترة تكلم عليها!
ـ[أحمد العمري]ــــــــ[15 - 03 - 08, 08:12 ص]ـ
قراءه حمزة قراءة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي قراءة سبعية تلقتها الأمة بالقبول. فمن علم بأنها ثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم وطعنها فهو كمن طعن كتاب الله سبحانه وتعالى.