تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الوجه الثالث:أن أم حرام رضي الله عنها هي من خالات النبي عليه الصلاة والسلام،قال ابن بطال في شرح صحيح البخارى (5/ 10): " قال المهلب: كانت أم حرام خالة النبى (صلى الله عليه وسلم) من الرضاعة، فلذلك كان ينام فى حجرها، وتفلى رأسه. قال غيره: إنما كانت خالة لأبيه أو لجده؛ لأن أم عبد المطلب كانت من بنى النجار، وكان يأتيها زائرًا لها، والزيارة من صلة الرحم.

وقال العيني في شرح البخاري (21/ 173): " قال ابو عمر بن عبد البر ... وقد أنبأنا غير واحد من شيوخنا عن أبي محمد بن فطيس عن يحيى بن إبراهيم بن مزبن قال إنما استجاز رسول الله أن تفلي أم حرام رأسه لأنها كانت منه ذات محرم من قبل خالاته لأن أم عبد المطلب كانت من بني النجار وقال يونس بن عبد الأعلى قال لنا وهب أم حرام إحدى خالات النبي من الرضاعة قال أبو عمر فأي ذلك كان فأم حرم محرم منه وقال ابن بطال قال غيره إنما كانت خالة لأبيه أو لجده ".

وقال ابن حجرفي فتح الباري (18/ 26):"وَأَحْسَن الْأَجْوِبَة دَعْوَى الْخُصُوصِيَّة وَلَا يَرُدّهَا كَوْنُهَا لَا تَثْبُت إِلَّا بِدَلِيل؛ لِأَنَّ الدَّلِيل عَلَى ذَلِكَ وَاضِح، وَاَللَّه أَعْلَم.

قلت: ولكنه ضعيف الجواب بدعوى الخصوصية.

وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم: "اتفق العلماء على أنها كانت محرما له صلى الله عليه وسلم , واختلفوا في كيفية ذلك فقال ابن عبد البر وغيره: كانت إحدى خالاته من الرضاعة , وقال آخرون: بل كانت خالة لأبيه أو لجده ; لأن عبد المطلب كانت أمه من بني النجار.

وقال أيضا:" وكانت أم سليم هذه هي وأختها خالتين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جهة الرضاع".

قال الدكتور علي الصياح – وفقه الله- " إن من استقرأ النصوص الواردة في تعامل النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أم سليم وأختها أم حرام رأى أن لأم سليم وأختها أم حرام دون بقية النساء -غير أزوجه- خصوصية لا يمكن أن تقع إلا للمحرم مع محرمه، فمن ذلك:

1 - عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها، وليست فيه، قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها فأتيت فقيل لها هذا النبي صلى الله عليه وسلم نام في بيتك على فراشك قال: فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها ففزع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تصنعين يا أم سليم؟ فقالت: يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا، قال: أصبت (أخرجه: البخاري في صحيحه (5/ 2316رقم5925)، ومسلم في صحيحه، (4/ 1815رقم2331) وهذا لفظ مسلم.)

قال الدكتور علي:قلت: وتأمل قول أنس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها، وليست فيه.

فهل يعقل أن يترك أهل الكفر والنفاق-زمن النبوة-مثل هذا الموقف دون استغلاله في الطعن في النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي نبوته؟، وهم الذين طعنوا في أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنه - ا بمجرد شبهة باطلة!!، وما فتأووا يحيكون الدسائس والمؤامرات والشائعات!!.

وكذلك لم لم يتكلموا في أم سليم وأختها أم حرام كما تكلموا في عائشة - رضي الله عنه - ا!!.

قال الدكتور علي في إشكال وجوابه في حديث أم حرام بنت ملحان - (1/ 73):" فإذا تأمل الباحث المنصف هذه الأحاديث رأى أن تعامل النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أم سليم وأختها أم حرام تعامل المحارم بعضهم مع بعض، فإذا انضم إلى ذلك:

1 - عدم وجود نص واحد-قولي أو فعلي- يدل على خصوصية النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخلوة أو النظر أو المس كما تقدم.

2 - امتناع النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مصافحة النساء في البيعة والاكتفاء بالكلام كما تقدم، قال الشنقيطي: ((و وكونه - صلى الله عليه وسلم - لا يصافح النساء وقت البيعة دليل واضح على أن الرجل لا يصافح المرأة، ولا يمس شيء من بدنه شيئا من بدنها، لأن أخف أنواع اللمس المصافحة فإذا امتنع منها - صلى الله عليه وسلم - في الوقت الذي يقتضيها وهو وقت المبايعة دل ذلك على أنها لا تجوز، وليس لأحد مخالفته - صلى الله عليه وسلم - لأنه هو المشرع لأمته بأقواله وأفعاله تقريره)).

3 - وكذلك قوله للصحابيين: ((على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير