فلا أعلم كيف استنبط هذا الاستنباط العجيب بجواز الاختلاط الذي ينادي به هو من هذا الحديث؟؟
قال الدكتور أحمد: وعنها رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم، قام النساء حين يقضي تسليمه، ومكث يسيرا قبل أن يقوم. قال ابن شهاب: فنرى ــ والله أعلم ــ لكي ينفذ من ينصرف من النساء
قلت اي الدكتور: أخرجه البخاري وغيره وهو لا يفيد تحريم الاختلاط بل الاختلاط واقع فيه، وإنما يفيد الأخذ بالاحتياط؛ لمنع مزاحمة الرجال للنساء.
مناقشته في استدلاله:
قلت: دل الحديث على اجتناب المزاحمة في أماكن الاجتماعات العامة بترتيب يصون عن المزاحمة، أي تقارب الأبدان والتقاء الأنفاس، وهذا هو الممنوع شرعا، وعليه فلا بد للدكتور أن يفرق، ولا يقذف بالشبهات على العامة ويلبس على الناس فإن هذا شأن المبتدعة.
ثم إني أود أن أعرف كيف استنبط وجود الاختلاط والنبي عليه الصلاة والسلام كان يمكث قليلا حتى يخرج النساء، هل هذا يعني أنهم يختلطون مع بعضهم داخل المسجد ويلتصقون ببعضهم داخل المسجد واذا خرجن تركهم الرجال حتى يخرجن لوحدهن!!!! حتى يقول هذا المخرف ويفتري على الله ورسوله بأنهم كانوا يختلطون داخل المسجد، سبحانك هذا بهتان عظيم.
كما أن فهمه هذا خالف فهم السلف، وهذا حدث بنص كلامه حينما أورد قول ابن شهاب الزهري، والذي يظهر أن الغامدي أفهم من الزهري!!!!!!!! والله لقد رقيت مرتقا صعبا، والله المستعان.
قال الدكتور أحمد: كما استدل بعض من منع الاختلاط بحديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها).
قلت أي الدكتور: أخرجه أبو يعلى وإسناده صحيح وليس فيه ما يدل على تحريم الاختلاط، بل الاختلاط واقع فيه كما ترى، وليس فيه أكثر من حث الرجال على الصف الأول، وإرشاد النساء بالتباعد عن صفوف الرجال، تجنبا لأسباب الفتنة بين الجنسين في الصلاة، فضلا عما في الوقوف بين يدي الله في الصلاة من لزوم التخلي عما قد يقطع المصلي عن الخشوع وهذا ما تفيده لفظة (خير) ولا تفيد تحريم الاختلاط، كما زعم من احتج بهذا على المنع. والشر هنا نسبي فإن الصلاة خير كلها للرجال والنساء فإنهم بلا شك مأجورون في الصلاة كلهم وليس منهم آثم.
مناقشته في استدلاله:
قلت:هذا الحديث أخرجه مسلم وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم بعدة روايات، اما رواية أبي يعلى فليست ما ذكرها الدكتور، بل رواية أبي يعلى من مسنده هكذا " حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد حدثنا أبي عن سفيان الثوري عن عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب: عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: خير صفوف الرجال المقدم وشرها المؤخر وخير صفوف النساء المؤخر وشرها المقدم" مسند أبي يعلى (2/ 354).
فالذي يظهر أن الدكتور حاطب ليل لايفرق بين الروايات ولا بين الصحيح والضعيف، وينقل خطأ، و .... و ... و ... الخ.
يظهر أن الدكتور يرى بأن وجود رجال ووجود نساء يبعدن عنهم عدة امتار أن هذا اختلاط!!!، واذا كان يعد هذا اختلاطا جائزا، فأتجوز معه في تسميته اختلاطا ولا أمانع منه لأنه ليس الاختلاط الذي اتفقنا في أول البحث على بيانه وأنه محرم.
ثم إن الشر ليس في الصلاة وانما في المكان وذلك لقربه من الرجال،فليت الدكتور تنبه لهذا!!!!، ولم يقل كلاما لا يقوله أصغر طالب علم قرأ الحديث وفهمه.
وجاء في كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (2/ 131): "فأما الصف الأول من صفوف النساء، فإنما كان شرًّا من آخرها؛ لما فيه من مقاربة أنفاس الرجال للنساء، فقد يُخاف أن تشوِّش المرأة على الرجل، والرجل على المرأة.
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي (2/ 13): "قوله خير صفوف الرجال أولها لقربهم من الامام واستماعهم لقراءته وبعدهم من النساء وشرها اخرها لقربهم من النساء وبعدهم من الامام وخير صفوف النساء اخرها لبعدهن من الرجال وشرها أولها لقربهن من الرجال. والحديث أخرجه مسلم أيضا في صحيحه قال النووي: أما صفوف الرجال فهي على عمومها فخيرها أولها أبدا وشهرها اخرها أبدا، أما صفوف النساء فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال وأما إذا صلين متميزات لا مع الرجال فهن كالرجال خير صفوفهن أولها وشرها اخرها،
¥