تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء أقلها ثوابا وفضلا وأبعدها من مطلوب الشرع وخيرها بعكسه

وإنما فضل اخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك وذم أول صفوفهن بعكس ذلك انتهى ".

وقال السندي في حاشيته على سنن ابن ماجه (2/ 361): " قوله (وَشَرّهَا) ايْ أَقَلّهَا ثَوَابًا وَفِي الزَّوَائِد وَجَاءَ لَهُ بِالْعَكْسِ وَذَلِكَ لِأَنَّ مُقَارَبَة أَنْفَاس الرِّجَال لِلنِّسَاءِ يُخَاف مِنْهَا أَنْ تُشَوِّش الْمَرْأَة عَلَى الرِّجَال وَالرَّجُل عَلَى الْمَرْأَة ثُمَّ هَذَا التَّفْصِيل فِي صُفُوف الرِّجَال عَلَى إِطْلَاقه وَفِي صُفُوف النِّسَاء عِنْد الِاخْتِلَاط بِالرِّجَالِ كَذَا قِيلَ وَيُمْكِن حَمْله عَلَى إِطْلَاقه لِمُرَاعَاةِ السِّتْر فَتَأَمَّلْ.

قال الدكتور أحمد: واحتجوا بحديث ابن عمر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمشي الرجل بين المرأتين.

قلت أي الدكتور: أخرجه البيهقي وإسناده ضعيف جدا فيه داود ابن أبي صالح الليثي وهو منكر الحديث.

مناقشته في استدلاله:

قلت: وأخرجه أيضا أبو داود (2/ 352) والعقيلي في " الضعفاء " (126) الحاكم (4/ 280) والخلال في " الأمر بالمعروف " (22/ 2) وابن عدي (3/ 955) من طريق داود بن أبي صالح عن نافع عن ابن عمر مرفوعا، وقال الحاكم: صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي بقوله: قلت: داود بن أبي صالح قال ابن حبان: يروي الموضوعات.

قلت: والحديث لا شك في ضعفه، لكن كونه ضعيفا هل معنى هذا جواز المشي بينهما؟ لأن هناك مفاسد عظيمة منها على أقل تقدير الاحتكاك بهما وهذا منكر عظيم، لا سيما وقد وردت الأحاديث الصحيحة التي تنهى عن مس المرأة الأجنبية، فكيف بالاحتكاك بها!!!.

قال الدكتور أحمد: واحتجوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس للنساء وسط الطريق).

قلت أي الدكتور: أخرجه ابن حبان وإسناده ضعيف جدا، فيه شريك بن عبدالله بن أبي نمر سيئ الحفظ، وفيه مسلم بن خالد الزنجي قال البخاري فيه: منكر الحديث، ذاهب الحديث.

مناقشته في استدلاله:

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 536: رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " (9/ 5 / 2) و ابن حبان في " صحيحه " (1969 - موارد) و ابن عدي (192/ 1) و عنه البيهقي في " الشعب " (2/ 475/ 2) عن مسلم بن خالد الزنجي أنبأنا شريك بن أبي نمر عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت (الألباني): و هذا سند حسن بما بعده. فقد رواه الدولابي (1/ 45) و البيهقي في "شعب الإيمان " (2/ 475 / 1) عن الحارث بن الحكم عن أبي عمرو بن حماس مرفوعا به إلا أنه قال: " سراة الطريق ".

قلت (الألباني): و هذا مرسل أبو عمرو بن حماس، قال الحافظ: " مقبول، من السادسة مات سنة تسع و ثلاثين " يعني و مائة. و الحارث بن الحكم ترجمه ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " (1/ 2 / 73) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا. و قد خالفه شداد بن أبي عمرو ابن حماس فقال: عن أبيه عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول و هو خارج من المسجد، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء:" استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق ". فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. أخرجه أبو داود (5272) و الهيثم بن كليب في " مسنده " (ق 190/ 1) و البيهقي في " الشعب " لكن شداد هذا مجهول، كما قال الحافظ في " التقريب"

و بالجملة فالحديث حسن بمجموع الطريقين و الله أعلم ".ا. هـ كلام الشيخ الألباني.

قلت: فالحديث مقبول محتج به كما ترى وليس بضعيف كما زعم وذلك للشواهد لهذا الحديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير