قال الدكتور أحمد: واحتجوا بحديث أبي أسيد الأنصاري عن أبيه رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد واختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء (استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق)، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به.
قلت أي الدكتور: أخرجه أبو داود والطبراني، وإسناده ضعيف جدا في إسناده أبو اليمان الرحال وهو مجهول الحال، وفيه شداد بن أبي عمرو بن حماس مجهول أيضا وفيه أبوه أبو عمرو وهو مجهول أيضا.
مناقشته:
قلت: أولا هذا الحديث ليس بضعيف جدا لأن الجهالة ضعف في الحديث لا تمنع من تقويته متى ما كان للحديث شاهد أو متابعة، فوصف الحديث بأنه ضعيف جدا للجهالة دليل على ضعف بضاعة الدكتور في علوم الحديث.
ثانيا: هذا الحديث قد حسنه العلامة الألباني بمجموع طرقه قال رحمه الله في السلسلة الصحيحة - مختصرة - (2/ 511): " [ليس للنساء وسط الطريق]. (حسن بما بعده). عن أبي أسيد الأنصاري عن ابيه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: استأخرن؛ فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق؛ عليكن بحافات الطريق. فكانت المرأة تلتصق بالجدار؛ حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به (والحديث حسن بمجموع الطريقين) "
قال الدكتور أحمد: وروي هذا الحديث بمعناه عن عمرو بن حماس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس للنساء سراة الطريق).
قلت أي الدكتور: أخرجه البيهقي والدولابي إسناده ضعيف مرسل، فإن عمرو بن حماس لا تثبت له صحبة وهو مجهول، كما قال أبو حاتم مجهول.
مناقشته:
قلت: والحديث حسن بمجموع طرقه ولشواهده كما ذكر ذلك العلامة الألباني فيما سبق.
قال الدكتور أحمد: واحتجوا بحديث ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس للنساء نصيب في الخروج، وليس لهن نصيب في الطريق إلا في جوانب الطريق).
قلت أي الدكتور: إسناده ضعيف جدا وفيه سوار بن مصعب، وهو متروك الحديث قاله الهيثمي وعزاه إلى الطبراني في الكبير [2/ 200].
مناقشته في استدلاله:
قلت: أولا: نص الحديث الذي أحال عليه في الطبراني هو " "ليس للنساء نصيب في الخروج إلا مضطرة يعني ليس لها خادم إلا في العيدين الأضحى والفطر، وليس لهم نصيب في الطريق إلا في الحواشي". رواه الطبراني في الكبير وفيه سوار بن مصعب وهو متروك الحديث. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2/ 235)، فلا أعلم من أين أتى بهذا اللفظ؟؟!!
ثانيا: وقال العلامة الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (4/ 262) " ليس للنساء نصيب في الخروج إلا مضطرة، - يعني ليس لها خادم - إلا في العيدين الأضحى والفطر، وليس لهن نصيب من الطريق إلا الحواشي ". ضعيف جدا. رواه ابن عدي (189/ 2) عن سوار عن عطية عن ابن عمر مرفوعا وقال: " سوار بن مصعب عامة ما يرويه ليس بمحفوظ، وهو ضعيف كما ذكروه ". ومن طريقه رواه الطبراني في " الكبير " كما في " الفيض "، وقال: " قال الهيثمي: وهو متروك الحديث ".
قلت: وكونه ضعيفا، لا يعني جواز الاختلاط فهناك أحاديث أخرى صحيحة وحسنة تدل على تحريم الاختلاط.
قال الدكتور أحمد: واحتجوا بحديث علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس للنساء نصيب في سراة الطريق).
قلت: أخرجه الطبراني وإسناده ضعيف جدا، فيه شريك بن أبي نمر سيئ الحفظ، وفيه عبدالعزيز بن يحيى قال فيه الهيثمي: كذاب.
مناقشته:
قلت: سبق الكلام عليه.
قال الدكتور أحمد: واحتجوا بحديث ابن عمر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (لو تركنا هذا الباب للنساء). قال نافع: فلم يدخل ابن عمر حتى مات.
قلت أي الدكتور: أخرجه أبو داود وغيره واختلف فيه رفعا ووقفا والصحيح وقفه على عمر فليس هو من عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما كان اجتهادا من عمر رضي الله عنه وليس في تخصيص باب للنساء للخروج والدخول منه، ما يدل على تحريم الاختلاط بل الاختلاط واقع في المسجد كما ترى.
مناقشته:
¥