تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت (الألباني): و هذا سند جيد، رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين غير شداد بن سعيد، فمن رجال مسلم وحده، و فيه كلام يسير لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن، و لذلك فإن مسلما إنما أخرج له في الشواهد و قال الذهبي في " الميزان ": " صالح الحديث " و قال الحافظ في " التقريب ": " صدوق يخطىء ". و أبو العلاء هو يزيد بن عبد الله بن الشخير.و الحديث قال المنذري في " الترغيب " (3/ 66): " رواه الطبراني، و البيهقي، و رجال الطبراني ثقات رجال الصحيح ".و قد روي مرسلا من حديث عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأن يقرع الرجل قرعا يخلص إلى عظم رأسه خير له من أن تضع امرأة يدها على رأسه لا تحل له، و لأن يبرص الرجل برصا حتى يخلص البرص إلى عظم ساعده خير له من أن تضع امرأة يدها على ساعده لا تحل له ". أخرجه أبو نعيم في " الطب " (2/ 33 - 34) عن هشيم عن داود بن عمرو أنبأ عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي.

قلت (الألباني): و هذا مع إرساله أو إعضاله، فإن هشيما كان مدلسا و قد عنعنه. (المخيط) بكسر الميم و فتح الياء: هو ما يخاط به كالإبرة و المسلة و نحوهما.

و في الحديث وعيد شديد لمن مس امرأة لا تحل له، ففيه دليل على تحريم مصافحة النساء لأن ذلك مما يشمله المس دون شك، و قد بلي بها كثير من المسلمين في هذا العصر و فيهم بعض أهل العلم، و لو أنهم استنكروا ذلك بقلوبهم، لهان الخطب بعض الشيء، و لكنهم يستحلون ذلك، بشتى الطرق و التأويلات، و قد بلغنا أن شخصية كبيرة جدا في الأزهر قد رآه بعضهم يصافح النساء، فإلى الله المشتكى من غربة الإسلام بل إن بعض الأحزاب الإسلامية، قد ذهبت إلى القول بجواز المصافحة المذكورة، و فرضت على كل حزبي تبنيه، و احتجت لذلك بما لا يصلح، معرضة عن الاعتبار بهذا الحديث، و الأحاديث الأخرى الصريحة في عدم مشروعية المصافحة ".ا. هـ كلام الشيخ الألباني.

قلت: ولا تعقيب على كلام العلامة الألباني.

قال الدكتور احمد: واحتجوا بحديث أميمة بنت رقيقة رضي الله عنها أنها قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة نبايعه فقلنا يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيك في معروف قال: فيما استطعتن وأطقتن، قالت فقلنا: الله ورسوله أرحم بنا منا بأنفسنا هلم نبايعك يا رسول الله، فقال رسول الله: (إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة).

قلت أي الدكتور: أخرجه أحمد والحاكم وأصحاب السنن وإسناده ضعيف تفرد محمد بن المنكدر به، وهو كثير الإرسال روى عن كثير من الصحابة، وهو لم يلقهم أو يسمع منهم، ولم يتابعه عليه أحد، وأميمة لم يروى لها إلا هذا الحديث وفي معناه نكارة فضلا عن مخالفته لما صح.

أما النكارة ففي قوله «فيما استطعتن وأطقتن» فقيده بالطاقة مع تضمنه أعظم المنهيات وهو الشرك وترك الشرك لا يحتاج فيه المكلف إلا الكف عنه، ولذلك لم يرد التقييد بالطاقة في المنهيات، وإنما جاء في المأمورات. والمخالفة لما جاء في النصوص الصحيحة الدالة على خلافه.

مناقشته:

قلت: قال العلامة الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 52: أخرجه مالك (2/ 982 / 2) و عند النسائي في " عشرة النساء " من " السنن الكبرى " له (2/ 93 / 2) و كذا ابن حبان (14) و أحمد (6/ 357) عن محمد ابن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة نبايعه على الإسلام، فقلن: يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا و لا نسرق و لا نزني و لا نقتل أولادنا و لا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا و أرجلنا و لا نعصيك في معروف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيما استطعتن و أطقتن قالت: فقلن: الله و رسوله أرحم بنا من أنفسنا هلم نبايعك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير