تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و أخرجه النسائي في " المجتبى " (2/ 184) و الترمذي (1/ 302) و ابن ماجه (2874) و أحمد و الحميدي في مسنده (341) من طريق سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر به إلا أن الحميدي و الترمذي اختصراه و زاد هذا بعد قوله: " هلم نبايعك ": " قال سفيان: تعني صافحنا ". و هي عند أحمد بلفظ: " قلنا يا رسول الله ألا تصافحنا؟ ". و قال الترمذي: " حديث حسن صحيح ".

قلت (الألباني): و إسناده صحيح. و تابعهما محمد بن إسحاق: حدثني محمد ابن المنكدر به و زاد في آخره: " قالت: و لم يصافح رسول الله صلى الله عليه وسلم منا امرأة ".أخرجه أحمد و الحاكم (4/ 71) بسند حسن. و له شاهد من حديث أسماء بنت يزيد مثله مختصرا. أخرجه الحميدي (368) و أحمد (6/ 454، 459) و الدولابي في " الكنى " (2/ 128) و ابن عبد البر في " التمهيد " (3/ 24 / 1) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/ 293) من طريق شهر بن حوشب عنها. و فيه عند أحمد: " فقالت له أسماء: ألا تحسر لنا عن يدك يا رسول الله؟ فقال لها إني لست أصافح النساء ". و شهر ضعيف من قبل حفظه و هذه الزيادة تشعر بأن النساء كن يأخذن بيده صلى الله عليه وسلم عند المبايعة من فوق ثوبه صلى الله عليه وسلم، و قد روي في ذلك بعض الروايات الأخرى و لكنها مراسيل كلها ذكرها الحافظ في " الفتح " (8/ 488)، فلا يحتج بشيء منها لاسيما و قد خالفت ما هو أصح منها كذا الحديث و الآتي بعده و كحديث عائشة في مبايعته صلى الله عليه وسلم للنساء قالت: " و لا و الله ما مست يده صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط في المبايعة ما بايعهن إلا بقوله: قد بايعتك على ذلك ". أخرجه البخاري. و أما قول أم عطية رضي الله عنها: " بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا و نهانا عن النياحة، فقبضت امرأة يدها، فقالت: أسعدتني فلانة .... ". الحديث أخرجه البخاري فليس صريحا في أن النساء كن يصافحنه صلى الله عليه وسلم فلا يرد بمثله النص الصريح من قوله صلى الله عليه وسلم هذا و فعله أيضا الذي روته أميمة بنت رقيقة و عائشة و ابن عمر كما يأتي. قال الحافظ: " و كأن عائشة أشارت بذلك إلى الرد على ما جاء عن أم عطية، فعند ابن خزيمة و ابن حبان و البزار و الطبري و ابن مردويه من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن عن جدته أم عطية في قصة المبايعة، قال: فمد يده من خارج البيت و مددنا أيدينا من داخل البيت، ثم قال: اللهم أشهد. و كذا الحديث الذي بعده حيث قالت فيه " قبضت منا امرأة يدها، فإنه يشعر بأنهن كن يبايعنه بأيديهن. و يمكن الجواب عن الأول بأن مد الأيدي من وراء الحجاب إشارة إلى وقوع المبايعة و إن لم تقع مصافحة. و عن الثاني بأن المراد بقبض اليد التأخر عن القبول، أو كانت المبايعة تقع بحائل، فقد روى أبو داود في " المراسيل " عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بايع النساء أتى ببرد قطري فوضعه على يده و قال: لا أصافح النساء .... ". ثم ذكر بقية الأحاديث بمعناه و كلها مراسيل لا تقوم الحجة بها. و ما ذكره من الجواب عن حديثي أم عطية هو العمدة على أن حديثها من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن ليس بالقوي لأن إسماعيل هذا ليس بالمشهور و إنما يستشهد به كما بينته في " حجاب المرأة المسلمة " (ص 26 طبع المكتب الإسلامي). و جملة القول أنه لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه صافح امرأة قط حتى و لا في المبايعة فضلا عن المصافحة عند الملاقاة، فاحتجاج البعض لجوازها بحديث أم عطية الذي ذكرته مع أن المصافحة لم تذكر فيه و إعراضه عن الأحاديث الصريحة في تنزهه صلى الله عليه وسلم عن المصافحة لأمر لا يصدر من مؤمن مخلص، لاسيما و هناك الوعيد الشديد فيمن يمس امرأة لا تحل له كما تقدم في الحديث (229).

و يشهد لحديث أميمة بنت رقيقة الحديث الآتي. و بعد كتابة ما تقدم رأيت إسحاق بن منصور المروزي قال في " مسائل أحمد و إسحاق " (211/ 1): " قلت (يعني لأحمد): تكره مصافحة النساء قال: أكرهه. قال إسحاق: كما قال، عجوز كانت أو غير عجوز إنما بايعهن النبي صلى الله عليه وسلم على يده الثوب ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير