تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- الموردون للسوق يكون لهم في الغالب عملاء من التجار يعرضون بضائعهم عليهم مما يترتب عليه المنافسة بين التجار في استقطاب الموردين والتعامل معهم بأقل الأسعار، ترتّب على هذا طمع بعض الموردين باستغلال التجارة بطريقة معينة، فأصبح المورد يطلب من التاجر أن يسلفه نقود على أن يورد بضاعته إليه بالمحل الخاص بالتاجر، فيقول تسلفني مبلغ عشرة آلاف ريال مثلا على أن أورد عليك بضاعتي لك ثم هو يرجع له المبلغ لا حقا أو يخصمه التاجر من حسابه، فأصبح لدينا هنا قرض جر فائدة، والعجيب أن هؤلاء الموردين أصبح بعضهم يتصل على التاجر ويقول له تسلفني المبلغ الفلاني وأنزل بضاعتي لديك أو أتجه إلى التاجر الفلاني، مما جعل كثير من التجار في حلقة الخضار إن لم يكن أكثرهم يتعاملون مع الموردين بنفس هذه الطريقة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يحل سلف وبيع ولا شرطان في بيع ولا ربح ما لم تضمن ولا بيع ما ليس عندك ". رواه ابو داود قال الشيخ الألباني: حسن صحيح

وأورد النسائي الحديث المتقدم تحت باب سلف وبيع وهو أن يبيع السلعة على أن يسلفه سلفا

أيضا نجد أنه عند نزول بضائع الموردين للسوق ترتكب عدة مخالفات شرعية منها - النجش المنهي عنه وهو أن يُزاد في سعر السلعة دون قصد شرائها والنجش في سوق الخضار يحصل من التجار أنفسهم، ويحصل أيضا من المحرّج على السلعة بأن يزيد في سعرها دون أن يطلب منه أحد من الموجودين الزيادة، وعند السؤال عن سبب ذلك اتضح أن المحرج يأخذ نسبة على هذا الحراج تزيد مع زيادة السعر الذي تباع فيه هذه السلعة.

- ومنها أن التاجر الذي ترسي عليه البضاعة بخمسين ريال لكل كرتون مثلا ويكون عميلا للمورد يطلب منه أن يخصم له من السعر ريالين أو ثلاثة على السعر الذي رسى عليه في الحراج، وهذا والله أعلم فيه ذهاب للمقصد الشرعي لمشروعية الحراج على السلعة إذ أن كل تاجر يعرف موردا فسيزيد في السلعة حتى يحوزها وبعد ذلك يخصم له المورد بما يتفقان عليه وقد يتفقان على سعر تقدم به احد التجار غير هذا الذي قد حاز السلة بتقديه السعر الأكثر، وأظن مثل هذا التصرف يوغل صدور التجار بالضغينة والحقد على بعضهم البعض وعلى الموردين لهم أيضا حتى بلغني من بعض الباعة أنهم يتجنبون التعامل مع الموردين الذي لا يخصمون لهم من السعر الذي قد رسى عليهم في الحراج

- ومن المخالفات أيضا أن تباع السلعة وهي ما زالت على ظهر السيارة أو الشاحنة التي أتى بها المورد ولم تحمل إلى رحل المشتري وقد جاء عند أحمد وأبو داود واللفظ له وصححه ابن حبان والحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال" ابتعت زيتا في السوق فلما استوجبته (أي صار في ملكي) لنفسي لقيني رجل فأعطاني به ربحا حسنا فأردت أن أضرب على يده فأخذ رجل من خلفي بذراعي فالتفت فإذا زيد بن ثابت فقال لا تبعه حيث ابتعته حتى تحوزه إلى رحلك فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم (نهى أن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم) ".

- ومن المخالفات أيضا أتفاق مجموعة من التجار على المزايدة على البضائع الواردة للسوق ودفع المبلغ الأعلى في الحراج لتملك السلع الورادة ومن ثم يتم توزيعها عليهم بحسب اتفاقهم، وأرى أن في هذا التعاون تفويت لمنافسة التجار الأفراد لهم مما يضر بهم كما أن فيه احتكار للسلع الوارد إلى السوق على بعض الأشخاص وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض) رواه مسلم في الصحيح

- ومن المخالفات التي تصدر من بعض الموردين بيع الفواكه والخضروات المضروبة بالمبيدات الحشرية حتى أنك تجد بعض الباعة للخضروات يلبسون القفازات ليحموا أيديهم من التشققات الناتجة عن كثرة حملهم للخضار المضروب بالمبيدات الحشرية وقد أراني احدهم هذه التشققات الناتجة عن حمل الخضار وهذه المبيدات ضارة جدا عند استخدامها من قبل الآدميين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار) رواه ابن ماجد وصححه الشيخ الألباني

ثانيا: مع بائعي حلقة الخضار

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير