تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- من المعلوم أن البائع لا يمكن أن يربح إلا بشيء من الغرر ولكن الشريعة السمحاء تجاوزت عن قليله لكي يربح الناس في بيعهم، ولكن قد يصل الجشع ببعض التجار إلى ايقاع الناس في غرر فاحش أو في معاملة ربوية أو بغشهم والتدليس عليهم في عرض السلع وكل ذلك هو ضرب من أكل أموال الناسب بالباطل وقد قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ).

من الأساليب التي يتخذها بعض الباعة في تغرير المشترين فيما أحسب في حلقة الخضار ما يلي:

- خلط الرديء من الطعام بالجيد وذلك بأن توضع الفاكهة أو الخضار في أواني كرتونية بحيث يوضع الرديء من هذه السلعة في أسفل هذه الآنية وفي أعلاها يوضع الجيد وذلك حتى إذا رآه المشتري يظن أن كل ما في هذه الآنية مثل أعلاها، أيضا قريبا من هذا ما يفعله بعضهم من جعل السلع في أواني من الفلين يضع الرديء من السلعة أسفل هذه الأواني والجيد أعلاها ثم يقوم بتغليفها بغلاف بلاستيكي حتى يتفادى ما يفعله المشترين من التأكد من صلاح جميع هذه السلعة ومثل هذه الأساليب تذكرنا بما رواه مسلم في صحيحه قال عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال أصابته السماء يا رسول الله قال أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ (من غش فليس مني) فنعوذ بالله أن نكون ممن يغش عباد الله فيشمله قول النبي صلى الله عليه وسلم.

- من الأساليب التي ينتهجها بعض الباعة هو وضع السلعة في أكياس بلاستيكية ثم يقومون بوضعها في أواني بلاستيكية سوداء ويقومون بشد هذا الكيس من جميع اطرافه حتى يكون للرائي وكأنه طافح على آنيته وهو في الحقيقة لا يصل إلى منتصف الآنية الموضوعة فيه ولكن بسبب شد الكيس الموضوع به من جميع اطرافه يراه الرائي وكأن الآنية ممتلئة تماما وطفحت بما فيها وهذا أيضا من جنس التغرير بالمسلمين لأن الرائي لهذه السلعة يرى حجم الآنية الموضوعة فيه فيشتريها على ضوء ما رأى ومن شروط البيع الواجب توفرها في التعاقد هو علم المتعاقدين بالمبيع بحيث تنتفي الجهالة المفضية للمنازعة، وفي هذا الصنيع الذي يفعله البائع تجهل حقيقة القدر الموجود من السلعة في هذه الآنية وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر ففي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال (نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن بيع الحصاة وعن بيع الغرر). وايضا في مثل هذه التصرفات غبن يحصل على المشترى عندما يكتشف أن قد غُش في السلعة التي اشتراها وقد قال صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم. ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعا فيه عيب إلا بينه له) رواه ابن ماجه وصححه الشيخ الألباني

- أيضا من المخالفات ما يفعله بعض الباعة من بيع بضائع الغير بدون وكالة عند عدم وجودهم في أماكن بيعهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم ابن حزام رضي الله تعالى عنه عندما سأله فقال يا رسول الله يأتيني الرجل فيريد مني البيع ليس عندي فأبتاعه له من السوق؟ فقال (" لا تبع ما ليس عندك ") رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني

- أيضا من أساليب تغرير المشترين ما يقوم به بعض الباعة من جعل بعض المنتجات الزراعية كالخيار والجزر والقثاء في صناديق من الفلين ويتم ترتيها على صفوف مائلة بحيث يرتكز كل صف على الآخر ومن ثم تغليفها بغلاف بلاستيكي حتى لا تتحرك والرائي لمثل هذه الصناديق يظن أن الكمية فيها كثيرة وهي عبارة عن بضع حبات من هذه السلعة.

- أيضا يعمد بعض الباعة إلى طريقة غريبة لغش المشترين في ترتيب الفاكهة في الصناديق فيجعل الفاكهة على ثلاثة صفوف متوازية الصف الأول والثالث عبارة عن ثلاث حبات سواء من البرتقال أو التفاح أو غيرها .. ويجعل الصف المتوسط عبارة عن اربع حبات ثم يقوم بشدها مع بعضها البعض بغلاف بلاستيكي يوضع على أعلى الكرتون وبهذه الطريقة يصبح اسفل الكرتون فارغ فيوضع به حبتين أو ثلاث من نفس الفاكهة فقط بل ربما وضعوا جنسا آخر من غير جنس الفاكهة المعروضة لأنه لا يرى ما بدخل الكرتون والفاكهة تم رصها في أعلى الكرتون بالطريقة المتقدمة الذكر فالناظر يرى أن الكرتون ممتلئ وهو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير