تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الظلمة ويتجه جهة الضلال، الجوع الروحي في الانسان أكبر من الجوع الطيني، بدليل هذا التشريع لماذا أوجب علينا الصلاة؟ والصلاة إنما هي للتزود، الصلاة صلة بين العبد وربه فنحن نقف بين المولى جل وعلا نتصل به مباشرة، نستمد من أسمائه الحسنى المعاني، نستمد من إسمه العليم العلم، ومن الحكيم الحكمة، ومن النور النور، من الرحمان الرحمة, إذا لم يقع اتصال لا يقع استمداد ولا إمداد تماما كما يتصل القابس بالدائرة الكهربائية فإنه يمد الجهاز بالطاقة ولكن عندما لا يكون اتصال يكون الانقطاع، الطاقة القديمة تستهلك وإذا لم تجدد الطاقة فإن الجهاز يقف، كذلك الأمر في هذا الانسان، فهو يحتاج إلى التزود بالطاقة بصورة منظمة منتظمة كما شرعها الله جل وعلا، وهو العليم الخبير بنا يعلم ما يصلح لنا وما يصلحنا. بل ننظر أيها الأحبة في مستوى الضرورة ومستوى الخطر الذي يتهدد البشرية حين لا تصلي، والضرر الذي يلحق بالفرد حين لا يصلي الصلاة التي شرعها الله وأمر الله بها "وأقم الصلاة لذكري" ذلك الذكر هو الذي يحدث الاتصال، فإذا كان هناك سهو "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" سواء السهو عنها كان جملة أو عن بعضها، يوجد الشبح ولا توجد الروح، يوجد شبه الصلاة ولا توجد روح الصلاة، وإنما روح الصلاة الذكر، "وأقم الصلاة لذكري"،لا لذكر غيري، فبذلك الذكر يحدث الإتصال وبالاتصال يحدث التزود بالطاقة حقيقة، فيا أيها الأحبة فلننظر كما قلت في خطورة هذا الأمر وهو أن هذا القرآن علاقته بالانسان كعلاقة الروح بالجسد، وإذا لم تغذى الروح التي هي في الجسد بروح القرآن بانتظام فإنها تموت، وأغلب البشرية أموات "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت".?يا أيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم?، هذه هي العلاقة الأولى. العلاقة الثانية: هي علاقة النور بالرؤية:وهي التي تشير إليها آيات:"قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام"، بالنور نرى ونبصر فإذا ذهب النور نصبح في ظلام دامس، فلا نبصر لا طريقا، ولا خطرا يتهددنا ولا أي شي بعضنا يصطدم ببعض، يحدث الاضطراب الكامل، التخبط التام ولن يهتدي الناس إلى السبيل. بالنور تتم الرؤية ويتم وضوح الرؤية، هذه الرؤية حاجة الإنسان إليها كما الهواء والماء، لم؟ لأننا جئنا من غيب ونتجه إلى غيب، "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت" علاقتنا بالدقائق القادمة لا نعرف عنها شيئا، نتواجه في كل لحظة مع الغيب، ما مضى فات، وحين فات دخل في عالم الغيب، فالذي يعلم عما فات إنما هو تخرصات وظنون، إلا ما تكفل الله عز وجل بحفظه من ذكره وبيان ذكره، وما نهج فيه نهجه من حفظه بميزان ذكره ومن إسناد خصت به هذه الأمة بالتوثيق. الأهم في المسألة الأول هو أنه غيب تام فكيف نتصرف؟ الله عز وجل أرشنا بهذا النور إلى أن نتصرف تصرف يكفل لنا أن نحفظ ونحن نخترق الغيب، "احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده اتجاهك" "يوم يقول يالتني قدمت لحياتي" فلا حياة إلا تلك هذه ليست حياة، هذه مقدمة حياة، فيجب أن نستيقض "الناس نيام فإذا ماتوا استيقظوا" أو كما قال صلى الله عليه وسلم، إذاك نعرف الحيقية. العلاقة الثالثة: هي علاقة الماء بالارض، وأحسن بيان لها بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الهدى المشهور "إن مثل ما بعثني الله) عز وجل (به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجاذب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله به من الهدى والعلم فعلم وعلّم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به"، هذا الحديث في غاية الوضوح في بيان العلاقة بين القرآن والإنسان،في بيان وجه من وجوه هذه العلاقة: فإذا كانت العلاقة الأولى تقوم بوظيفة الإحياء، علاقة الروح بالجسد والعلاقة الثانية تقوم بوظيفة الرؤيا فتحدت للإنسان الرؤية يبصر حقا الطريق في هذا الظلام الدامس، فإن هذه العلاقة تخصب الإنسان وبها يحدث الفعل الحضاري، قال الله تعالى " وجعلنا من الماء كل شيء حي" الآن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير