ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 02:53 ص]ـ
لم اجدكلام الشيخ السعد في موقعه ومع ذلك فقد سبقه الى التصحيح ائمة حفاظ وجماعة من محدثي عصرنا هذ
ونحن ناخذ بقولهم واليك بيانهم
ممن صحَّح هذا الحديث من المُتقدمين والباحثين المُحدثين، وهم:
1ـ الإمام أبو حاتم مُحمَّد بن حِبَّان البُستي (354هـ):
أخرج الحديث في ((صحيحه)): من طريق خلف بن خليْفَة، عن العلاء بن المُسيَّب، عن أبيه، عن أبي سعيد الخُدري: أنَّ رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم)، قال: قال اللَّه: ((إنَّ عبدًا أصحَحْتُ لهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَليْهِ فِي المَعِيْشَةِ، يَمْضِي عَليْهِ خَمْسَةُ أعْوَامٍ لا يَفِدُ إِلَيَّ لَمَحرُومٌ)).
2ـ العلاَّمة نُور الدين علي بن سُليمان بن أبي بكر الهَيثمِي (807هـ):
قال في الحديث المذكور: ((رواه الطَّبراني في ((الأوسط))، وأبو يعلى ... ورجال الجميع رجال الصَّحيح)).
3ـ الشيخ العلامة نُور الدِّين مُلا علي القاري (1014هـ):
قال في كتاب ((الأحاديث القُدسية الأربعينية)): ((رواه أبو يعلى في مُسنده، وابن حبَّان بسندٍ صحيح)).
ومن المُعاصرين:
4 ـ العلامة مُحمَّد ناصرالدِّين الألباني (1420هـ):
1662ـ (إنَّ اللَّه يقول: إنَّ عبدًا أصححتُ له جسمهُ، ووسَّعت عليه في المعيشَةِ، تَمضي عليه خمسةُ أعْوامٍ لا يفِدُ إليَّ لَمَحرُوم).
ورد من حديث أبي سعيد وأبي هريرة:
1 ـ أما حديث أبي سعيد: فيرويه العلاء بن المُسيَّب، عن أبيه، عنه مرفوعًا، به.
أخرجه أبو يعلى في ((مسنده)) (1/ 289ـ 290)، وابن حبان (960)، وأبو بكر الأنباري في ((الأمالي)) (10/ 2)، وابن مخلد العطار في ((المنتقى من أحاديثه)) (2/ 85/2)، والقاضي الشريف أبو الحسين في ((المشيخة)) (1/ 178/1)، والبيهقي في ((السنن)) (5/ 262)، والخطيب في ((التاريخ)) (8/ 318): كلهم من طريق خلف بن خليْفَة عن العلاء، به.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مُسلم، إلا أنَّ خلفًا هذا كان اختلط، لكنه تُوبع. فقال الخطيب عقبه:
((رواه سُفيان الثَّوري، عن العلاء مثل رواية خلف بن خليْفَة)).
قلت: وصله عبدالرزَّاق، عن سُفيان، به.
أخرجه الطَّبراني في ((الأوسط)) (1/ 110/1)، وكذا الدَّبري في ((حديثه)): عن عبدالرزَّاق (173/ 2 ـ 174) إلا أنه قال: ((عن أبيه، أو عن رجلٍ، عن أبي سعيد)).
وقال الطَّبراني: ((لم يرفعه عن سُفيان إلا عبدالرزَّاق)).
قلت: وهُو ثقة حُجة ما لم يُخالف.
وخالفهُما مُحمَّد بن فُضيل، فقال: عن العلاء بن المُسيَّب، عن يونس بن خبَّاب، عن أبي سعيد، به.
أخرجه أبو بكر الأنباري، والخطيب البغدادي، وعلَّقه البيهقي.
قلت: ومُحمَّد بن فُضيل بن غَزْوان ثقةٌ محتجٌّ به في ((الصَّحيحين))، فروايته أصحُّ من رواية خلف بن خليْفَة، لكن مُتابعة الثَّوري لخلف ممَّا يُقوِّي روايته وترجِّحُها على رواية ابن فُضيل، وبذلك يصير الإسناد صحيحًا، ولكن لعل الأولى أن يُقال: بصحَّةِ الرِّوايتين، وأنَّ للعلاء فيه إسنادين عن أبي سعيد:
فكان تارةً يرويه عن أبيه، عنه.
وتارةً عن يونس بن خبَّاب، عنه.
فروى عنه كلٌّ من خلف والثَّوري وابن فُضيل ما سمع (واللَّه أعلم).
2 ـ وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:
الأولى: عن صدقة بن يزيد الخُرساني، قال: حدَّثنا العلاء بن عبدالرَّحمن، عن أبيه، عنه مرفوعًا به.
أخرجه العُقيلي في ((الضعفاء)) (188)، وابن عدي (201/ 2)، والبيهقي أيضًا، والواحدي في ((الوسيط)) (1/ 125/2)، وابن عساكر (8/ 142/2): من طريق الوليد بن مُسلم، حدَّثنا صدقة بن يزيد، به.
وقال العُقيلي: ((وفيه رواية أبي سعيد الخُدري فيها لين أيضًا)).
وقال ابن عدي: ((وهذا عن العلاء مُنكر كما قاله البُخاري، ولا أعلم يرويه عن العلاء غير صدقة، وإنَّما يروي هذا خلف بن خليْفَة، وهو مشهورٌ به.
وروي عن الثَّوري (أيضًا) عن العلاء بن المُسيَّب، عن أبيه، عن أبي سعيد الخُدري، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
فلعل صدقة هذا سمع بذكر العلاء فظنَّ أنه العلاء بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وكان هذا الطريق أسهل عليه، وإنما هو العلاء بن المُسيَّب، عن أبيه، عن أبي سعيد)).
قلت: وصدقة هذا ضعَّفه جمع، فهو بمثل هذا النقد حريٌّ، لكن لعل الطريق الآتية تقويه (واللَّه أعلم).
¥