تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأنكر عليه وأصلح له ما أخطأ فيه، وأسف صلى الله عليه وسلم أسفًا شديدًا على ما فرط منه، ولم يثبت أن الآية نزلت تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم فيما أصيب به مما ذكر في هذه القصة حتى يكون مساعدًا على تأويلها بما جاء فيها من المنكرات.

وقد وافق جمهور أهل السنة ابن العربي فيما ذكره، وذكروا أن معنى الآية: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تلا ما أنزلنا عليه من الوحي أو تكلم به ألقى شيطان الإنس أو الجن أثناء تلاوته، أو خلال حديثه وكلامه قولا يتكلم به الشيطان ويسمعه الحاضرون، أو يوسوس الشيطان وساوس يلقيها في نفوس الكفار ومرضى القلوب من المنافقين، فيحسبها أولئك من الوحي وليست منه، فيبطل الله ما ألقى الشيطان من القول أو الشبه والوسوسة ويزيله، ويحق الحق بكلماته لكمال علمه وبالغ حكمته، وهذه سنة الله مع رسله وأنبيائه وأعدائه وأعدائهم، ليتم معنى الابتلاء والامتحان، ويميز الخبيث من الطيب، ليهلك من هلك بما ألقى الشيطان من الكفار ومرضى القلوب، ويحيى من حيي عن بينة من أهل العلم واليقين الذين اطمأنت قلوبهم بالإيمان وهدوا إلى صراط مستقيم. ومما تقدم يتبين أن روايات قصة الغرانيق ليست صحيحة، وأنه ليس للشيطان سلطان أن يلقي على لسان النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا من الباطل فيتلوه أو يتكلم به، وربما ألقى الشيطان قولًا أثناء تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم به الشيطان ويسمعه الحاضرون، أو يوسوس الشيطان وساوس يلقيها في نفوس الكفار ومرضى القلوب من المنافقين، فيحسبها أولئك من الوحي وليست منه، فيبطل الله ذلك القول الشيطاني، ويزيل الشبه، ويحكم آياته، ويتبين أيضًا أن ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هو قول جمهور العلماء من أن الشيطان ألقى قولًا أو وسوسة أثناء التلاوة، لكنها ليست على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في نفسه ولا في نفس من صدق في إيمانه به، إنما ذلك إلقاء من الشيطان أثناء التلاوة في أسماع الكفار، أو حديث نفس وقع في أسماعهم وقلوبهم، فحسبوه قرآنا متلوا، وتأبى حكمة الله إلا أن يزيل الباطل ويحكم آياته، إحقاقًا للحق ورحمة بالعباد والله عليم حكيم، وقد أجمع علماء الإسلام كلهم على عصمة الرسل جميعًا في كل ما يبلغونه عن الله عز وجل. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو: عبد الله بن قعود. عضو: عبد الله بن غديان. نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي. الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.


(1) تفسير ابن كثير 5/ 440، ط الشعب
(1) أحكام القرآن 3/ 1300

ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[20 - 10 - 08, 12:09 ص]ـ
باركـ الله فيكم ياشيخ عبدالرحمن

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[20 - 10 - 08, 01:32 م]ـ
باركـ الله فيكم ياشيخ عبدالرحمن

صدق أخي الفاضل بارك الله في شيخنا عبدالرحمن الفقيه.

" وأنه ليس للشيطان سلطان أن يلقي على لسان النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا من الباطل فيتلوه أو يتكلم به، وربما ألقى الشيطان قولًا أثناء تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم به الشيطان ويسمعه الحاضرون، أو يوسوس الشيطان وساوس يلقيها في نفوس الكفار ومرضى القلوب من المنافقين، فيحسبها أولئك من الوحي وليست منه، فيبطل الله ذلك القول الشيطاني، ويزيل الشبه، ويحكم آياته، ويتبين أيضًا أن ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هو قول جمهور العلماء من أن الشيطان ألقى قولًا أو وسوسة أثناء التلاوة، لكنها ليست على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في نفسه ولا في نفس من صدق في إيمانه به، إنما ذلك إلقاء من الشيطان أثناء التلاوة في أسماع الكفار، أو حديث نفس وقع في أسماعهم وقلوبهم، فحسبوه قرآنا متلوا، وتأبى حكمة الله إلا أن يزيل الباطل ويحكم آياته، إحقاقًا للحق ورحمة بالعباد والله عليم حكيم، وقد أجمع علماء الإسلام كلهم على عصمة الرسل جميعًا في كل ما يبلغونه عن الله عز وجل. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " أهـ
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو: عبد الله بن قعود. عضو: عبد الله بن غديان. نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي. الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

ـ[أحمد سمير سالم]ــــــــ[21 - 10 - 08, 11:57 م]ـ
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (الحج:52)

ما معنى (تمنى) في الآية الكريمة؟؟

إذا كان معنى (تمنى) في الآية الكريمة (قرأ وتلا) فهل هذا معنى الكلمة في لغة العرب؟؟

ومن أين نفهم أنها (أي الكلمة) تعود على آيات الله؟؟

وهل يجوز (في لغة العرب) قولي (تمنيت كتاب الله) أي (قرأته)؟؟

أفيدوني أفادكم الله ...
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير