تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وضع اليد في الصلاة عند المالكية]

ـ[نظير صباح الحيالي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 09:38 ص]ـ

في الامس رأيت امراء دولة الامارات وهم يصلون صلاة الجنازة على احد الامراء والذي لفت انتباهي ان امير دبي محمد بن راشد آل مكتون واولاده لا يضعون ايمانهم على شمائلهم في الصلاة.

وبعد ان تتبعت الموضوع وسألت هل امراء دبي شيعة؟

قيل: لا هم من اهل السنة وعلى مذهب المالكية، والمالكية لديهم قول: هو اسبال اليد في الصلاة، اي عدم وضع اليمين على الشمال.

فهل هذا الكلام صحيح؟

ـ[أبو يحيى المكناسي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 12:14 ص]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم

قال ابن عاشر رحمه الله:

مندوبُها تيامنٌ مع السلام ... تأمينُ مَنْ صلى عَدَا جهرَ الإمام

وقولُ ربنا لك الحمدُ عدا ... منْ أمَّ والقنوتُ في الصبح بَدَا

رِداً وتسبيحُ السجود والركوع ... سدلُ يدٍ تكبيرهُ مع الشروع

وبعْدَ أن يقومَ منْ وسْطاه ... وعقْدُهُ الثلاثَ منْ يُمناه

لدى التشهد وبسطُ ما ما خلاه ... تحريكُ سبابتَها حين تلاه

والبطنَ من فخْذِ رجالٌ يُبعَدون ... ومرْفَقا من ركبَةٍ إذا يسجُدُون

وصفةُ الجلوسِ تمكينُ اليد ... منْ ركبتيه في الركوعِ وزدِ

نصبهُما قراءةُ المأموم في ... سرِّيَّة وضعَ اليدين فاقتتَفي

لدى السجودِ حَذوَ أُذْنٍ وكذا ... رفْعَ اليدين عند الإحرام خُذا

تطويلُه صُبحا وظُهرا سورتين ... توسُّطُ العِشا وقصر الباقيين

كالسورة الأخرى كذا الوسطى استُحِب ... سبْقُ يدٍ وضْعاً وفي رفعِ الركَب

فقد جعل الناظم رحمه الله السدل من جملة المندوبات لا من السنن وهذا يدل على عدم إعتماده في المذهب، لكن القول لذي عليه محققي المذهب السنة أن توضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة، والأحاديث في ذلك متواترة عند طائفة من العلماء، وخالف في ذلك بعض المالكية معتمدين على رواية ابن القاسم عن مالك لكن القول المعتمد جواز القبض في الفرض والنفل وهو مذهب جمهور أهل العلم ولم يحك عن الإمام مالك غيره وبه قال جمع من أئمة المذهب كمطرف بن عبد الله وابن الماجشون، وابن العربي وابن رشد القرطبي والحافظ ابن عبد البر والقاضي عياض رحمهم الله، والذي أقره الإمام مالك رحمه الله في الموطأ الذي قضى في تأليفه أربعين سنة هو القبض في الصلاة حيث بوب في الموطأ باب: (باب وضع اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة)، وهو الذي عليه جميع أصحابه عدا ابن القاسم رحمهم الله.

ولم يحك ابن المنذر وغيره عن مالك غير ذلك، وحجتنا في ذلك ما يلي:

- عن عبد الكريم بن أبي المخارق البصري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت، ووضع اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة (يضع اليمنى على اليسرى)} الموطأ أحمد البخاري

- عن سهل بن سعد قال: {كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة} البخاري

- عن وائل بن حُجر أنه رأى النبي صلى الله عليه ورفع يديه حين دخل في الصلاة، كبر، ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى} مسلم

وفي رواية: {صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضع يده اليمنى على اليسرى على صدره} ابن خزيمة في صحيحه، والحديث صحيح بطرقه كما في "الإرواء".

وفي فظ آخر: {ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرُّسغ والساعد} أبو داود النسائي بسند صحيح.

- عن قبيصة بن هُلب عن أبيه قال: {رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه وعن يساره، ورأيته يضع يدّه على صدره} أحمد بسند حسن.

- عن طاوس قال: {رأيت كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى، ثم يشدُّهما على صدره وهو في الصلاة} أبو داود بسند حسن والتمهيد.

قال ابن عبد البر رحمه الله: (لم يزل مالك يقبض حتى قبضه الله) انتهى

أما ارسال مالك رحمه الله في آخر حياته فمعروف سببه، أن أبا جعفر المنصور نهى مالكا عن الفتوى بحديث: {ليس على المستكره طلاق}، فضربه بالسياط ومُدت يده حتى انخلعت كتفه، وارتكب في أمره أمرا عظيما.

قال إبراهيم بن حماد رحمه الله: (كان يُنظر إلى مالك إذا أقيم من مجلسه يحمل يده اليمنى، أو يده اليسرى بالأخرى) "سير أعلام النبلاء".

قال الإمام الترمذي رحمه الله في "سننه": (والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم، يرون أن يضع الرجل يمينه على شماله في الصلاة).

وقال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في "التمهيد": (لم تختلف الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، ولا أعلم عن أحد من الصحابة في ذلك خلافا، إلا شيئا روي عن ابن الزبير، وقد روي عنه خلافه، وعليه جمهور التابعين وأكثر فقهاء المسلمين من أهل الرأي والأثر) انتهى.

وقد ألف بعض المغاربة قديما وحديثا رسائل في الإنتصار لسنة القبض كما لا يخفى عند أهل العلم.

ولعل الحكمة في القبض لما فيه من الذل والإنكسار بين يد الله عز وجل، قال الإمام أشهب المالكي رحمه الله في "المدونة": (لا بأس به في الفريضة والنافلة للحديث، ولأنها وقفة العبد الذليل لمولاه) انتهى.

وقال الإمام ابن العربي المالكي رحمه الله في "عارضة الأحوذي": (والحكمة فيه عند علماء المعاني الوقوف بهيئة الذلة والإستكانة بين يدي رب العزة ذي الجلال والإكرام، كأنه إذا جمع يديه يقول لا دفع ولا منع أدَّعي ولا قوة، وها أنا في موقف الذلة، فأسبغ علي فائض الرحمة) انتهى.

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "الفتح": (قال العلماء: الحكمة في هذه الهيئة أنه صفة السائل الذليل هو أمنع من العبث وأقرب إلى الخشوع) انتهى.

جمعه ورتبه الفقير إلى عفو ربه إبي يحيى رشيد الشهيبي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير