من أسباب عذاب القبر: بين النبي r أن هاتين المعصيتين سبباً من أسباب عذاب القبر، 1 - المعصية الأولى: لا يستبرأ من بوله وفي رواية" لا يستنزه من بوله " يترك بوله ينزل على ثيابه أو جسده فيلوثه ولا يهتم بتنظيف نفسه؛ فدل ذلك على أنه نجس، المعصية الثانية: كان يمشي بين الناس بالنميمة، فالنميمة وهي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد والإيقاع بين الناس.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[10 - 11 - 10, 10:51 م]ـ
الإجماع السابع والثلاثون: يقول الإمام ابن المنذر رحمه الله تعالى: (وَأَجْمَعُوَا عَلَى أَن عَرَق الْجُنُبِ طَاهِرٌ وَكَذَلِكَ الْحَائِض).
الشرح: أجمع العلماء على أن الإنسان وهو جنب عرقه طاهر، لو لامس ثيابه لا يجب عليه أن يغسله, الدليل على ذلك: ما رواه البخاري ومسلمٌ من حديث أبي هريرة t قال:
.بَيْنَمَا أَنَا فِي بَعْض طُرُق الْمَدِيْنَةِ إِذ قَابَلَتُ الْنَّبِي r فَانْخَنَسْتُ فَاغْتَسَلْتُ ثُم جِئْتُه فَقَال لِي الْنَّبِي r: « أَيْن كُنْتَ يَا أَبَا هِر» قُلْت: يَا رَسُوْل الْلَّه كُنْت جُنُباً فَاغْتَسَلْت ثُم جِئْت قَال: «سُبْحَان الْلَّه إِن الْمُؤْمِن لَا يَنْجُس» فدل ذلك على أن المؤمن لا ينجس وفي رواية إن المسلم لا ينجس يعني لا ينجس نجاسة مادية بل إن المسلم طاهر طهره الله U بالإيمان فهو طاهر طهارة معنوية وهو التوحيد وعكسه المشرك نجسٌ نجاسة معنوية والمؤمن أيضاً لا ينجس؛ وإنما الجنابة حكمية فقط يعني في حكم النجس وليس نجس.
إذن: عرق الإنسان الجنب طاهر، وكذلك عرق المرأة الحائض أكرمكم الله طاهر والدليل على ذلك: ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة م قالت: كُنْت أُرَجِّل رَسُوْل الْلَّه r وَأَنَا حَائِض (أُرَجِّل) أسرح لرسول الله r شعره وأنا حائض فلو كان عرقُ الحائض نجساً؛ لتحرز النبي r أن تمسه عائشة م وهي حائض.
بل ثبت أن النبي r كما في صحيح مسلم قال: «يَا عَائِشَة نَاوِلِيَنِّي الْخُمْرَةَ مِن الْمَسْجِد» فَقَالَت: إِنِّي حَائِضٌ فَقَال: «إِن حَيْضَتَكِ لَيْسَت فِي يَدِك» فدل على أن يدها طاهرة سواء عرقت أو لم تعرق فيدها طاهرة حتى أثناء الحيض، وهذا من سماحة الإسلام ويسره وإلا فاليهود كانوا إذا حاضت المرأة نقلوها إلى بيت بجوار البيت لا يأكلها أحد ولا يشاربها أحد، ولا يجلس معها أحد في غرفة واحدة لأنها حائض حتى تطهر، لكن الإسلام أباح للإنسان أن يتعامل مع زوجته الحائض كأنها طاهر تماماً فقال: «افْعَلُوْا كُل شَيْء إِلَّا الْنِّكَاح» إلا الجماع.
ثم قال الإمام ابن المنذر رحمه الله تعالى: (باب المواضع التي يجوز فيها الصلاة).
الإجماع الثامن والثلاثون (وَأَجْمَعُوَا أَن الصَّلَاةَ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ جَائِزَةٌ)
الشرح: (مَرَابِضِ الْغَنَمِ) الأماكن التي تربض فيها الغنم أي تبيت فيها، ويسمى مراحي الغنم يجوز للإنسان أن يصلي في هذه الأماكن.
الدليل على ذلك: قول النبي r « صَلُّوْا فِي مَرَابِض الْغَنَم وَلَا تُصَلُّوْا فِي أَعْطَان الْإِبِل فَإِنَّهَا خُلِقَت مِن الْشَّيَاطِيْن» هذا حديث حسن حسنه الألباني وغيره رحمه الله يقول النبي r: « صَلُّوْا فِي مَرَابِض الْغَنَم وَلَا تُصَلُّوْا فِي مَعَاطِن الْإِبِل» هذا الحديث صحيح، لكن هذه الرواية «فَإِنَّهَا خُلِقَت مِن الْشَّيَاطِيْن» زيادة حسنة إسنادها حسن؛ لأن الإبل يُؤكل لحمها وبولها ورجيعها روثها طاهر كالغنم تماماً.
لماذا أباح النبي r أن نصلي في مرابض الغنم ولم يُبح أن نصلي في مبارك الإبل؟ النبي r أبان عن العلة هنا فقال: «فَإِنَّهَا خُلِقَت مِن الْشَّيَاطِيْن» قال بعض أهل العلم: العلة هنا تعبدية وقال بعض أهل العلم: لا بل العلة هنا أن الإبل قد تنفر على الإنسان وهو يصلي فتؤذيه أو أنها كالشياطين التي تقطع صلاته أو نحو ذلك.
ولكن الذي يميل له القلب: أن نتوقف على العلة التي ذكرها ونص عليها النبي r؛ فإنها خلقت من الشياطين والعلة تعبدية.
¥