2 - أن سؤاله لأنهم أهل كتاب، وكان في بداية الأمر يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه لما عندهم من إرث نبوة.
3 - لأنه رأى التوافق بين المشركين وأهل الجاهلية وأهل الكتاب فأحب أن يسأل عن ذلك.
4 - لأنه لاحظ أن اليهود تصوم في ربيع الأول حين مقدمه، بينما عاشوراء حسب السائد عند الجاهلية كان في محرم فسأل عن صيامهم في ربيع الأول.
المسألة الخامسة والثلاثون: المراحل التي مر بها صيام يوم عاشوراء في الشريعة الإسلامية.
مر يوم عاشوراء بعدة مراحل ذكرها ابن رجب رحمه الله من خلال الأحاديث التي وردت، وهي كالتالي:
1ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه في مكة، وكانت قريش تصومه.
2ـ لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود تصومه فأمر بصيامه وأرسل بالأمر بالصيام وأن يمسك الناس عن الأكل بقية اليوم.
3ـ لما فُرض صيام رمضان نسخ وجوب عاشوراء وبقي استحبابه.
4ـ في آخر عام عاشه النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في العام القادم سيصوم التاسع مع العاشر مخالفة لليهود.
المسألة السادسة والثلاثون: لو صام يوم عاشوراء ويوماً قبله ويوماً بعده ونوى به صيام ثلاثة أيام من الشهر فهل يجزئ عنه؟
الصحيح في ذلك أنه يجزئ كما مر في تداخل العبادة، وفضل الله واسع، نسأل الله الكريم من واسع فضله.
المسألة السابعة والثلاثون: الأحاديث التي لا تصح في يوم عاشوراء:
ورد كثير من الأحاديث لا تصح في هذا اليوم جمعتها من كلام أهل العلم فرحمهم الله رحمةً واسعة، ومن ذلك:
1 - حديث: " إن الله خلق السماوات والأرض يوم عاشوراء ". موضوع
2 - حديث: " من اكتحل يوم عاشوراء بالإثمد لم ترمد عينه أبداً " رواه الحاكم وقال: إنه منكر، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
3 - حديث: "من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنة " باطل ويرويه حبيب بن أبي حبيب قال الهيثمي: متروك كذاب.
4 - حديث: " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه في سنته كلها " تفرد به الهيثم بن شداخ وهو ضعيف باتفاق أهل العلم، وقال أحمد: لا أصل له، وقال ابن رجب: لا يصح إسناده، وأورده ابن الجوزي في الموضوع.
5 - حديث: " إن آدم تاب الله عليه يوم عاشوراء، ونوحاً نجاه الله يوم عاشوراء، وإبراهيم نجاه الله من النار يوم عاشوراء، ويونس أخرجه الله من بطن الحوت يوم عاشوراء، ويعقوب اجتمع بيوسف يوم عاشوراء، والتوراة نزلت يوم عاشوراء ".
وما أشبه ذلك من الأخلاط فكله كذب ولا أصل له، ولم يصح إلا نجاة موسى وقومه من الغرق.
6 - حديث: " أن أعرابيًّا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء، فقال: يوم عاشوراء يكفر العام الذي قبله والذي بعده، ويوم عرفة يكفر العام الذي قبله ".
رواه أبو يعلى الموصلِي بسند ضعيف لجهالة التابعي، ومع ضعفه مخالف لما رواه مسلم في صحيحه، وهذا مما انقلب على الراوي.
7 - أحاديث صلاة عاشوراء كلها لا تصح، ومنها:
- حديث أبي هريرة: " من صلى يوم عاشوراء ما بين الظهر والعصر أربعين ركعة يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة، وآية الكرسي عشر مرات، وقل هو الله أحد إحدى عشرة مرة، والمعوذتين خمس مرات، فإذا سلَّم استغفر سبعين مرة أعطاه الله في الفردوس قبة بيضاء فيها بيت من زمردة خضراء سعة ذلك البيت مثل الدنيا ثلاث مرات، وفي ذلك البيت سرير من نور قوائم السرير من العنبر الأشهب، على ذلك السرير ألف فراش من الزعفران ".
- أخرجه ابن الجوزي بسنده وقال: ذكر حديثا طويلاً من هذا الجنس وهو موضوع ورواته مجاهيل. أ. هـ
- حديث: " صلاة ليلة عاشوراء مائة ركعة في كل ركعة يقرأ بعد الفاتحة سورة الإخلاص ثلاث مرات ".
- وحديث: " صلاة وقت السحر من ليلة عاشوراء وهي أربع ركعات في كل ركعة بعد الفاتحة يقرأ آية الكرسي ثلاث مرات، وسورة الإخلاص إحدى عشر مرة وبعد الفراغ يقرأ سورة الإخلاص مائة مرة".
¥