تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تراه في تعليقه على المصطلحات الواردة في الرسالة، يكتفي في الهامش بقوله: يُنظر، فيُحيل إلى المصادر التي وردت فيها تلك المصطلحات. ولم يُقارن مرة بين النص المعتمد في الرسالة، والنصوص المشابهة له. ولم نرَ للمحقق نقداً لنص مُبَيِّناً ما فيه من وهم أو خطأ. ولم يُقدم مرة ما يُزال به الوهم واللبس في عبارة من الرسالة، وكثير من العبارات كان ينتظر القارئ من عالم في حجم د. الضامن أن يُزيل ما فيها من إبهام. ومن خلال " يُنظر" لم يجد لك القارئ اتصالا بالمصادر والمراجع القريبة من النص المحقق، يكشف عن معاناتك في قراءة النص وتخريجه وتصويبه. هل ذلّلتَ، يا دكتور، شيئا من معضلات هذا النص؟ هل أبنتَ شيئا من معرفتك بالقراءات وأنت تخوض غمار هذه الرسالة؟

(4) ترى، ما هي أسباب انفعال د. الضامن؟

لعل الأسباب التي كانت وراء انفعال د. الضامن إلى درجة حملته على إرسال كلام لا يصدر من أمثاله من أهل العلم والتحقيق، يمكن إجمالها فيما يلي:

(أ) عدم الإشارة إلى تحقيق د. حاتم الضامن في مقدمة التحقيق.

(ب) الاكتفاء بالإشارة إليه في الهامش 35 بقوله: نشرها منقوصة غير كاملة د. حاتم الضامن في مجلة مجمع اللغة العربية الأردني ع48، 1425هـ، وبلغني أن الكتاب طبع كاملا في بيروت ولمّا أقف عليه.

(ج) في هامش 31 أشار د. توفيق إلى تحقيق الإنباء في تجويد القرآن من جانب أحمد محمد قضاة قائلا: يؤسفني أن أقول بأن الكتاب – على صغر حجمه – لم ينل ما يستحق من الاهتمام والاهتبال، فأصابه غير قليل من التحريف والتصحيف؛ مما يبغي التصحيح. ونشره في مجلة الأحمدية ع 4 جمادى الأولى 1420هـ د. حاتم الضامن (وكأن الضامن يجري على تحقيقه من الأسف ما جرى على تحقيق القضاة، وكان من المنتظر أن يتم التنويه بتحقيق د. الضامن أولا، وألاَّ يقال: نشره، وإنما حققه، وأن يذكر اسمه ثلاثيا). (د) لم تتم الإشارة إلى تحقيق د. الضامن الذي اطلع عليه د. توفيق، ولم يستحضره البتة أثناء المقابلة ولا أثناء التعليق، ولعل هذا ما حزَّ في نفس الرجل.

(هـ) ولم يشر كذلك إلى تحقيقه ضمن مصادر التحقيق ومراجعه، وأشار إلى المخطوط. ولكن أكان هذا الإهمال من د. توفيق يستوجب اتهامه بالانتساب إلى مافيا سلخ جهود العلماء؟

قد تكون هناك أسباب للدكتور توفيق حالت دون متابعة تحقيق ما أنجزه د. الضامن، ربما تكون ظروف سفر د. توفيق إلى القاهرة حالت دون استحضار تحقيق د. الضامن، أو أنه لم يجد فيه ما يستدعي الاهتمام به.

تاسعا: ثقافة المحقق وموضوع التحقيق

من المستحب لدى فقهاء التحقيق أن تكون في المخزون الثقافي للمحقق علاقة بما يريد تحقيقه؛ أن يكون ملما بمجال النص المحقق، مطلعا على مصادره، ضابطا لمصطلحاته. ومن المعلوم أن د. توفيق شيخ من شيوخ القراءة، وممن تُشدُّ إليهم الرحال من أجل الإقراء. وجهوده شاهدة على ذلك.

وثقافة د. توفيق واضحة للعيان من خلال تعليقاته الدالة على خبرته الواسعة بالموضوع.

أما د. الضامن فيكتفي بالقول: يُنظر، ويشير إلى المصدر الذي ورد فيه المصطلح؛ مما جعلنا لا نعرف شيئا عن علاقة المحقق بموضوع الرسالة.

ومما تجدر ملاحظته أن عدد المصادر والمراجع التي ذكرها د. الضامن لا يتجاوز 26كتابا – وعند د. توفيق:59 كتاباً، والفرق بينهما: 33

خلاصة:

يبدو أن د. الضامن لم يتجرد في اتهامه هذا من هواه الذي أعماه عن قول الحق. ولو أنه هدأ قليلا وقارن بين تحقيقه وتحقيق د. توفيق لتبيّن له أن ما قدَّمَه د. توفيق لا يَنِمُّ عمّن يَتَسَقَّط ما يأتي به أمثال د. الضامن. فشخصية د. توفيق لها رسوخها العلمي، ولها تمكنها من مجال تخصصها، ولا تتطفّل على غير تخصصها. ربما تكون هناك تحقيقات أخرى للدكتور الضامن، تحمل بعض ما يُستفاد منه؛ أما تحقيق هذه الرسالة التي ادعى د. الضامن أن د. توفيق سطا عليها؛ فإنها لا تستحق أن تكون محل سطو؛ فليس فيها ما يُثير رغبة السطو من أحد.

ولو نظر د. الضامن بعين الإنصاف لشهد للدكتور توفيق بالتميز والتفوق على ما قدمه، ولما سمح لنفسه أن يقول في د. توفيق ما قاله. قد يكون د. توفيق أساء حين لم يُشر إلى عملك في مقدمة تحقيقه، ولم ينوِّه بسبق د. الضامن بتحقيق هذه الرسالة ولكن ألا ترى يا دكتور أنك تجاوزت الإساءة باتهامك للدكتور بالسطو؟ يبدو أن الغضب حال بينك وبين أن تتقيد بقول الحق. لقد ذكرتَ – يا دكتور - أخاك بما يكره ظلما وعدواناً.

إن المقارنة النزيهة بين العملين لا تنمُّ مطلقا على شيء ممّا جاء في صك الاتهام. يبدو أن الغضب تملَّك د. الضامن، وأفقده حِلْمَه، وأنساه ذلك أن يكون عادلا في حال غضبه، فأعرض عن الحق. وقد اتضح بالمقارنة أن التهمة باطلة، ولا تستند على أي أساس علمي واحد.

وفي خاتمة كلمتي هذه أدعو الله أن يتجاوز عن د. الضامن، وأن يغفر له زلته، وإساءتَه للدكتور توفيق الذي ظلمه ظلما شديداً حين قال فيه ما قاله.

أتمنى أن نردد جميعاً مع الإمام الشافعي (204هـ) قوله:

"ودِدتُ أن كل علم أعلمُه يعلَمُهُ الناسُ؛ أُوجَرُ عليه، ولا يَحمَدونَني" (مناقب الشافعي للبيهقي:2/ 160).

والإمام الشافعي ألّفَ كتباً لا تزال من أصول المعرفة في تاريخ الثقافة الإسلامية.)) انتهى كلام فضيلة الدكتور

وهذا رابط المقال http://rhilaabas.jeeran.com/rhila49/archive/2008/2/484067.html

(http://rhilaabas.jeeran.com/rhila49/archive/2008/2/484067.html)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير