تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما فتحةُ رِجل المصلي فلا تتعدى أكتافَه وخصْرَيه، فإن تعدَّتْ أخذْنا في إيجاد الفُرجة والخلل في الصف، وعليه فلا يصحُّ أن يكون التصاقُ الأرجلِ بين المصلينَ وسيلةً لسد الفرجة في الصلاة ومعياراً لذلك؛ لأنه لا يَلزمُ منه سدُّ الفُرجة، وما زلنا نرى بعضَهم يفتحُ رجلَيه أكثرَ مما بين منكبَيه، فإذا سجد ظهرَتِ الفجوةُ ظهوراً بيِّناً.

وأما ورد عن الصحابةِ من التصاق الأرجل والكعبين والأكتاف فمحمولٌ على المبالغة في ذلك، كما قال ابنُ حجرٍ، والقسطلاّني، والعيني، وغيرُهم من شُراح الحديث؛ إذ لا يُعقَلُ أن تكون الكعبُ في الكعب، بمعنى التصاقِهما ببعضٍ لصوقاً حقيقياًّ؛ لما فيه من المشقة والتشددِ؛ ولاختلاف الناس في الطول والقِصر، ولأن ذلك يحتاجُ إلى أن يكون كعبُ المصلي بارزاً بروزاً واضحاً، وهذا حال المرضى لا الأصحاء، ولا يمكن أن يكون الصحابةُ جميعاً كذلك.

قال الشيخُ التهانوي في كتابه العظيم "إعلاء السنن" (4/ 319): "ولو حُمل الإلزاقُ على الحقيقة فالمرادُ منه إحداثُه وقتَ الإقامة لتسوية الصف، فإن إحداثَ الإلزاق بين تلك الأعضاءِ طريقُ تحصيل هذه التسوية، ولا دلالةَ في الحديث على إبقائه في الصلاة بعْدَ الشروع فيها، ومن ادَّعَى ذلك قليأتِ بحجةٍ عليه ".

ثم قال التهانوي:" وقولُ أنسٍ:" كان أحدُنا ... " وقولُه:" ولقد رأيتُ أحدَنا ... " يفيدُ أن الفعلَ المذكورَ كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يبقَ بعْدَه، كما صرَّح به قولُه -أي: أنسٍ- في رواية معمرٍ:" ولو فعلْتَ ذلك بأحدِهم اليومَ لنَفَر كأنه بغلٌ شموسٌ " فلو كان ذلك سُنةً مقصودةً من سُنن الصلاة لم يتركْه الصحابةُ ولم يتنفَّرْ منه أحدٌ. فالصحيحُ ما قلنا: إن ذلك كان للمبالغة في تسوية الصف حين الإقامة، لا بعْدَها في داخل الصلاة. فافهمْ ". انتهى كلام التهانوي.

فانظر كيف أن المعنى محمولٌ على المبالغة في تراصِّ الصفوف، وأن المرادَ أن تلتصق الأكتاف بأدنى مماسةٍ، وأن الحكمةَ من ذلك لئلاّ يتخلل الشيطانُ فيوقعَ بيننا، وأنه لا دلالةَ في الحديث على إبقاء هذه الحالة بعْدَ الشروع في الصلاة، وهذا أيضاً يقع فيه كثيرٌ من الناس، فتراه إذا قام للركعة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، ينحني وينظرُ إلى قدَمَيه إلى أين صارا، ثم يبالغُ في إلصاقهما أيضاً، وهذا ما أَنزَلَ اللهُ به من سلطانٍ، فأين هي دعوى اتباعِ النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاته، أخذاً بقوله:" صلوا كما رأيتموني أُصلِّي ".

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 03:39 م]ـ

11 - أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم ولا تذروا فرجات الشيطان ومن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 1/ 232

خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

?


12 - أقيموا الصلاة وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: النووي - المصدر: المجموع - الصفحة أو الرقم: 4/ 301
خلاصة حكم المحدث: بإسناد صحيح
?

ـ[عصام الصاري]ــــــــ[19 - 12 - 10, 05:32 م]ـ
أين تعليقُك أخي أبا محمدٍ على هذين الحديثين، والمراد بالفُرجات فيهما: الفجوة بين مناكب المصلين، لا التي بين أقدامهم وأرجُلِهم، كما قد يَظن بعضٌ. والله أعلمُ.

ـ[أحمد البرادعى]ــــــــ[21 - 12 - 10, 09:07 م]ـ
السلام عليكم
الأخ عصام ......... هل تريد الإرتواء .....
عليك بهذا ....
http://www.aslein.net/showthread.php?t=4389&
واستمع الى شرح ذلك من الشيخ المقدم من الدقيقة ((53))
http://www.anasalafy.com/play.php?catsmktba=9035

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير