تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما الفرق بين هاتين الآيتين في سورة التوبة]

ـ[أبو عبدالكريم الملاح]ــــــــ[20 - 03 - 08, 01:33 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي سؤال حول هاتين الآيتين الكريمتين في سورة التوبة

لماذا الآية الأولى بدأت بالفاء والثانية بالواو

فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55)

وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85)

جزاكم الله خيراً وبارك فيكم

ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[20 - 03 - 08, 04:35 ص]ـ

الآية الثانية تأكيد لما تقدم من نظيره فى الأولى وذلك لعموم البلوى بمحبة ماذُكر والاعجاب به

وقال الفارسى لا تأكيد فالاولى فى قوم والثانية فى آخرين

وجىء بالواو فى الثانية لمناسبة عطف نهى على نهى قبله اعنى قوله تعالى (ولاتصل على احد) الخ

وجىء بالفاء فى الاولى لمناسبة التعقيب لقوله تعالى قبلها (ولاينفقون الا وهم كارهون)

فان حاصله لاينفقون الا وهم كارهون للانفاق فهم معجبون بكثرة الاموال والاولاد فنهى عن الاعجاب المتعقب له

وقال فى الثانية (وأولادهم) دون لا لانه نهى عن الاعجاب بهما مجتمعين وفى الاولى بزيادة لا لانه نهى عن كل واحد واحد فدل مجموع الآيتين على النهى عن الاعجاب بهما مجتمعين ومنفردين

وقال فى الثانية (أن يعذبهم) وفى الاولى (ليعذبهم) للاشارة الى ان ارادة شىء لشىء راجعة الى ارادة ذلك الشىء بناء على ان متعلق الارادة هناك فى الاولى الاعطاء والام للتعليل

اى انما يريد اعطاءهم للتعذيب واما اذا قلنا ان اللام فى الاولى زائدة فالتغاير يحتمل ان يكون لان التأكيد فى الاولى لتقدم مايصلح سببا للتعذيب بالاموال اوقع منه فى الثانية لعدم تقدم ذلك

وقال فى الاولى (فى الحياة الدنيا) وفى الثانية (فى الدنيا)

تنبيها على ان حياتهم كلاحياة فيها ويشير ذلك فى الثانية الى انهم بمنزلة الاموات

وقال ابن الخازن تقديم الاموال على الاولاد مع انهم اعز لعموم مساس الحاجة اليها دون الاولاد وقيل لانها اقدم فى الوجود منهم

انظر تفسير الالوسى التوبة آية 85

والله اعلم

ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[20 - 03 - 08, 04:50 ص]ـ

وذهب صاحب البحر المحيط الى ماذهب اليه الالوسى ثم قال

فى الاولى 0ليعذبهم) والثانية (أن يعذبهم) فاتى بالام مشعرة بالتعليل اى انما يريد الله ابتلاءهم بالاموال والاولاد لتعذيبهم واتى فى الثانية ب (ان) لان مصب الارادة هو التعذيب

اى (انما يريد الله تعذيبهم)

فقد اختلف متعلق الفعل فى الآيتين هذا الظاهر وان كان يحتمل زيادة اللام

وفى الاولى (الدنيا) والثانية (الحياة الدنيا)

فقوله فى الحياة الدنيا هو الاصل وحذفت فى الاخرى وقيل فى (الدنيا) تنبيها على خسة الدنيا ولاتستحق ان تُسمى حياة ولاسيما حين تقدمها ذكر موت المنافقين فناسب الا تُسمى حياة

انظر البحر المحيط لابى حيان التوبة آية 85

ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[20 - 03 - 08, 05:03 ص]ـ

وفى تفسير مفاتيح الغيب للرازى رحمه الله فقد ذكر ماسبق بيانه فى تفسيرى الالوسى والبحر المحيط ثم قال

حكمة التكرير

اشد الاشياء جذبا للقلوب وجلبا للخواطر الى الاشتغال بالدنيا هو الاشتغال بالاموال والاولاد وماكان ذلك يجب التحذير عنه مرة اخرى فمثلا اشد الاشياء فى المرغوبية للمؤمن هو مغفرة الله تعالى ولذا اعاد الله فى سورة النساء (إن الله لايغفر أن يشرك به)

فالتكرار يكون لاجل التأكيد فهنا للمبالغة فى التحذير وفى آية المغفرة للمبالغة فى التفريج

وقيل ايضا انما كرر هذا المعنى لانه اراد بالاية الاولى قوما من المنافقين لهم اولاد واموال وقت نزولها

واراد بالاية الثانية قوما آخرين

والكلام الواحد اذا احتيج الى ذكره مع اقوام كثيرين فى اوقات مختلفة لم يكن ذكره مع بعضهم مغنيا عن ذكره مع الاخرين

انظر تفسير الرازى التوبة آية 85

ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[20 - 03 - 08, 05:05 ص]ـ

وفى تفسير القرطبى رحمه الله شرح الاية الاولى وفى الثانية اكتفى بقوله

والتكرار للتأكيد

انظر القرطبى التوبة آية 85

ـ[عمار شلبي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 01:05 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[أبو عبدالكريم الملاح]ــــــــ[20 - 03 - 08, 11:01 م]ـ

جزاك الله خير الجزاء وبارك فيك وأكرمك ربي بالفردوس الأعلى

ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[21 - 03 - 08, 09:20 ص]ـ

أنا مع رأي الفارسي أن الأولي في قوم والثانية في آخرين

هل يستفاد من الآية الثانية أنهم يعذبون بها بالفعل وقت نزول الآية؟

وهل في الأولي يجوز القول أن العذاب مترتب علي سبب كأنه شرط لحدوثه؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير