ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 07:40 م]ـ
.....
الحقبة الخامسة
وهذه الحقبة تكون في مبتدأ القرن الرابع عشر الهجري ويمكن ان تقسم الى فترتين:
الاولى: فترة البعث.
الثانية: فترة الرسوخ و بروز المذهب الحنبلي حكما وفقها وظهوره في كثير من البلاد بسبب احتضان بلاد الحرمين له وتقريره قضاء ودراسة.
أما الفترة الاولى:
فمبتدأها كما تقدم في أوائل القرن الرابع عشر حيث التحم المال (على قلته) مع العلم وبدأت ثلة من العلماء والتجار السلفيين والحنابلة في بعث تراث الشيخين (ابن تيمية وابن القيم) وما رافقه من بعث تراث الحنابلة.
من أمثال محمد بن نصيف وعبدالرزاق حمزة ومحمد بن مانع وأمير قطر في ذلك الوقت محمد بن قاسم ال ثاني (وله جهود عظيمة) ومحمد جميل الشطي وجمال الدين القاسمي ومحمد رشيد رضا و محمود الالوسي و العلامة البيطار وحامد الفقي ومقبل الذكير القصيمي ثم البحريني و غيرهم كثير ممن بعث هذا التراث العلمي العظيم.
غير ان هذا البعث كان في تلك الفترة على استحياء لقلة المادة والظروف العالمية العصيية في ذلك الوقت.
قال الالوسي رحمه الله في رسالة الى الشيخ جمال الدين القاسمي: (وما أمرتم به باستنهاض همم الاحمديين وحثهم على نشر آثار أسلافهم السلفيين، فالعبد لم يزل قائما على ذلك).
وقد قال القاسمي في رسالة له الى محمود الالوسي يحدثه فيها عن سيره في طبع بعض رسائل الكوكب الدراري: (إلا أن الأمر في حاجة الى همة الاحمديين).
ويتكلم ابن بدران عن ظهور المذهب الحنبلي وانتقاله من المصرين (الشام ومصر) وظهوره في البلاد النجدية - وقد كان حاضرا من قبل - غير انه بظهور دولتهم ظهر المذهب السلفي والحنبلي وقويا.
يقول ابن بدران في أول المدخل: (ثم تقلص ظله من بلادنا السورية وخصوصا في دمشق الا قليلا وأشرق نوره في البلاد النجدية من جزيرة العرب و هب قوم كرام منهم لطبع كتبه وأنفقوا الأموال الطائلة لايطلبون بذلك الا وجه الله ولا يقصدون الا احياء مذهب السلف وما كان عليه الصحابة والتابعون ... ).
ثم ومع قوة الدولة السعودية و ظهورها برزت حقبة الطبع ونشر الكتب السلفية والحنبلية ثم انتشرت المعاهد الشرعية ثم قاكت الكليات وزادت الحاجة الى طبع الكتب ونشر المصنفات حتى شارك بالطبع جماعة كثيرة من محققي ذلك الزمان امثال احمد شاكر ومحمود وغيرهم رحمة الله عليهم.
ثم ظهرت الفترة الثانية ويكن ان يقال ان مبتدأها في آواخر القرن الرابع عشر ومبتدأ القرن الخامس عشر.
يتبع بأذن الله تعالى.
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 07:48 م]ـ
انظر
الحنابلة في بلاد ما وراء النهر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=52866&highlight=%C7%E1%CD%E4%C7%C8%E1%C9
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 08:02 م]ـ
ومن ذلك أيضا أن عامة أعلام المذهب إلا ما ندركانوا على مذهب السلف أهل السنة والجماعة فلم يشب الحنابلة ما شاب غيرهم فى أبواب الاعتقاد،فعامة فقهاء الأحناف كانوا ماتريدية،وعامة فقهاء المالكية والشافعية أشاعرة،وعامة الحنابلة كانوا على مذهب السلف،حتى أن من انتسب إلى مذهب الشافعية أو من غيرهم وصف بأنه حنبلى ولله الحمد
ومن أمثلة ذلك: ترجمة السبكى للإمام الحافظ الذهبى قال: "شافعى الفروع، حنبلى العقيدة،أضرت به صحبته لابن تيمية"
قال الشيخ يوسف الغفيص نفعنا الله بعلمه -في أوائل شرحه على الطحاوية- وسأنقله بطوله لنفاسته:
أصحاب الأئمة الأربعة الذين أخذوا عنهم مباشرة: قد انضبط شأنهم -في الجملة- في كونهم على طريقة أئمتهم في مسائل أصول الدين.
وأما من جاء بعدهم من أتباع الأئمة الأربعة، فهؤلاء في الجملة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام في مسائل أصول الدين:
القسم الأول: من كان موافقاً لمعتقد الأئمة انتحالاً وتحقيقاً. انتحالاً: أي أنه ينتحل مذهبهم، وتحقيقاً: أي أنه أصابه وعرفه وضبطه، وهذا هو شأن المحققين من الأحناف، والمالكية، والشافعية، والحنابلة.
¥