تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[21 - 12 - 10, 04:47 م]ـ

من بديع فقه الإمام:

قال الإمام أحمد رحمه الله:

إذا خطب رجل امرأة سأل عن جمالها أولا، فإن حمد: سأل عن دينها، فإن حمد: تزوج , وإن لم يحمد: يكون رده لأجل الدين.

ولا يسأل أولا عن الدين , فإن حمد سأل عن الجمال، فإن لم يحمد ردها، فيكون رده للجمال لا للدين.

" الإنصاف " (8/ 19)

ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[21 - 12 - 10, 05:20 م]ـ

أضواء على قول الإمام محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله، وجزاه عنّا وعن المسلمين خيرا):

(أكثر الإقناع والمنتهى مخالفٌ لمذهب أحمد ونصه).

هذه الكلمة قالها الإمام (رحمه الله) في رسالة شخصية إلى القاضي الأحسائي عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الشافعي (مجموع مؤلفاته: 6/ 250) وسياق كلامه في الجواب عن المقلدة، حيثُ يقول: (وأيضا أنا في مخالفتي هذا العالم: لم أخالفه وحدي، فإذا اختلفت أنا وشافعي مثلا في أبوال مأكول اللحم؛ وقلت: القول بنجاسته يخالف حديث العرنين، ويخالف حديث أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم: صلى في مرابض الغنم، فقال هذا الجاهل الظالم: أنت أعلم بالحديث من الشافعي؟! قلت: أنا لم أخالف الشافعي من غير إمام اتبعته؛ بل اتبعت مَن هُو مثل الشافعي أو أعلم منه قد خالفه واستدل بالأحاديث، فإذا قال: أنت أعلم من الشافعي؟! قلْ: أنت أعلم من مالك وأحمد؟! فقد عارضته بمثل ما عارضني به، وسلم الدليل من المعارض واتبعت قول الله تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) الآية، واتبعت من اتبع الدليل في هذه المسألة من أهل العلم، لم أستدل بالقرآن أو الحديث وحدي حتى يتوجه علي ما قيل، وهذا على التنزّل، وإلا فمعلومٌ أنّ اتباعكم لابن حجر في الحقيقة، ولا تعبئون بمن خالفه من رسول أو صاحب أو تابع حتى الشافعي نفسه، ولا تعبئون بكلامه إذا خالف نص ابن حجر، وكذلك غيركم إنما اتباعهم لبعض المتأخرين لا للأئمة، فهؤلاء الحنابلة من أقل الناس بدعة، وأكثر الإقناع والمنتهى مخالفٌ لمذهب أحمد ونصه، يعرف ذلك من عرفه)

قال العلامة ابن معمر:

(والمتعصبون لمذاهب الأئمة تجدهم في أكثر المسائل قد خالفوا نصوص أئمتهم، واتبعوا أقوال المتأخرين من أهل مذهبهم، فهم يحرصون على ما قال الآخر، فالآخر؛ وكلما تأخر الرجل أخذوا بكلامه، وهجروا، أو كادوا يهجرون كلام من فوقه؛ فأهل كل عصر إنما يقضون بقول الأدنى فالأدنى إليهم، وكلما بعد العهد، ازداد كلام المتقدمين هجرا ورغبة عنه، حتى إن كتب المتقدمين لا تكاد توجد عندهم، فإن وقعت في أيديهم، فهي مهجورة.

فالحنابلة قد اعتمدوا على ما في الإقناع، والمنتهى؛ ولا ينظرون فيما سواهما، ومن خالف مذهب المتأخرين فهو عندهم مخالف لمذهب أحمد رحمه الله، مع أن كثيرا من المسائل التي جزم بها المتأخرون، مخالفة لنصوص أحمد يعرف ذلك من عرفه، وتجد كتب المتقدمين، من أصحاب أحمد مهجورة عندهم بل هجروا: كتب المتوسطين، ولم يعتمدوا إلا على كتب المتأخرين.

فـ (المغني) و (الشرح) و (الإنصاف) و (الفروع) ونحو هذه الكتب، التي يذكر فيها أهلها خلاف الأئمة، أو خلاف الأصحاب، لا ينظرون فيها، فهؤلاء في الحقيقة أتباع الحجاوي وابن النجار لا أتباع أحمد.

وكذلك متأخروا الشافعية هم في الحقيقة أتباع ابن حجر الهيتمي صاحب التحفة وأضرابه من شراح المنهاج فما خالف ذلك من نصوص الشافعي لا يعبؤون به شيئا. وكذلك متأخروا المالكية هم في الحقيقة أتباع خليل فلا يعبؤون بما خالف مختصر خليل شيئا ولو وجدوا حديثا ثابتا في الصحيحين لم يعملوا به إذا خالف المذهب، .... وكل أهل مذهب اعتمدوا على كتب متأخريهم لا يرجعون إلا إليها، ولا يعتمدون إلا عليها.

وأما كتب الحديث كالأمهات الست وغيرها من كتب الحديث وشروحها وكتب الفقه الكبار التي يذكر فيها خلاف الأئمة وأقوال الصحابة، والتابعين، فهي عندهم مهجورة، بل هي في الخزانة مسطورة، للتبرك بها لا للعمل. [الدرر السنية 4/ 57].

وقد أشار إلى هذا مَن هو قبلهم:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (جامع الرسائل 3: 399 - 400):

فصلٌ في مذهب أحمد وغيره من العلماء في حضانة الصغير المميز: هل هو للأب أو للأم؟ أو يخير بينهما؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير