قال تعالى:} يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَك {[الانفطار:6 - 8]، وقال:} وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُم {[غافر:64]،وقال:} لَقَدْ خَلَقْنَا ?لإِنسَـ?نَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيم {[التين:4]. قال ابن عباس: (في أعدل خلق) (3)، وقال ابن كثير: "إنه تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة وشكل، منتصب القامة، سوي الأعضاء حسنها" (4)
2ـ تزويده بالعلم والعقل:
قال تعالى:} وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون {[النحل:78]، وقال تعالى:} وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُون {[المؤمنون:78]، وبهذا العقل الذي هو مناط التكليف وأساس العلم والفهم تميز الإنسان عن الحيوانات والعجماوات والجمادات، واستطاع تسخيرها لخدمته وقضاء مصالحه.
3 - النفخ فيه من روحه:
قال تعالى:} ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ {[السجدة:9]، وقال تعالى:} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُواْ لَهُ سَـ?جِدِين {[ص:72]، قال الواحدي: "وأضاف روح آدم إليه إكراماً وتشريفاً" (5)
4 - أمر الملائكة بالسجود لآدم:
قال تعالى:} وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـ?ئِكَةِ ?سْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى? وَ?سْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ?لْكَـ?فِرِين {[البقرة:34]، قال ابن كثير: "وهذه كرامة عظيمة من الله تعالى لآدم، امتن بها على ذريته، حيث أخبر أنه تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم" (6).
5 - تعليم آدم الأسماء كلها:
قال تعالى:} وَعَلَّمَ آدَمَ ?لأسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ?لْمَلَـ?ئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِى بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَـ?دِقِينَ، قَالُواْ سُبْحَـ?نَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ ?لْعَلِيمُ ?لْحَكِيم {[البقرة:31، 32]. قال ابن كثير: "هذا مقامٌ ذكر الله تعالى فيه شرف آدم على الملائكة بما اختصه من علم أسماء كل شيء دونهم" (7).
6 - جعل الإنسان خليفة في الأرض:
قال تعالى:} وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـ?ئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ في ?لأرْضِ خَلِيفَة {[البقرة:30]. قال البغوي: "والصحيح أنه خليفة الله في أرضه، لإقامة أحكامه وتنفيذ وصاياه" (8)، وقال ابن عاشور: "وقول الله هذا موجه إلى الملائكة على وجه الإخبار؛ ليسوقهم إلى معرفة فضل الجنس الإنساني على وجه يزيل ما علم الله أنه في نفوسهم من سوء الظن بهذا الجنس" (9).
7 - رزقه من أنواع الطيبات وإباحتها له:
قال تعالى:} وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَات {[الإسراء:70] , وقال سبحانه:} يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين {[البقرة:168]
8ـ تفضيل الإنسان على كثير من المخلوقات:
قال الله تعالى:} وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا {[الإسراء:70]
قال الشوكاني: "أجمل سبحانه هذا الكثير ولم يبين أنواعه، فأفاد ذلك أن بني آدم فضلهم سبحانه على كثير من مخلوقاته ... والتأكيد بقوله {تَفْضِيلاً} يدل على عظم هذا التفضيل وأنه بمكان مكين، فعلى بني آدم أن يتلقوه بالشكر ويحذروا من كفرانه" (10)
9 - تسخير المخلوقات للإنسان:
قال الله تعالى:} أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَة {[لقمان:20]، وقال:} اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون {[الجاثية:12، 13]، قال ابن سعدي: "وهذا شامل لأجرام السماوات والأرض، ولما أودع الله فيهما من الشمس والقمر والكواكب، والثوابت والسيارات، وأنواع الحيوانات، وأصناف الأشجار
¥