تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الخزرجي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:17 م]ـ

قد قال به جمع من العلماء مثل ابن تيمية وغيره، أي أن إجماع الأمة على صحة الخبر يفيد العلم القطعي (وهو الذي يسميه المتأخرون بالمتواتر)

هل قال ابن تيمية (وهو الذي يسميه المتأخرون بالمتواتر)؟

هذا شيء والشيء الآخر أن النقل هنا هو متواتر. أرجو مراجعة كلامي مرة ثانية، فالنقل لم ينفرد به نافع، بل أهل بلده ينقلون ما نقل.

إن كنت تقصد بكلامك السابق هذا:

وأهل المدينة المعاصرون لنافع على كثرتهم قد سمعوا من مشايخ نافع ومن غيره، ومع ذلك شهدوا له بأنه متبع لمن كانوا قبله. فهذا نقل الجمع عن الجمع، وهو أعلى صور التواتر

فهو غير صحيح لأمرين هما:

1 - أن القول بأن هناك قراء قرؤو بنفس القراءة التي قرأ بها نافع جمعاً عن جمع يحتاج إلى إثبات _ وهيهات _.

مع العلم بأن هؤلاء القراء يختارون من طرق الأداء التي قرؤو بها على مشايخهم كما صرح بعضهم بذلك _ ومنهم نافع _ بل حتى الرواة منهم من يفعل ذلك وقصة ورش مع الأزرق معروفة حينما قال له أريدك أن تقرأني بما أقرأك به نافع لا بما اخترته لنفسك.

فمن يقول بالتواتر بعد ذلك؟!

2 - أنه حتى وإن ثبت أن هناك قراء قرؤو بنفس هذه القراءات جمعاً عن جمع حتى بلغ عددهم حد التواتر، لن نقول بتواتر هذه القراءات؛ لأن العبرة بالسند لا بالزعم.

مع العلم بأن القول بهذا يلزم منه القول بتواتر كثير من الأحاديث التي قال عنها العلماء بأنها آحاد؛ فحينما يحدث الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أصحابه بحديث في غزوة ويكون عدد الصحابة حينها بالمئات أو الآلاف ثم يرويه عنه واحد أو اثنين من الصحابة فإننا نقول عنه أنه آحاد مع علمنا بأن هذين الصحابيين لم يتفردا بسماعه منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولكننا قلنا بهذا لأن ما ثبتت أسانيدهم هم هؤلاء الإثنين أو الثلاثة فقط.

فأرجو أن تتأمل هذا.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 03 - 08, 05:30 ص]ـ

1 - بالرغم من أن نافعاً قد قرأ على نحو سبعين من التابعين، فقد كانت قراءته معتمدة على خمسة (أي توليفاً بين قراءتهم): عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع –أحد العشرة–، وشيبة بن نصاح (ونافع أشد تأثراً به من أبي جعفر)، ومسلم بن جندب الهذلي (نحوي، أخذ نافعُ وأهلُ المدينة الهمزَ منه)، ويزيد بن رومان. وهؤلاء كانوا أعلام القراء في المدينة وقراءتهم معروفة عند أهل العلم فيها، وقد شهدوا له بأنه متبع لمن كانوا قبله. فهذا نقل الجمع عن الجمع، وهو أعلى صور التواتر

2 - لم يقل أحد من المتقدمين في أن العبرة في السند فقط. أما عن تلك الأحاديث فإن كان هؤلاء الصحابة قد أقروا سماع الحديث كان متوتراً عنهم، وإذا لم يُنقل لنا هذا الإقرار كان حديث آحاد.

ـ[الخزرجي]ــــــــ[22 - 03 - 08, 06:03 م]ـ

1 - بالرغم من أن نافعاً قد قرأ على نحو سبعين من التابعين، فقد كانت قراءته معتمدة على خمسة (أي توليفاً بين قراءتهم): عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع –أحد العشرة–، وشيبة بن نصاح (ونافع أشد تأثراً به من أبي جعفر)، ومسلم بن جندب الهذلي (نحوي، أخذ نافعُ وأهلُ المدينة الهمزَ منه)، ويزيد بن رومان. وهؤلاء كانوا أعلام القراء في المدينة وقراءتهم معروفة عند أهل العلم فيها، وقد شهدوا له بأنه متبع لمن كانوا قبله. فهذا نقل الجمع عن الجمع، وهو أعلى صور التواتر

يا شيخنا الفاضل، هذا ليس من التواتر في شيء؛ فالسبعون الذين قرأ عليهم نافع هل كلهم كانت قراءتهم واحدة، هنا المحك.

فحينما يقرأ نافع على واحد من المشايخ بحرف ويقرأ على آخر بحرف آخر وعلى آخر بحرف آخر ... إلخ، فإن إسناد كل حرف من هذه الأحرف آحاد ولا يمكن أن نجمعها كلها ونقول بتواترها.

وهنا مثال أوضح، وهو أننا حينما نقرأ من طريق عبيدالصباح عن حفص لا يجوز لنا أن نقول أن عبيداً أخذ الرواية عن حفص وشعبة وحفصٌ وشعبة عن عاصم، وكذلك لا يجوز لنا أن نقول أن عاصماً أخذ ما علمه لحفص عن زر بن حبيش والسلمي عن عثمان وعلي وابن مسعود؛ لأن سند حفص يخالف سند شعبة، فحفصٌ رواها عن عاصم عن السلمي لا عن زر بن حبيش.

فالسبعون الذين قرأ عليهم نافع لكل واحد منهم سند منفصل عن الآخر، ومن قال بأن قراءات هؤلاء متَّفَقة فهو على خطأ لأن نافعاً نفسه يقول أنه يختار بين قراءات هؤلاء فقراءاتهم مختلفة كأسانيدهم.

واسمح لي أيضاً أن اضرب مثالاً آخر حتى يتضح الكلام أكثر، وهو أننا حينما نجد تابعياً يروي عن عشرين من الصحابة فمن الخطأ الفاحش أن نقول بتواتر حديثه عنهم؛ لأن ما يرويه هذا التابعي عنهم ليس حديثاً واحداً بنص واحد، وإنما هي أحاديث مختلفة إلا إذا ثبت اتفافها.

2 - لم يقل أحد من المتقدمين في أن العبرة في السند فقط. أما عن تلك الأحاديث فإن كان هؤلاء الصحابة قد أقروا سماع الحديث كان متوتراً عنهم، وإذا لم يُنقل لنا هذا الإقرار كان حديث آحاد.

الحمدلله، كأن المسألة انتهت؛ فأنت تقرُّ بوجوب إقرار الرواة بالسماع، فأين إقرار الجماعة الذين قلت عنهم بإقراء هؤلاء القراء، وأين إقرار هؤلاء القراء بالقراءة _ بما وصلنا من قراءاتهم _ عن هذا الجمع؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير