في هذا خلاف بين العلماء: ... وقال بعض العلماء: بل إنهما يفترقان .. وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال:إن اختلافهم عن الإنس في الحد والحقيقة يقتضي ألا يتساووا في التكليف لأن حكمة الله تعطي كل مكلفٍ ما يناسبه حتى في البشر.
وعلى كل حال نحن نقر بأن الجن مكلفون في الجملة،وأن كافرهم يدخل النار وأن مؤمنهم يدخل الجنة أيضاً.
أما مسألة الرسالة وعدم الرسالة فقد تكون الأدلة متكافئة،وإن كان الراجح: أن الرسل من البشر. وأما هل هم مساوون للإنس في الأحكام الشرعية؟ فهذا محل تَوَقُّف.
إن نظرنا إلى عموم الأدلة قلنا: هم مساوون للإنس، وإن نظرنا إلى الحكمة في التشريع، وأن الشرع يختلف باختلاف المكلف،قلنا: لا بد أن يكون له شرعٌ خاصٌ بهم وهذا الشرع الخاص بهم،وإن كنا لا نجده في الكتاب ولا في السنة، لكن يُؤخذ من العمومات.
28) الفائدة التاسعة من قوله سبحانه [مَنْ كَانَ عَدُوًّا للهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ .. ] ومنها: أن من كان عدواً للملائكة، أو للرسل فإنه عدو لله ..
فإن قيل: فهل من عادى المؤمنين يكون معادياً لله؟ فالجواب: هذا محل توقف في دلالة الآية عليه؛ اللهم إلا إذا عادى المؤمنين لكونهم تمسكوا بشريعة الرسل؛ فهذا يظهر أن الله يكون عدواً لهم، لأن من عاداهم إنما فعل ذلك بسبب أنهم تمسكوا بما جاءت به الرسل.
29) المسبوق الذي سلم إمامه:
من محبكم محمد الصالح العثيمين إلى المحب الأخ المكرم. . . حفظه الله تعالى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:أرجو الله تعالى أن تكونوا ومن تحبون بخير، كما أننا بذلك ولله الحمد، رزقنا الله وإياكم شكر نعمته وحسن عبادته. نشكركم على تقديمكم هذه الأسئلة المفيدة ونرجو الله تعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح
سؤالكم الأول عن المسبوق الذي سلم إمامه عن نقص فقضى ركعة ثم ذكر إمامه فماذا يصنع؟
فالجواب: أنه مخير بين أن يستمر في قضاء ما فاته منفرداً، وبين متابعة الإمام، وإذا تابع الإمام فهل تحتسب له ركعته التي قضاها ويسلم مع الإمام، أو لا تحتسب، لأنها وقعت في غير محلها، لأن محل قضاء المأموم بعد تمام إمامه وهذا قد قضاها قبل تمام الإمام فتكون في غير محلها فتلغى، ذكر بعض المحشين في ذلك احتمالين، ولم يتبين لى أيهما أرجح.
30) دخل شخص وقت صلاة المغرب المسجد فوجد الجماعة يصلون العشاء، فهل يجمع صلاة العشاء بعد الانتهاء من الصلاة؟
الجواب: .. لا أدري هل هو من أهل الجمع أم لا؟ السائل: للمطر. الشيخ: إن كان أدرك شيئاً من العشاء -أي: بعد أن تشهد- فليجمع، وإن كان لا يدرك فعندي محل توقف؛ لأنه لا يستفيد من هذا الجمع شيئاً، إذ أنه سوف يخرج لبيته ونقول: انتظر حتى يدخل وقت العشاء وصل في بيتك، لكن إذا كان يدرك شيئاً من العشاء مع الإمام فليجمع ليدرك فضيلة الجماعة.
31) ما وصلنا مزدلفة إلا الساعة العاشرة من النهار، حبسنا الزحام، علينا فدية وإلاَّ لا؟
الشيخ / والله إن فديتم فهو أحسن. إذا ما فديتم فأنا أتوقف في هذا.
السائلة / ما علينا؟
الشيخ / لا أدري، الله أعلم، لكن الفدية أحسن.
32) ما سكت عنه فلم يؤمر بقتله ولم ينه عنه، فإن آذى ألحق بالمأمور بقتله؛ لأن المؤذي يقتل دفعاً لأذيته، وإن لم يؤذ فهو محل توقف. فأجاز بعضهم قتله؛ لأن ما سكت عنه الشارع فهو مما عفا عنه. وكرهه بعضهم؛ لأن الله خلقه لحكمة، فلا ينبغي أن تقتله، وهذا هو الأولى.
33) فضيلة الشيخ: أنا موظف اشتغل براتب ثلاثة آلاف ريال و (5 %) من الأرباح، هل هذا الأمر جائز؟
الجواب: هذا يحتاج إلى تأمل؛ لأن مقتضى كلام العلماء في مسألة المشاركة أنه لابد أن يكون بالسهم، فبدلاً من أن يكون لك -مثلاً- راتب ثلاثة آلاف ريال ولك (10 %) من الربح يكون لك (50 %) من الربح بدون راتب. أو يكون لك راتب مقطوع .. أما أن يجعل لك راتباً مع جزء من الربح فهذا يحتاج إلى تأمل في المسألة، ولعل الله يفتح علينا.
34) لو حج الرقيق فإن حجه صحيح، ولكن هل يجزئ عن الفرض أو لا يجزئ؟
الجواب: في هذا خلاف بين العلماء .. وليس عندي ترجيح في الموضوع؛ لأن التعليل بأنه ليس أهلاً للحج تعليل قوي، والتعليل بأنه إنما منع من أجل حق السيد قوي أيضاً؛ فالأصل أنه من أهل العبادات .. وأنا متوقف في هذا.
¥