وبعضهم تكلم عنها باختصار شديد مثل الدكتور السيد محمد نوح في كتابه الصحابة وجهودهم في خدمة الحديث النبوي حيث ذكرها في ثلاث صفحات، والأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي في كتابه قول الصحابي في التفسير الأندلسي تكلم عليها في خمس عشرة صفحة. وأما الدكتور شعبان محمد إسماعيل فقد تكلم عليها في خمسين صفحة من القطع الصغير في كتابه قول الصحابي وأثره في الفقه الإسلامي.
وأما الذين تطرقوا إلى هذه المسألة بنوع من التفصيل وذكر للآراء والأدلة ومناقشتها وترجيح ما رأوه صواباً فهم:-
1 - العلائي في كتابه إجمال الإصابة في أقوال الصحابة.
2 - الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الدرويش في كتابه الصحابي وموقف العلماء من الاحتجاج بقوله.
3 - بابكرمحمد الشيخ الفاني في كتابه قول الصحابي وأثره في الأحكام الشرعية
4 - عبدالرحمن حللي في كتابه حجية مذهب الصحابي دراسة أصولية.
5 - فضل الله الأمين فضل الله في رسالته حجية قول الصحابي.
إلا أن كلاً منهم قد تطرق لها من منظوره، ورجح ما يراه صواباً، وقد يتفق البعض في الترجيح إلا أنهم – أحياناً – قد اختلفوا في طريقة الترجيح.
وبعضهم قد أطال في مناقشة الأدلة وذكر الاعتراضات عليها، والبعض الآخر ذكرها باختصار.
وجميعهم قد ضم إلى هذه المسألة – أعني حجية قول الصحابي – مسائل رأوا وثيق صلتها بالموضوع كتخصيص الحديث بقول الصحابي وتقييده به، وحمل الصحابي الحديث على أحد محمليه، وحمل الصحابي الحديث على خلاف ظاهره، ومخالفة الصحابي الحديث بالكلية، وحكم تفسير الصحابي، وذكر أثر الاختلاف في حجية قول الصحابي في الفقه الإسلامي في بعض المسائل الفقهية، وذكر أسماء المفتين من الصحابة وطبقاتهم، ونحو ذلك.
وكما قلت – آنفاً – لقد استفدت كثيراً مما كتبه هؤلاء -جزاهم الله خير الجزاء - إلا أني تطرقت لحجية قول الصحابي من منظور معين - وهو ما حاولت إبرازه – ألا وهو حجية قول الصحابي عند السلف –رضي الله عنهم – من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة – رحمهم الله تعالى – مع الاجتهاد في توثيق نسبة أقوالهم إليهم، وبيان زيف ما لم يثبت عنهم، أو ما نسب إليهم مما أشتهر عنهم خلافه. ثم ذكرت أقوال من جاء بعدهم فيها.
كما أني استقصيت –حسب ظني - أدلة أئمة السلف في هذه المسألة، فهدفي وغايتي بيان قول السلف والأئمة الأعلام، وذكر أدلتهم، مع عدم إلتزامي ذكر أدلة المخالفين لهم ممن جاء من بعدهم. فليس الدافع لي في الكتابة في الموضوع هو نصب الخلاف بين السلف وغيرهم، و إنما – كما قلت – الدافع الرئيس للكتابة فيه هو: بيان وإيضاح قول السلف فيها، وتمييزه عن غيره، وذكر أدلتهم وحججهم فيما ذهبوا إليه، ولم أتطرق - كما ذكرت سابقاً - إلى علاقة قول الصحابي بالأدلة الشرعية الأخرى كتقييده للمطلق وتخصيصه للعام وحمل المجمل على أحد محامله وغيرها من المسائل لهذا السبب، ولعل الله أن ييسر لي فيما بعد بحث هذه المسائل بحثاً أصولياً دقيقاً.
هذا ...
وقد سميت هذا البحث:- بـ (حجية قول الصحابي عند السلف).
سائلاً المولى جل في علاه أن ينفعني به في الدنيا والآخرة وينفع به كذلك كل من قرأه أونظر فيه.
تابع
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 03 - 02, 09:34 ص]ـ
الصواب أن الأئمة الأربعة يصرحون (إلا مالك كما يبدو) بحجية قول الصحابي
لكن كل هذا كلام نظري
لأنهم كثيرا ما يخالفون ما اتفق عليه الصحابة
ومثال بسيط هو قضية تكفير تارك الصلاة
فقد نقل ابن حزم أقوالاً كثيرة للصحابة في ذلك وقال لايعرف لها مخالف. بل نقل إجماعهم أكثر من واحد. وقد خالفهم أبو حنيفة ومالك والشافعي!
ـ[عصام البشير]ــــــــ[22 - 03 - 02, 12:53 م]ـ
الأخ محمد الأمين
في حدود علمي، لم يثبت عن الإمامين مالك والشافعي نقل صحيح صريح في عدم تكفير تارك الصلاة، إنما هو أمر اشتهر في مذهبيهما.
أما أبو حنيفة رحمه الله فخلافه في هذه القضية لسبب عقدي لا فقهي، كما هو معروف.
ليتك تذكر مثالا لمسألة فقهية فيها قول صحابي لم يخالَف، وتذكر من خالفه من الأئمة المتبوعين مع إثبات علمهم بهذا النقل عن الصحابي ..
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[22 - 03 - 02, 08:11 م]ـ
تابع ==
المبحث الأول: في تعريف الصحابي
¥