فأخبروني _ بصدق _ عن الفقه، و الأصول اللذين سيخرجا لنا متفقهة الزمان الأخير من الدنيا.
و الله أعلم و أجل.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[24 - 03 - 02, 04:06 ص]ـ
شيخنا الفاضل الأكرم ذو المعالي، وهل تريد ان لا اقدر مثلك وهذه الفوائد تنهمر كالمطر من سحائبك:
ان قولك (((عائد إلى عدم ممارستك لأصول الفقه، و مناهج الأدلة لدى الفقهاء _ عذراً إن كان في الحديث ما يُحِزُّ في النفس _ فإننا طلاب حق و راغبي علم، و مجالنا مجال (مذاكرة).
و لو كنت أخي اللبيب الأريب ممارساً للفقه و أصوله لما بَدَرَ منك هضا الكلام))).
اقول وهل في هذا شيء وهل بوسعي ذبه عن نفسي فانا كما قلت شيخنا الفاضل، ولا يحز هذا في النفس، فالشيخ له التاديب والتقريع بما يراه نفعا,
شيخنا:
قد أكون لست ممن تعمق في دراسة الاصول ولكني بحمد الله على نصيب يسير منها فقد قرأت ودرست مذكرة الشنقطي كامله والورقات كامله وروضة الناضر كذلك مع شروحها لابن بدران، ودرست المنطق من منظومة الجلال،
ومع قلت ذلك: الا انني لا زلت -انا- تحملني نفسي على اعادة النقاش معك ايها الشيخ الفاضل المسدد، ولن اعدم خيرا، فانا المستفيد الاول من هذا النقاش:
قلت شيخنا (((فإن الشافعي أصل كليات أصول الفقه، و من بعده جُزِّأت تلك الكليات، و فُرِّعَتْ الفروع من الأصول))).
اقول حفظك ربي: لا خلاف في هذا لكن السؤال من الذي فرع الفروع؟!!، وهل فرعوها تفريعا صحيحا؟؟.
لعلنا شيخنا ندور في مسالة ونرجع اليها،.
ثم اراك شيخنا تهون من الخلاف اللفظي وكأنه قليل لا يضر:
لقد ذكرت في الرد السابق قولي (((الخلاف اللفظي مستخرج من اصول الفقه ومطبوع في مجلدين كاملين بـ (800) صفحة،)))).
وقد استخرجه د. النمله،
هل مثل هذا يعرض عنه، وكأنه نقطة في بحر.
ثم قلت يا شيخنا ((((فأعد النظر _ بارك الله فيك _ و لا تحجزك مسألة عن مسائل، فعلم أصول الفقه علم نافع، لا تكاد تخلو مسألة فيه من فائدة _ على أقل الأحوال _ و هذه بقدرها فائدة عظمى)))).
اقول ايها الشيخ: انني وسبق ان قلت ان علم الاصول ليس كله ليس بمفيد بل قلت ان كثيرا منه اساءه.
وكانكم -شيخنا- ترى انني ارد الاصول بسبب بعض ما يشوبه.
ولعل باقي حديثا يرجع الى ما ذكرته،
وخلاصة قولي:
ان اصول الفقه بحاجة الى من ينقيه مما شابه مما لا طائل تحته وهو كثير.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[24 - 03 - 02, 04:56 ص]ـ
الشيخ الفاضل / عبد الله العتيبي (رفع الله مقامه)
و ما زلت تغمرنا بسعة خلقك، و كمال أدبك.
فآهٍ و الله على طلاب العلم _ زعماً _ الذين جعلوا العلم سلماً لحاجاتهم، و درباً للإسقاط.
فأبلغ سلامي جمع طلاب العلم، و أحسن عزائي فيهم، حيث عُدمت فيهم أخلاق مثلك.
و مما يثلج الصدر كون الإخوة في هذا المنتدى المبارك من خيرة الرجال: علماً و أدباً و خلقاً.
أنا أعتذر فقد خرجت تلك الكلمة التي خشيت أن تحز في نفسك نصرة للعلم، و أما أنت فلك المكان الآعلى في القلب.
و أشهد الله _ تعالى _ على حبك.
أيها الشيخ النبيه / لن أتحدث معك إلا في الخلاصة التي ذكرتها و هي قولك: (ان اصول الفقه بحاجة الى من ينقيه مما شابه مما لا طائل تحته وهو كثير) أهـ.
فأقول و بالله التوفيق، و منه أستمد الرشد و التسديد: لا شك أن ما ذكرتموه مطلب مهم، و مقصد عزيز _ و هذه المكارم تنبع من أهلها _.
لكن هذا الأمر مفتقر فيما أُرى إلى قاعدتين أساسيتين:
الأولى: أهلية المنقح و المنقي لهذا العلم، و هذا فيما يظهر هو ذو الاجتهاد، و الإلمام بمسائل و فروع الفقه، و أدلته.
أما من لا زال متقلباً بأحوال التقليد فلا يجوز له التعرُّض لهذا الأمر الجلل.
الثانية: أن يكون التنقيح و الإنقاء على وَفْق أصول مذهب معتبر محفوظ.
و أما تصنيع الأصول بـ (الراجح) و (الدليل) و (منهج السلف) فهذا مما لا يستقيم معه التنقيح و الإنقاء.
ففي توافر هاتين القاعدتين _ فيما أظن _ يسلم لنا التنقيح.
و ما أجمل أن يعتمد الطالب _ المتفقه _ متناً معتمداً حُرِّرَت أصوله و مباحثه على وَفْقِ صحيح مذهبه مما اعتمده متأخروه.
أخي الشيخ الفاضل / مما أفرحني و سرَّني أن كلامك مبني على علم بأصول الفقه؛ و كنت ظننت الكلام صادر من رجل لم يعرف شيء اسمه الأصول.
فعذراً.
إشارة: ما ذكرته من كتابة (النملة) كتاباً كبيراً عن (الخلاف اللفظي) لي معه وقفة:
- أن هذا جهد رجل، و عمل شخص؛ فلا يجعل مطّرداً في أصول الفقه.
- قد يكون بحثه من باب الترف العلمي، فلا يعتبر بشأن تصرفه في الاشتغال بذلك، و تضخيمه.
- الشيخ / النملة ممن أعطى الأصول جُلَّ وقته و جهده، فلا تلمه.
-و قد يكون العمل بالتأليف في ذلك من باب اللذة العلمة الغير متَّزِنَة.
و أخيراً: معذرةً أخي الوفي إن كان في أضعاف الحديث ما ألم بخاطرك إلمامة حزن و ضيق.
فحماية لجناب علم كتبت ما كتبت.
و شوقاً لعقيباتك _ الرفيعة _ سطرت ما رأيت.
أخوك المجلص في وداده
ذو المعالي
¥