تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالقصة على (فرض) أنها لم تثبت على أساس قواعد المحدثين،فالذي عارضت ثبوته يثبت في الذكر الحكيم.

وهذا يدل على أن أخانا الكريم "أبا الأشبال" يقرأ آيات سورة الحج والغرانيق ماثلة أمامه .. فمن ثم رأي أنها ثابتة بالذكر الحكيم.

ولو ثبتت بالذكر الحكيم لقضي الأمر ..

كيف وهي لم تثبت بحديث واحد متصل صحيح لا شك فيه ... ولم تذكر في كتاب من كتب الحديث!

وإذا نفينا هذا المعنى الظاهر من الآية يكون تفسيرهابشيء من التعسف الذي لاداعي له

شيخنا الكريم/

ربما كان هناك تأويل آخر لهذه الآيات لا تعسف فيه ... أحسن تفسيراً، وأنسب للآيات في موضعها من السورة، وأليق بمقام النبوة، وأبين لسنة الله في رسله ورسالاته ...

لكن قبل ذكر ذلك .. بيان تأويل بعض العلماء لهذه الآيات ..

أقول ربما كان التعسف هو المعنى الذي رآه شيخنا (واضحاً جداً)

فقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ ولا نَبيٍّ) الآيات، يحكي سنة سنها الله في الرسل والأنبياء، لا يعدونها ولا يقفون دونها، فيكون المعنى إذن أن الشيطان سُلِّط على الرسل والأنبياء فخلط وحيه بوحي الله المنزل إليهم، وآيات الله بشركه وكفره، وكلامه بكلامه، حتى اختلط على الأنبياء والمرسلين، وربما نطقوا بكلمة الكفر، وأن هذا يصل إلى الناس الذين جاء الأنبياء والرسل لهدايتهم (لا لإضلالهم)، فيسمعون كلام الشيطان ويحسبونه كلام الرسول! ... لكنَّه بعد هذا الخلط ينسخُ الله كلام الشيطان، ويحكم الله آياته ....

فهل يتخيل متخيل أن يكون هذا قدر قدره الله على رسله وأنبيائه، وسنة اختصهم بها؟!

ومثله في العسر أن يقال أنه وجدت غرانيق بين الآيات في سورة النجم ..

جعل من آيات الكتاب الذي أنزله الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل ... مزيجاً متناقضاً من المدح والذم في آن واحد .. حتى رأى القاضي عياض رحمه الله هذا الأمر محالاً نظراً وعرفاً ....

فقال: (وذلك أن هذا الكلام لو كان كما روى لكان بعيد الالتئام، متناقض الأقسام، ممتزج المدح بالذم، متخاذل التأليف والنظم، ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم ولا مَن بحضرته من المسلمين، وصناديد المشركين، ممن يخفى عليه ذلك.

وهذا لا يخفى على أدنى متأمل، فكيف بمن رجح حلمه واتسع في باب البيان ومعرفة فصيح الكلام علمه)

.....

وكذلك رآه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في كتابه "رحلة الحج إلى بيت الله الحرام" 128 - 135

قال:

(إن القول بعدم صحتها –أي قصة الغرانيق- له شاهد من القرءان العظيم في سورة (النَّجْمِ)،وشهادته لعدم صحتها واضحة: وهو أن قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ الَّلاتَ وَالعُزَّى. وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى) سورة النجم 19 - 20

الذي يقول القائل بصحة القصة أن الشيطان ألقى بعده ما ألقى، قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بَعْدُ في تلك اللحظة في الكلمات التي تليه من سورة (النَّجْمِ) قوله تعالى (إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَءّابَاؤُكُم مآأَنزَلَ الله بِهَا مِن سُلْطَانٍ) سورة النجم 23

فهذا يتضمن منتهى ذم الغرانيق التي هي كناية عن الأصنام، إذ لا ذم أعظم من جعلها أسماء بلا مسميات، وجعلها باطلاً ما أنزل الله بها من سلطان!!

فلو فرضنا أن الشيطان ألقى على لسانه صلى الله عليه وسلم: تلك الغرانيق العلا بعد قوله: (وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى) وفرح المشركون بأنه ذكر آلهتهم بخير، ثم قال النبي في تلك اللحظة: (إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَءّابَاؤُكُم مآأَنزَلَ الله بِهَا مِن سُلْطَانٍ) وذَمَّ الأصنام بذلك غايةَ الذم، وأبطلشفاعتها غاية الإبطال! فكيف يعقل –بعد هذا- سجود المشركين، وسبُ أصنامِهم هو الأخير، والعِبْرَةُ بالأخير؟!

ويُسْتَأْنَسُ بقوله أيضاً –بعد ذلك بقليل في الملائكة- (وَكَم مِن مَّلَكٍ فِي السَّمَواتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إلا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ الله لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى) سورة النجم 26 لأن إبطال شفاعة الملائكة –إلابإذن الله- معلومٌ منه عند الكفار بالأحْرَوَيَّة إبطال شفاعةِ الأصنام المزعومة)

أ. هـ.

.......

::::::::::::

ـ[إبراهيم مسعود]ــــــــ[27 - 10 - 08, 12:44 ص]ـ

**

قال الشيخ/ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير