تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول أبو بكر بن عياش (هو شعبة، إمام مقرئي الكوفة بعد عاصم) يقول: «قراءة حمزة بدعة». وقال حبيش: سُئِل أبو عبد الله (أحمد بن حنبل) عن قراءة حمزة، فقال: «نعم. أكرهها أشد الكراهية». قيل له: ما تكره منها؟ قال: «هي قراءة مُحدَثَةٌ، ما قرأ بها أحد. إنما هي إيه». فهذه القراءة بدعة لأنه لم يقرأ بها أحد قبل حمزة.

لكن ما المقصود بالبدعة؟ قال الذهبي -وصدق الذهبي-: «مرادهم بذلك ما كان من قبيل الأداء: كالسكت والاجتماع في نحو شاء وجاء، وتغيير الهمز. لا ما في قراءته من الحروف».

فحمزة لم يقرأ شيئا من الأحرف إلا بأثر، كما يقول (إن صح إسناد ذلك). لكن الإشكال في الأداء فقط. الفرش صحيح، لكن مسألة الأداء شيء آخر لا علاقة له بالتواتر. وسأعطي مثالاً عن هذا:

قرئ الصحابة بعدة قراءات وكانت بشكل عام موافقة للهجات قبائلهم، وقد تختلف الحروف في نفس القبيلة (راجع قصة عمر مع هشام بن حكيم، وكلاهما من قريش). فمثلا قراءة قريش وقراءة الأنصار لم تكن فيها همزات ساكنة. فالقرشي لا يقرئ "بئر" بل يقرئ "بير"، ويقرئ "مومن" وليس "مؤمن". والهذلي يقرئ بالهمز.

وأكثر قراءة أهل الكوفة هي مزيج بين قراءة عبد الله بن مسعود الهذلي وبين قراءة علي بن أبي طالب القرشي. وكان الأئمة في ذلك الزمان يختارون من قراءة مشايخهم ما شاءوا. فمثلاً، عاصم (وأكثر مقرئي الكوفة) أخذ قراءة علي وقراءة ابن مسعود ومزج بينهما. وكل من روى عنه رواها كذلك، لكن يتغير الاختيار في كل مرة. فعاصم مرة يقرأ القرآن بشكل أقرب لقراءة علي، ومرة يقرأه بشكل أقرب لقراءة ابن مسعود. وقد يختار مثلا أن يقرأ بحروف ابن مسعود لكن بدون همز (مثل قراءة علي) وغيرها. فعدد الاختيارات لا نهاية له.

فالأعشى يقرئ على أبي بكر (شعبة) قراءة عاصم بغير همز، أي موافقة بالأداء لقراءة علي. وغيره يقرئها على أبي بكر (وعلى حفص كذلك) بالهمز، أي موافقة لقراءة ابن مسعود. أما حمزة فيقرئ في صلاته بغير همز، لكن في خارجها يقرئ بالهمز إلا عندما يقف يقرئ بدونه!

طبعاً القراءة بغير همز متواترة والقراءة بهمز متواترة كذلك، لكن طريقة حمزة في المزج بينهما مستهجنة غير جميلة، ولم يكن أحد من العرب يقرئ كذلك. لذلك يقول ابن قتيبة: "هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز، بإفراطه في المد والهمز والإشباع، وإفحاشه في الإضجاع والإدغام، وحمله المتعلمين على المركب الصعب، وتعسيره على الأمة ما يسره الله، وتضييقه ما فسحه ... وليس هكذا كانت قراءة رسول الله r، ولا خيار السلف ولا التابعين، ولا القراء العالمين. بل كانت قراءتهم سهلة رَسْلةً". وهذا مثال فقط، لتبيين وجه الانتقاد على حمزة.

ولذلك الذهبي الذي دافع عن قراءة حمزة، فهو نفسه انتقدها ونص على أنها أبعد القراءات عن الخشوع. قال الذهبي في "زغل العلم": «فأبعد شيء عن الخشوع وأقدم شيء على التلاوة بما يخرج عن القصد. وشعارهم في: تكثير وجوه حمزة ... اقرأ يا رجل، واعفنا من التغليظ والترقيق وفرط الإمالة والمدود ووقوف حمزة. فإلى كم هذا؟!». فهل ستتهم الذهبي كذلك بإنكار قراءة متواترة؟!

والذين يحبون قراءة حمزة إنما يحبونها لحبهم لتلك الغرائب. أي تعجبهم القراءة البعيدة عن باقي القراءات، كما ذكر لي غير واحد منهم. وعلى ذلك تدل عبارة ابن قتيبة: "وقد شغف بقراءته عوام الناس وسوقهم. وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتها وصعوبتها، وطول اختلاف المتعلم إلى المقرئ فيها. فإذا رأوه قد اختلف في أم الكتاب عشراً، وفي مئة آية شهراً، وفي السبع الطوال حولاً، ورأوه عند قراءته مائل الشدقين، دارَّ الوريدين، راشح الجبينين، توهموا أن ذلك لفضيلة في القراءة وحذق بها".

وأرجو أن يكون فيما سبق توضيح جيد لموقفي الذي هو موقف الإمام أحمد كذلك وغيره من السلف

ـ[المتولى]ــــــــ[28 - 08 - 08, 04:37 ص]ـ

والله يا اخى ما اراك الا اسأت الادب مع القرآن و مع الرجل ((حمزة))

يبدو من كلامك اخى الفاضل انه ليس لك ناقة ولا جمل فى القراءات والدليل هو الاتى:

1 - انك تقول ان الفرش شىء والاصول شىء اخر وهذا من كمال الجهل بالقراءات و علومها

ارجع الى الفقرة التى قلت فيها: "فحمزة لم يقرأ حرفا الا بأثر و .. " الى اخر هذا الهراء و السخف

ومن قال ان حمزة انفرد بالسكت و الامالة و غيرها

حفص و ابن ذكوان و خلف العاشر كلهم لهم السكت من الطيبة

وابن ذكوان له الامالة فى شاء و جاء و غيرها فهل نقول ان قراءته مكروهة هى الاخرى

وكذلك الازرق فى المد و هشام فى تخيف الهمز المتطرف وغيرهم

والله انه لسخف و جهل

اذا جاءنى فلان بحديث سأقول له اننى لن اعمل بهذا الحديث فان قال لماذا سأقول له لاننى اكره الراوى

ولكن لا تظننى اكره الحديث نفسه او انكره ولكننى اكره الراوى فحسب

هلا تكرمت علينا ايها الفاضل الكريم وقلت لنا ما الفرق بين ان نرد و نطعن على ناقل القراءة و بين ان ننكر القراءة نفسها مما يترتب عليه انكار القرآن نفسه

هل تظن ان عوام الناس هى التى ابقت قراءة حمزة الى وقتنا هذا واصبحت متواترة

وهلا شققت عن صدر الرجل حتى تقول ان الصلاة بقراءته ليس فيها خشوع

سبحان الله

انت تقول ذلك على عبد الباسط والذى يقرأ بحفص وهى ما يتداوله الناس فلا عجب ان تقول ذلك على حمزة

فالعيب ليس فى القراءة ولا فى من قرأ وانما العيب فى السامع

انت تتمسك بقول الامام احمد و هو ليس من اهل القراءات وهذا ليس بعيب فيه

وتتمسك بقول قتيبة وهو من اهل التفسير وليس من اهل هذا الفن

ومن اين اتيت بقول شعبة ان قراءة حمزة بدعة

ثم لماذا تنقل النصوص كما توافق رأيك فقط

قلت: " قال الذهبي تعليقاً على من نقد قراءة حمزة: «يريد ما فيها من المد المفرط، و السكت، و تغيير الهمز في الوقف، و الإمالة، و غير ذلك.».

وتتمة الكلام: ثم استقر اليو م الاتفاق على قبولها الى اخر كلامه

والله يا اخى لولا ضيق الوقت لكنت افردت للرد على كلامك صفحات ولكن لعل الله يقضى امرا كان مفعولا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير