تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تجديد أصول الفقه؟!]

ـ[ابن عدي]ــــــــ[04 - 01 - 03, 09:14 م]ـ

طرح السباعي مبدأ " إعادة بناء الإسلام الذي تريده الدنيا اليوم "، بدلا من الجمود والاجترار والتحجير، وأنه يجب على المسلم المعاصر أن ينظر في أيّ عصر يعيش، وهذا الذي دعا البعض لأن يصف المسلمين اليوم بأصحاب التّصوّر المتقدّم نحو الأسوأ.

والذي حدا بكثير من الباحثين إلى أن يدعوا إلى مدرسة تجديدية إصلاحيّة ـ تعاني حقيقة من نقص استلابيّة من الغرب ـ لتعيد صياغة الذات الإسلامية حرّة بعيدة عن الجمود بطاقاتها وتفاعلاتها الإيجابية مع التطوّرات والأحداث المتعاقبة.

ونشأ عن هذا، الدّعوة إلى تشريع إسلامي هو في حقيقته مدني علماني يضع القوانين للناس على أساس من مصلحتهم وكرامتهم متجاوزا النظر إلى ما يحيط ذلك من مؤثّرات لا يمكن تجاوزها كالسنّة وقول السلف والإجماع والقياس، ونتج عن هذا أن عدّت المصلحة (المنفعة) بمفردها دليلا قائما بذاته يقيّد المطلق وينسخ الأحكام أو يخصصها أو يوقفها أو يؤول ظاهرها.

فبينما كانت شروط الاجتهاد تعجيزيّة في وقت مضى، عدا ما عرف عن الحنابلة ولو نظريّا على الأقلّ، أضحت في زماننا دعوى الاجتهاد، مشرعة الأبواب لا يحول دونها حائل، لتصل إلى المساس بما هو مقدّس من النصوص القطعيّة الدلالة.

ومما لا محيد لي عنه، من أن أعرّج على سبب هذا، وهو هذا الواقع المأسوف عليه، والضغط الجاثم على صدر هذه الأمّة والفجيعة اللامتناهية التي يعيشها المسلم المعاصر والمفارقة فيما بينه وبين العالم المتغيّر، والذي جعل الإسلام في مواجهة صارخة مع العالم.

هذا الواقع المتغيّر الذي يشبّهه البعض بنهر جار يستحم أحدنا فيه، وفي كل لحظة يتجدّد الماء ويتغيّر وأنت في مكانك ولا يمكن لك أن تستحمّ فيه مرّتين.

كلّ هذه الأمور والتي لا يمكن لأحدنا أن ينظر في هذه القضايا بدونها تشكّل مجتمعة محورا تدور في فلكه هذه النزعة التجديديّة ومحاولة شرعنة الواقع وتأطير الإسلام وعلمنته وتغريبه ودفعه برمّته لمواكبة الركب والسير مع هذا الجوّ المتدفّق بالحوادث والمتغيّرات.

فلم يعد عند أصحاب هذه النزعة (الجنونيّة) في التجديد ثباتا للنص ولا قدسيّة له، بل ذهبت هذه النزعة إلى منحنى أبعد من ذلك، حين اعتبرت تفسير الرسول صلى الله عليه وسلّم للنص وبيانه له من العراقيل والعقبات والكوابح الصّادة عن الفهم المقاصدي المصلحي للنصّ المتلائم مع العولمة (الأمركة)!

فحين ننطلق في فهمنا للنصّ بعيدا عن القيود الشرعيّة وفهم السلف، بدعوى تخطّي الموروث و تضييق هوّة هذا الشقاق الراهن بين المسلم والعالم وبدعوى انطلاقنا من آرائنا واحتياجاتنا ومن إيحاءات زماننا، عندها هناك يصبح الدّين شرقا ونحن نغرّب!

بقي أن يقال: إن الذي دعاني لكتابة هذا، ما رأيته من الدكتور شحرور في منتدى .. ، عند قوله في تفسير آيات الحجاب إن الحجاب الذي أمر الله المؤمنات به هو: تغطية الصدر والفرج والإليتين! وحكم د. شحرور أيضا وفقا لتفسيره المبتدع على اليهود والنصارى بأنّهم مسلمون! وهذه الأقوال هي نتيجة طبيعيّة مؤكّدة لفساد الأصل الذي سار عليه والذي بناه على مقولته والمقدّمة التي طرحها في كتاب دراسات إسلاميّة: إن قراءة التنزيل تكون باعتماد أصول جديدة للفقه الإسلامي.

فهذا دليل من أدلّة، على هذه النزعة المحدثة التجديديّة المتلاعبة بالنص والتي دخلت في هذا المنزلق الخطر وأدّت إلى الانجراف والانغماس بعيدا عن الهدى.

وكأن هذه الأمور هي التي أعاقت تقدّمنا وكرّست تخلّفنا وفوّتت مصالحنا، والتي ظنّ هو ومن على شاكلته، أن القرءان بفهم رسول الله وصحبه هو العائق المعرفي أمام التطور والتقدّم.

وأنا لا أنكر أهمية النظر والاعتناء والتجديد على وفق مفهوم المصلحة لكن لا أن يكون ذلك بعيدا عن معايير الأصوليين المنهجيّة والضوابط الشرعيّة، وإلا فتحنا بابا واسعا للأذواق والأهواء والشهوات والنزوات كما قد رأيت.

وكان من الواجب تعصيب الجناية والتّبعة على المسلمين أنفسهم وأنّهم السبب بتخاذلهم عن نصرة دينهم والدّعوة إليه وتطبيقه واقعا، بدلا من أن يقلبوا له ظهر المجنّ، وأن يلقوا بكلكل جارف من التّهم على الإسلام ومدارسه الفقهيّة والأصوليّة والدّعوة إلى تحوير النصوص والتعسّف والتكلّف في فهمها وليّ أعناقها بدعوى التجديد مما يؤول إلى أن يكون فهم الإسلام وتنزيل أحكامه تبعا لأمزجة الغربيين والأوربيين وأذواقهم ونكهاتهم التي لن يحدّها حدّ ولن تقف بهم دون غاية.

ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[04 - 01 - 03, 10:02 م]ـ

الاخ ابن عدي ..

مَن طوَّل الغيباتِ جَا بِالغَنايِم ..

أثابك الله ..

وقد شرح هذا التيار، ومبدأه ومنتهاه ..

العلاّمة -بحقّ- أبو فهرٍ محمود شاكر .. في الرسائل المرفقة بكتابه " المتنبي " .. في أول الكتاب ..

حين تكلم عن الاستشراق ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير