تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذلك ابن تيمية رحمه الله له كلام جيد حول هذه المسألة

قال كما في مجموعالفتاوى (10/ 290)

فإن النبى هو المنبأ عن الله و الرسول هو الذى أرسله الله تعالىوكل رسول نبى وليس كل نبى رسولا والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر فىذلك خطأ باتفاق المسلمين

ولكن هل يصدر ما يستدركه الله فينسخ ما يلقى الشيطانويحكم الله آياته؟

هذا فيه قولان

والمأثور عن السلف يوافقالقرآن بذلك والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوافيما ينقل من الزيادة فىسورة النجم بقوله تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى وقالوا إن هذا لم يثبت ومنعلم أنه ثبت قال هذا القاه الشيطان فى مسامعهم ولم يلفظ به الرسول

ولكن السؤالوارد على هذا التقدير أيضا

وقالوا فى قوله (إلا اذا تمنى القى الشيطان فىأمنيته) هو حديث النفس!!

وأما الذين قرروا ما نقل عن السلففقالوا هذا منقول نقلا ثابتا لا يمكن القدح فيه والقرآن يدل عليهبقوله (وماأرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى امنيته فينسخ الله مايلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذينفى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتواالعلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادى الذين امنوا إلىصراط مستقيم)

فقالوا الاثار فى تفسير هذة الاية معروفةثابتة فى كتب التفسير والحديث والقرآن فإن نسخ الله لما يلقى الشيطان وأحكامه آياتهإنما يكون لرفع ما وقع فى آياته وتمييز الحق من الباطل حتى لا تختلط آياته بغيرهاوجعل ما ألقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم إنما يكون اذا كانذلك ظاهرا يسمعه الناس لا باطنا فى النفس. انتهى.

.....

لا نستطيع الخروج من كلام ابن تيميه رحمه الله أنه يوافق على قصة الغرانيق أو يراها سبب سجود المشركين ...

فهو رحمه الله يتكلم في عصمة الأنبياء .. وأن العصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة ...

قال:

(ولكن هل يصدر ما يستدركه الله فينسخ ما يلقى الشيطان ويحكم الله آياته ... )

ثم ذكر القولين في ذلك ... قول من أجازه ... وقول من منعه.

ولا نستطيع أن نقول أنه ذكر رأيه في هذه المسئلة.

وإنما نقل الرأيين ..

كقوله:

(هذا فيه قولان والمأثور عن السلف يوافق القرآن بذلك والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوا فيما ينقل من الزيادة .. )

هذا عرض منه للرأيين.

..

وقال:

(وأما الذين قرروا ما نقل عن السلف فقالوا ... )

وأيضاً:

(فقالوا الآثار فى تفسير هذة الآية معروفة ثابتة فى كتب التفسير)

(ومن علم أنه ثبت: قال هذا ألقاه الشيطان في مسامعهم ... )

(الذين قرروا .. قالوا ... من علم أنه ثبت ... )

فهو لا يتكلم عن نفسه .. وإنما يعرض القولين .. حتى وإن بيَّنَ مزايا الرأي الأول القائل بالنسخ .. لكن يظل ما يتكلم فيه الشيخ هو عرض الرأيين في عصمة الأنبياء وعدم إقرارهم على الخطأ.

والذي جعلنا نقول ذلك .. تصريح ابن تيميه نفسه أن سجود المشركين مع الرسول إنما كان امتثالاً لأمر الله تعالى (فاسجدوا لله واعبدوا)

كما جاء في حديث البخاري ... وليس سجودهم للغرانيق العلى ..

.. وذلك في معرض رده على ابن بطال في قوله بعدم جواز سجود التلاوة لمن كان على غير وضوء

قال الشيخ في مجموع الفتاوى الجزء21:

(وقد إعترض ابن بطال على إحتجاج البخاري بجواز السجود على غير وضوء بحديث ابن عباس أن النبي قرأ النجم فسجد وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس وهذا السجود متواتر عند أهل العلم وفي الصحيح أيضا من حديث ابن مسعود قال قرأ النبي بمكة النجم فسجد فيها وسجد من معه غير شيخ أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته وقال يكفيني هذا قال فرأيته بعد قتل كافرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير