[الأخطاء العقدية في كتب الدكتور عبد الكريم النملة!!]
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[27 - 06 - 03, 01:01 م]ـ
الأخطاء العقدية في كتب الدكتور: عبد الكريم النملة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، عز جاهه، وتعالى سلطانه، أحمده سبحانه وهو للحمد أهل، هو أهل الثناء وأهل المغفرة، وأثني عليه الخير كله، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن سلامة المعتقد من النعم العظيمة، التي أنعم الله بها علينا، وإن من واجب هذه النعمة = تنبيه من وقع في خطأ في شيء منها.
وإنه من خلال قرائتي لبعض ما كتب الدكتور عبد الكريم النملة وجدت أن الرجل غير محقق لمذهب السلف في الاعتقاد، مُعظِّمٌ لطريقة الأصوليين، وهو في غالب كتاباته موضح لكلامهم، فلا يظهر فيها طول النفس في التحرير والتدقيق، ولهذا تجد سرعة عجيبة في ترجيحه، بطريقة غريبة، قاصراً نظره فيما يذكره أهل الأصول من المتكلمين، وإذا أردت صدق ما أقول، فنظرة عابرة لمبحث السنة = تجد كلامه يدل أن الرجل لم يقرأ كتابا في المصطلح، فضلا أن يُرجَع إليه في بحث أصولي، وهذا من العجائب بحق!!
ولو كان الأمر انتهى لهذا الحد، لكان الأمر هينا ً، وما هو- ورب الكعبة – بهين، لكن الأمر تطاول إلى عقيدة السلف الصالح، ثم لما كان الدكتور أعطي من تسهيل للعبارة وسهولتها ما جعل كتابه ملاذاً لكثير ممن يُدّرِّس مادة أصول الفقه في الجامعات – ممن لا يحسن هذا الفن - فاعتمدوه في التحضير لشروحهم، وبعضهم صار يقرره، وأثناء دراستي الجامعية، قرر علينا بعض المدرسين بالجامعة فصولاً من كتابه المهذب، أو روضة الناظر لابن قدامة بتحقيقه، فوقفت فيها على ما قفَّ له شَعْرِي، واقشعر له بدني، مما جعلني أتأكد أنه غير مميز لمذهب السلف من غيره، والسبب فيها والله أعلم أنه اعتمد في تلقيه العلم على الطريقة الأكاديمية في الجامعة، ولم يُعرف بثني الركب على أهل العلم، ولعل عهده بكتب العقيدة أيام دراسته الجامعية!!
وإني والله حين أكتب هذه الأسطر إنما أريد تنهبيه إخواني مما يجدونه في كتبه، وأن لا يتعمدوا على ترجيحه، وليس قصدي التشفي منه أو التنقص له، وأسأل الله أن يصل هذا الكلام له، فينتفع به!!
وإني في الوقت حينه أنصح إخواني بالرجوع إلى كتبه في تبسيط صورة المسألة، وتوضيح الأقوال في المسألة، فهو ذو عبارة سهلة واضحة، لكن حذار حذار من الاغتراره بقوة ترجيحه!!.
وكنت أكثر من مرة أحاول أن أنشط لتتبع كتاباته، والوقوف على ذلك، إلا أن نفسي لا تقوى على ذلك، وذلك لانشغالي ببعض البرامج العلمية الخاصة، ثم رأيت أنه لو ذكرت بعض المسائل على جهة التمثيل، فلعل ما أذكره يجعل بعض الأخوة ينشط لتتبع ما في كتبه، فيبينها لطلبة العلم، أو أن ييسر الله لي فراغا من الوقت لإكمال هذا الموضوع المهم.
وحتى لا تطول المقدمة أذكر بعض ما وقت عليه من المسائل.
1 - حين تقرأ في كتب الدكتور النملة تلاحظ خلو عامة كتبه من ذكرٍ للأشاعرة، وكأنها فرقة لم تكن!!، بينما تجد ردوده على المعتزلة واستدلالاتهم كثيراً، وهذا من العجب العجاب، بل أعجب منه أنه يرد علي المعتزلة بأقوال الأشاعرة!!
وإليكم المثال:
لما ذكر مسألة حكم الأشياء قبل ورود الشرع في تحقيقه لروضة الناظر (197: 1)، قال: هذه المسألة متفرعة عن قاعدة المعتزلة المشهورة (التحسين والتقبيح العقليين)، حيث إنه لما أبطل الجمهور قاعدة المعتزلة تلك: لزم من إبطالها: إبطال حكم الأفعال قبل ورود السمع والشرع، فالجمهور (؟؟) يبحثون هذه المسألة على سبيل التسليم الجدلي بما قاله المعتزلة، لذلك يسمونها مع مسألة (شكر المنعم عقلاً) بمسائل التّنَزل.اهـ
لاحظ أنه أدخل الأشاعرة في الجمهور، ولم يميز بينهم وبين مذهب اهل السنة والجماعة!!
ثم لما ذكر ابن قدامة القول الثالث في مسألة " حكم الأشياء قبل ورود الشرع "، وهو القول بالتوقف علق بقوله (1:200) الحاشية رقم (3) بعد أن ذكر أن الغزالي ذهب إلى الوقف، وكذلك (الإمام) الرازي، والآمدي قال: وبعض الحنفية وأهل السنة والجماعة وكثير من أهل العلم ".
¥