تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما قرره الشيخ في جميع كتبه أن المتشابه هي آيات الصفات، ولو تأمل الشيخ لعلم أن مآل قوله هذا التفويض، وقد أطال شيخ الإسلام ابن تيمية الرد على هذا القول، ومن ذلك ما ذكره في الفتاوى (13/ 294): «وأما إدخال أسماء الله وصفاته أو بعض ذلك في المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله، أو اعتقاد أن ذلك هو المتشابه الذي استأثر الله بعلم تأويله؛ كما يقول كل واحد من القولين طوائف من أصحابنا وغيرهم، فإنهم وإن أصابوا في كثير مما يقولونه ونجوا من بدع وقع فيها غيرهم، فالكلام على هذا من وجهين:

الأول: من قال: إن هذا من المتشابه وأنه لا يفهم معناه، فنقول أما الدليل على [بطلان] ذلك؛ فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة ولا من الأئمة، لا أحمد بن حنبل ولا غيره = أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل في هذه الآية، ونفى أن يعلم أحد معناه، وجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يفهم ولا قالوا: إن الله ينزل كلاما لا يفهم أحد معناه وإنما قالوا كلمات لها معان صحيحة، قالوا في أحاديث الصفات: تمر كما جاءت. ونهوا عن تأويلات الجهمية وردوها وأبطلوها التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه.

ونصوص أحمد والأئمة قبله = بينةٌ في أنهم كانوا يبطلون تأويلات الجهمية ويقرون النصوص على ما دلت عليه من معناها ويفهمون منها بعض ما دلت عليه كما يفهمون ذلك في سائر نصوص الوعد والوعيد والفضائل وغير ذلك.

وأحمد قد قال في غير أحاديث الصفات: تمر كما جاءت، وفي أحاديث الوعيد مثل قوله: (من غشنا فليس منا) وأحاديث الفضائل، ومقصوده بذلك أن الحديث لا يحرف كلمه عن مواضعه، كما يفعله من يحرفه، ويسمى تحريفه تأويلا بالعرف المتأخر».

وله رحمه الله كلام نفيس انظره في الفتاوى: (17/ 402).

• وأيضا من الأخطاء:

أنه لما قرر أن آيات الصفات من المتشابه، لم يعلل ذلك بأنه وقع فيه اشتباه لطوائف من هذه الأمة مثلاً، بل بناه على أن الدليل على ذلك أنه لا يجوز الخوض في تأويلها أو تفسيرها، وما أشبه هذا الكلام بكلام المفوضة، ولا أدري من أي موضع نقله!! قال الدكتور: «المذهب الأول: أن المتشابه هو ما ورد من صفات الله تعالى في القرآن مما يجب الإيمان به، ويحرم التعرض لتأويله وتفسيره، والتصديق بأنه لا يعلم تأويله إلا الله تعالى، كوصفه سبحانه بالاستواء الوارد في قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) واليدين الوارد في قوله: (لما خلقت بيدي) والعين الوارد في قوله: (تجري بأعيننا) والوجه الوارد في قوله: (ويبقى وجه ربك) وغير ذلك من الصفات التي اتفق السلف على إقرارها، وإمرارها على ما عليه، وترك تأويلها ... » - ثم ذكر مقولة مالك رحمه الله -

ثم قال: «وأما المحكم فهو ما أمكن معرفة المراد بظاهره، أو بدلالة تكشف عنه، أو بأي طريق من طرق المعرفة.

ذهب إلى ذلك كثير من العلماء، وهو الصحيح عندي، لقوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك .. » ثم ذكر الآية، ثم قال: «وجه الدلالة: ان الله ذم المبتغين لتأويل المتشابه، ووصفهم بأنهم يبتغون الفتنة، وسماهم أهل الزيغ، ولا يُذم إلا لعى تأويل الصفات كما أجمع على ذلك السلف رحمهم الله، فوكان المقصود بالمتشابه غير ذلك لما ذم الله المبتغين لتأويله».

• ومما ذكرته في الجزء الأول، واجملت القول فيه ما عرف العصمة فيه بقوله: هي سلب قدرة العبد عن المعصية، فهذا التعريف ذكره في المهذب (2/ 640)، حيث قال:

«والعصمة لغة: المنع والحفظ والوقاية، يقال: هذا طعام يعصم، أي يمنع من الجوع.

والعصمة في الإصطلاح: سلب قدرة المعصوم على المعصية، فلا يمكنه فعلها؛ لأن الله سلب قدرته عليها» انتهى كلامه.

وهذا التعريف هو عين تعريف الأشاعرة الجبرية القائلين بالجبر، وهو تعريف أبي الحسن الأشعري كما ذكره عنه الشهرستاني في الملل والنحل (1/ 102).

ولزيادة بحث هذه المسألة انظر: المسائل المشتركة ص257، وما بعدها.

• وأيضا فمن الأخطاء ما ذكر ابن قدامة وتابعه النملة عليه بأن السبب يحصل عنده الحكم، لا به، ونفي السببية مشهور أنه مذهب الأشاعرة!!

وانظر: المسائل المشتركة ص276.

هذا ما تيسر لي كتابته الآن مع ضيق الوقت، وكثرة الأشغال، فإذا يسر الله شيئا زدت ما تيسر بإذن الله تعالى.

وختاماً أسال الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلنا تابعين للحق قائلين به، والله أعلم

وكتب: ابن أبي حاتم.

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[06 - 07 - 03, 01:11 ص]ـ

أخي الفاضل .. ابن أبي حاتم ... واصل بارك الله فيك.


((لفتة مهجية في التعامل مع أخطاء بعض أهل العلم الأفاضل)):

@ كثيراً ما تحدو العاطفة ببعض طلبة العلم الأفاضل إلى المجاملة أو التغاضي عن الأخطاء، ولو كانت منتشرة (وفي العقيدة).
@ والشيخ النملة - جزاه الله خيراً - محفوظ له قدره في العلم والمشيخة والسن.
ولا تعارض - ألبتة - بين التعريف بشيءٍ من ترجمته وأفضاله ومناقبه، وبين بيان زلاته العقدية.
إذ ليس المراد من بيان هذه الأخطاء الطعن في الشيخ أو التزهيد في علمه؛ ولكن غاية ما في الأمر: التحذير من أخطائه العقدية التي لم يسلم منها أكثر الأصوليين.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير