[حول التقليد و الاتباع]
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 09 - 03, 01:58 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، أما بعد، فقد قرأت في كتاب (اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية) للدكتور البوطي، الذي أجاد فيه وأفاد، ردا على المحدّث الألباني ـ رضي الله عنه ـ حول التقليد و الاتباع، بأنه لا فرق بينهما ـ كما يقول البوطي ـ و لكن كان الظاهر من كلامه، أنه ينكر على أصحاب هذا التقسيم و كأنه لم يقل به أحد قبله، و لكن لم ألبث أن قرأت بحث الدكتور / الزحيلي (الإمام السيوطي مجدد الدعوة إلى الاجتهاد) أن بعض العلماء يفرقون بالفعل بين الاتباع و الاجتهاد بأن الاتباع هو الأخذ بالقول بعد معرفة الدليل، و أما التقليد فهو الأخذ به دون معرفة الدليل، أو دون معرفة مصدر القول ـ على الخلاف الواقع بين الأصوليين ـ
و لكن: ما فائدة معرفة الدليل مع عدم القدرة على استنباط القول منه؟ و إن كان قادرا على استنباط القول منه فلماذا أقول متبعا و لا أقول مجتهدا؟ أم أنه في هذه الحالة يكون مرادفا للمجتهد؟ و لكن هنا لا وجه للمقارنة و التفريق بينه و بين التقليد للتباين الواضح بينهما
اطلب ممن كان عنده أقوال أو نقولات في المسألة أن يفيدنا و له منا الدعاء بظهر الغيب
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[21 - 09 - 03, 03:06 ص]ـ
الأخ الكريم العزيز الحبيب محمد يوسف رشيد ... سدده ...
أما كتاب الشيخ البوطي (فمع احترامي لك وله) فما أجاد وما أفاد،
فبدعة المذهبية في الحقيقة هي أخطر بدعة هددت وما زالت تهدد
الشريعة ألإسلامية ...
روح شوف البوطي أفتى مؤخرا بجواز الاستعانة بالأفلام الجنسية في
علاج العجز الجنسي!!! فهل هذه المذهبية التي يدعو إليها؟؟؟؟؟
أما اللامذهبية فهي اتباع الدليل وما صح من الآثار على قدر المستطاع
وهي طريقة الصحابة والتابعين وأئمة الدين، ولكن أراد البوطي
أن يشوه صورتها فوسمها بالمذهبية، وأرد أن ينقد ما كتبه الألباني
وتلاميذه حول المذهبية فرفع عقيرته بهذه الكلمة، وسدد رميته قائلا:
أخطر بدعة تهدد الشريعة!!!
فبالله عليك يا أخي محمد: هل وجود أربعة مذاهب تتنازع حول الأحكام
وميزان نزاعها هو ألفاظ المتون والشروح والحواشي؟؟؟ وأنت عليم
أنه لا يوجد مالكي الآن يرجع إلى المدونة، ولا يوجد شافعي الآن
سيستعين بالأم، ولا يوجد حنبلي يراجع روايات اُلأثرم والمروزي،
ولا يوجد أي حنفي الآن يرجع إلى مرويات أبي حنيفة في الفقه عند
صاحبيه ... وتقريرات المتأخرين لا يمكن أن توصف على وجه الدقة أنها
مذهب الأئمة أنفسهم، وهاهو السيوطي في آخر الأشباه والنظائر ينظم
بضع عشرة مسألة يفتى فيها بالقديم والجديد على خلافه!!! فهل
هذا هو التقليد؟؟؟ وما هو المرجح الذي عدل بهم إلى الفتوى
على القديم؟؟؟
اسمع مني هذه المقولة تسعد:
البوطي يقول إن الرجوع إلى كتب المذاهب آمن في ضبط أصول الشريعة
وفروعها، حتى مع وجود الآخطاء في المذاهب، وأنا أٌقول: الرجوع
إلى ظواهر الأدلة من كتاب وسنة وآثار عن السلف الكرام أضمن في
حفظ جناب الشريعة حتى ولو أخطأنا في الفهم، فلأن نخطئ في الفهم
أخف وأهون من أن نخطيء في الأخذ ...
أما ما سألت عنه حول التقليد والاتباع فهو اصطلاح ولا مشاحة فيه
أما التقسيم فهو حقيقي وواقع، فمن أراد جعل الاتباع والتقليد
قسما واحدا فلا مشاحة معه ولكن بشرط أن يجعل التقليد مراتب،
وجعل التقليد مراتب موجود عند كل أئمة المذاهب، فما هو
مجتهد المذهب وما هو مجتهد الترجيح إذا؟؟؟ ومن هم اصحاب
الوجوه إذا يا محمد؟؟؟
المتبع هو الذي يفهم الأدلة ويستطيع الترجيح بينها وبين أقواها
وأضعفها، ولكنه لا يستطيع البحث والتنقيب والتخريج والاستنباط
لأن اطلاعه ضعيف وبحثه قاصر واستنباطه غير دقيق، فمثل هذا
ليس بمجتهد، فلا يجوز له الاجتهاد، وليس بمقلد فلا يجوز له
التقليد، ولكن يلزمه البحث عن الدليل ما استطاع إلى ذلك
سبيلا، وغالب الصحابة والتابعين كذلك، وغالب طلبة العلم الذين
درسوا العلوم الشرعية كذلك، فلا حجة لهم في تقليد المذاهب أو
الأئمة إلا فيما عجزوا فيه عجزا تاما ...
أما لو وصلوا إلى مرتبة الاجتهاد (وذلك بسعة البحث والدقة
في الاستنباط) فلهم الاجتهاد، ومع ذلك فتجزئ الاجتهاد في الباب
الواحد وفي المسألةالواحدة تحدث عنها الغزالي ولها مناصرون
حتى ممن أوجبوا التقليد، فكان ماذا؟؟؟
أرجو أن يتسع صدرك لكلامي، فإنه من محب.
ولك كل احترامي ..
ـ[محب الشناقطة]ــــــــ[21 - 09 - 03, 10:01 ص]ـ
أخي رضا
وإن أخطأ البوطي
وإن خالف في بعض المسائل ما قرره من حق
فلا يعني ذلك أن ننبذ الحق الذي معه لأنه قد خالفه!!
قوله (اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية)
حقٌ
فعد تمذهب المرء طريق له للاستنباط من الوحيين وعليه فإن فهمه القاصر
سيُحدث لعبا وعبثا بدين الله عزّ وجلّ
فمن أجل ذلك حُقّ أن يقال: اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية
أمّا قولك
((أما اللامذهبية فهي اتباع الدليل وما صح من الآثار على قدر المستطاع
وهي طريقة الصحابة والتابعين وأئمة الدين))
فمع احترامي لك مردود عليك إذ أنّ اتباع الدليل المجرد بدون النظر إلى
فقه الفاهمين له لم يكن نهج الصحابة ولا التابعين وإن أردت أدلة أتيناك
بها
فلا تتكلم فيما يقوّي مذهبك وهو خطأ واضح
لا بُد للدليل أن يفقهه فقيه ويعمل به سلف قبل ذلك وأن لا يكون العمل به مهجورا
وما أثار عجبي منك هو قولك
((هل وجود أربعة مذاهب تتنازع حول الأحكام
وميزان نزاعها هو ألفاظ المتون والشروح والحواشي؟؟؟))
غريبة أن تخرج مثل هذه الألفاظ من مثل (صمدي)
ثُمّ إن الناس على قسمين:
مجتهد
ومقلّد
كما ذكره الشاطبي
وقد ((((بتر))) أصحاب (بدعة التعصب المذهبي) نقله رامين بأمانة
النقل عرض الحائط
و ((بعض)) من أراد إقحام المتبع فإنه إنما يبرر لنفسه التمجهد وفهم النصوص على هواه
واختراع فقهه الجديد ولا يضره أن ينسبه إلى الكتاب والسنة ويدعو الناس إلى تقليده
ونبذ تقليد الأئمة الأربعة!!!!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل
¥