تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

البتر الذي زعمه البوطي في رسالة الخجندي لا يسمى بترا، بل نقله

عن الخجندي هو البتر، والخجندي أخبر بنصوص الحنفية من البوطي،

ونصوص الحنفية في الباب بل نصوص غيرهم يؤخذ منها ما يدل على المطلوب

وما نقله الخجندي عن ابن الهمام وغيره معروف في المذهب، حتى لو

نقل ما ظنه البعض بترا فهذا لا يؤثر في السياق العام للمعروف في

المذهب ... والبوطي نقد الجندي في رسالته: هل المسلم ملزم

باتباع مذهب معين وهو متناس أنها رسالة فتوى بعث بها مسلمون اليابان

وهل كان منتظرا من الجندي أن يفتي بلزم اتباع مذهب معين؟؟؟ إنها

لعمر الله خيانة للدين، والخجندي يعرف حقيقة الأمر بالنسبة لمن دخل

في دين الله لتوه، وماذا يصلح له، ولكن ينبغي أن نسأل البوطي عن

المسئولية التي يتحملها في الدعوة للمذهبية حتى للمسلمين الجدد!!!

ماذا نسميه: إنه ليس بترا لنص في كتاب مذهبي، بل هو بتر لمقطوع

به في دين الله تعالى، وهو أن التقليد للمذاهب ليس واجبا شرعيا

بأي حالة من الأحوال، وأن المسلم لو لقي الله تعالى ولم يعرف مذهبا

ولا نصف مذهب فلن يكون آثما بهذا التقصير، ولكنه يكون مقصرا بعدم

معرفة دين الله من كتابه وسنة نبيه، والله لن يسأله يوم القيامة لماذا

لم تتعرف على ديني من خلال المذاهب، بل سيسأله لماذا لم تتعلم ديني

بأي طريقة كانت ... ووالله يقول للناس: ماذا أجبتم المرسلين ولن

يسألهم: ماذا أجبتم أرباب المذاهب، فكن من هذا على ذكر فإنه

ينفعك ...

المسالة الثانية: قضية التقسيم .. يا أخي البوطي يقول إن المقلد

لا يجتهد والمجتهد لا يقلد، ولكن حين تحاققه في شروط الاجتهاد وصفات

المقلد تجد العجب العجاب، بل إذا دخلت إلى كتب الأصول تعرف أن

هذا الذين يذكرونه لا يلبس حلة العصمة بحال، لأنه من عند غير

الله فستجدفيه الاختلاف الكثيرة ...

تقرأ كلام الغزالي في المستصفى فتظن أن الاجتهاد في متسع كل أحد،

ثم تقرأ في مسلم الثبوت أو غيره فتضيق الدائرة، والأمر أهون

من هذا كله، وتأمل في سيرة الصحابة كيف كانوا يأخذون عن النبي

وكيف كان يقرهم وينصحهم ستجد أن هذا الدين يسر عسره المقلدون

والمذهبيون ...

البوطي يقول إن مرتبة الاتباع بدعة وغير موجودة وأنت تؤيده ومحب

الشناقطة أيضا، وأنا أسألك: هل أنت تنكر وجود المرتبة في الواقع

أو تنكر وجودها في كتب العلماء؟؟؟

إن كنت تنكر وجودها في كتب العلماء فهو خطأ لأن من العلماء من ذكرها

بل حقيقة الاجتهاد عند البعض من المتقدمين والمتأخري لا تخرج عن

حقيقة الاتباع التي يقول بها الألباني والشوكاني وغيرهما ...

أما إن كنت تنكر وجود مرتبة الاتباع في الواقع فهذا لعمر الله هو

العجب العجاب ... تفاوت الناس في العلوم دقيق جدا، هل تنكر أن

هناك إنسان عنده علم بالشرع، ولكن لا يصل لدرجة العلماء؟؟؟ هذا

وارد، يعني جائز عقلا، أما وقوعه فلا أظنك تماري فيه، لأنني

أسالك: النووي مجتهد أم مقلد؟؟ طيب الغزالي، طيب الطبري؟؟؟

لو قلت هم مجتهدون، فسيقول لك المذهبية بل مقلدون ولكنهم مجتهدون

منتسبون، فلو سألتهم: ما الفرق؟ لقالوا اخذوا أصول الإمام

وعملوا بها، إذا قضية الاجتهاد برمتها ليست قضية القدرة على

الاستنباط، لأن مجتهدي المذهب المنتسبون للإمام عندهم قدرة على

الاستنباط ولكنهم يأخذون بأصول الإمام، فصارت القضية بخلاف ما نسمع

عن المذهبيين ...

أنت مثلا يا أخي محمد، لم تقرأ في كل الفنون، ولم تتضطلع من علوم

العربية، ولم تقرأ كل كتب الحديث وتطلع على كل الروايات أليس

كذلك؟؟

ولكن لك دربة في قراءة نصوص الشرع، بل وقراءة نصوص العلماء،

وتستطيع فهمها على الوجه في غالب الأحوال، وعندك من الأصول العامة

ما تستطيع أن تحاكم به كلام هذا من كلام ذاك، بل أنت تمارسه ومارسته

في مناصحة الأخ محب الشناقطة، وهذا نوع اجتهاد، ومثله يمارس

في أدلة الشرع، يقول البعض إن الاستمناء حرام لورود الدليل فيه من

القرآن، ويقول البعض مباح لدم ورود الحاظر، فتمعن النظر في دليل

الطرفين، وما آنسه قلبك وعقلك من رجاحة في أحد المذهبين أخذت به،

هذا هو الاتباع، فأنت لم تتبع العالم، ولكن اتبعت ما ترجح لك

من الدليل، ومثل هذا تقليد من وجه، لأنه لم يجتهد بنفسه، بل حصر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير