تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحمد لله و كفى و صلى الله على عباده اللذين اصطفى أما بعد فقد كثر الشغب و أقحم البعض أنفسهم في أمور ليس لهم فيها سلف و لا يلوح للناظر في كلامهم ذرة علم و ما هي إلا طمس البصائر في بحور التقليد و نعوذ بالله من الخذلان.

أما الفرق بين القرءان و السنة فنعم هناك فرق و لكن هذا الفرق ليس اللذي ذهب إليه الجهال و ممن لا معنى لكلامهم إلا اتباع الهوى فالفرق هو أن القرءان هو كلام الله و ليست السنة كلام الله بل هي و حيه المنزل على قلب نبيه صلى الله عليه و سلم أما من حيث التشريع فلا فرق بينهما ألبتة و لا يجوز أن يقول قائل أن القرءان مقدم على السنة و لا يتقول متقول بأن السنة مقدمة على القرءان فكليهما يؤخذان معاً بلا فرق و ما أمرنا ربنا و لا نبينا صلى الله عليه و سلم بأن نقدم القرءان على السنة بل أمرنا أن نأخذ من كليهما بلا تفريق قال تعالى: (ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) فما قال تبارك و تعالى أن نطيعه ثم نطيع نبيه عليه السلام و إنما قال و من يطع الله و رسوله.

وقال جل و على: (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)

وهذا هو الفصل التمام فقال تعالى فردوه إلى الله و إلى الرسول ولم يقل سبحانه ردوه إلى الله فإن لم تجدوا ففي سنة النبي و ما قال ردوه إلى الله ثم إلى النبي بل قال فردوه إلى الله و الرسول بلا تفريق و من ادعى غير ذلك كلف أن يأتي بالبرهان قال تعالى:" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "و لا سبيل لهم إليه و الحمد لله رب العالمين.

قال تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)

وأرى في هذا كفاية لمن هداه الله و أما المعاندين فلو جئتهم بكل آية ما عقلوا و الحمد لله على السلامة.

أما حديث معاذ رضي الله عنه فباطل موضوع ومنكر سنداً و متناً وليراجع قول الألباني فقد أفاد و أجاد و أزيد، قال أبو محمد علي بن أحمد نور الله مرقده في كافيته الشافية الموسومة بالنبذة الكافية:

" قال أبو محمد رضي الله عنه وصح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال اتهموا الرأي وقال سهل بن حنيف اتهموا آراءكم على دينكم وقال على بن أبي طالب رضي الله عنه لو كان الدين بالرأي لكان باطن الخفين أحق بالمسح وهكذا جاء عن غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم

فان ذكروا حديث معاذ

أجتهد رأيي ولا آلو فانه حديث باطل لم يروه أحد إلا الحارث بن عمرو وهو مجهول لا يدري من هو عن رجال من أهل حمص لم يسمهم ومن باطل المقطوع به أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ

فان لم تجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله وهو يسمع وحي الله إليه (ما فرطنا في الكتاب من شيء و اليوم أكملت لكم دينكم) فما كمل بشهادة الله تعالى فمن الباطل أن لا يوجد فيه حكم نازله من النوازل فبطل الرأي في الدين مطلقا

فصل

ولو صح لما خلا ذلك من أن يكون خاصة لمعاذ لأمر علمه منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدل عليه قوله عليه السلام

أعلمكم بالحلال والحرام معاذ فسوغ إليه شرع ذلك أو يكون عاما لمعاذ وغير معاذ فان كان خاصا لمعاذ فلا يحل الأخذ برأي أحد غير معاذ وهذا مالا يقوله أحد في الأرض وان كان عاما لمعاذ وغير معاذ فما رأي أحد من الناس أولى من رأى غيره فبطل الدين وصار هملا وكان لكل أحد أن يشرع برأيه ما شاء وهذا كفر مجرد وأيضا فانه لا يخلو الرأي من أن يكون محتاجا إليه فيما جاء فيه النص وهذا مالا يقوله أحد لأنه لو كان ذلك لكان يجب بالرأي تحريم الحلال وتحليل الحرام وإيجاب مالا يجب وإسقاط ما وجب وهذا كفر مجرد وان كان إنما يحتاج إليه فيما لا نص فيه فهذا باطل من وجهين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير