تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَلَمْ تَعْلَم التَّحْقِيقَ جَمْعًا وَمُفْرَدا

وإِنْ امرُؤٌ في الدِّينِ حَكَّمَ نَفْسَه

قِيَاسًا أَوْ اسْتِحْسَانَ رَأْيٍ قَدْ اعْتَدَى

وَجَاءَ بِدَعْوَى لا دَليلَ يُقِيمُهَا

وأَسْرَفَ في دِينِ الإلهِ وأَلحَدَا

ومَنْ قَالَ مُحْتَاطًا بِردْعِ ذَرِيعَةٍ

بِرأْيٍ رآهُ قَدْ أتَى اللَّهوَ وَالرَّدَا

مُحِلَّ حَرَامٍ أَوْ مُحَرِّمَ مَا أَتَى

بِتَحْلِيلهِ مخطي الكِتَابِ تَعَمُّدَا

وَمَنْ يَدَّع نَسْخًا على الحُكْم لَمْ يَجِىءْ

على ذاكَ بالبُرْهَانِ لَيم مُفَنِّدَا

ولا تَنْتَقِلْ عَنْ حَالِ حُكْمٍ عَلِمْتَه

لِقَوْلٍ عَنِ الإِجْمَاع والنَّصِّ جُرِّدَا

مِنَ الْحِلِّ والتَّحْرِيمِ أَوْ مِنْ لَوازِمٍ

عَلَيْكَ فلا تَعْدُ السِّبِيلَ المُمَهَّدَا

ولا تَلْتَقِفْ حُكْمَ البلادِ وَجَرْيَهَا

عَلَى عَمَلٍ مِمَّنْ أَغَارَ وَأَنْجَدَا

وَإِنْ لَمْ تَجِدْ نَصًّا على الحُكْمِ فَالْتَمِسْ

إِلى قَصْدِهِ جَمْعَ النُّصُوصِ لِتَرْشُدَا

فَتَمْنَحَ حُكْمًا يَبْنِهَا قَدْ جَعَلْتَهُ

وَتَجْمَعَ شَمْلاً كَانَ مِنْهَا مُبَدَّدَا

وَذَاكَ عَلَى مَعْنَاهُ نَصٌّ وَإِنَّهُ

لَحَقٌّ كَمَا لَوْ كَانَ نَصًّا مُجَرَّدَا

وَهَذَا الذي يُدْعَى اجتهادًا ولَيْسَ ما

تَقُولُ أُلو الآراءِ تَلَدُّدَا

وَأَثْقَلَهُمْ جَمْعُ النُصُوصِ فَاَظْهَرُوا

عَلَى الدِينِ نُقْصَانَ النُصوصِ تَبَلُّدا

وَقَالُوا: لَنَا إِكْمَالُهُ وَتَمَامُهُ!

تَبَارَكْتَ رَبِّي أَنْ تَكُونَ مُفَنَّدَا!

وَقَدْ قُلْتَ: إِنَّ الدِّينَ أَكْمَلْتَهُ لَنَا

وَفصَّلْتَهُ والحَقُّ ما قُلتَ أَمْجَدَا

ولا تَلْتَفِتْ عِنْدَ الخِطَابِ دَلِيلَهُ

ولا تَلْتَزِمْ شَرْعًا سِوَى شَرْع أَحْمَدَا

فَكُلُّ نَبِيًّ خَصَّ إِنْذَارَ قَوْمِهِ

وَأَحْمَدُ عَمَّ النَّاسَ أَدْنَى وَأَبْعَدَا

وأَخْلِصْ لَدَى الأَعْمَالِ نِيَّتَكَ الَّتي

بِهَا تَرْتَقِي الأَعْمَالُ للهِ مُصعِدَا

وَصَلِّ عَلَى الزَاكي المُجِيرِ مِنَ العَمَى

نَبيِّ الهُدَى خَيْرِ الأَنَامِ مُحَمَّدا

وَلَلهِ حَمْدَي سَرْمَدًا غيرَ مُنْقَضٍ

عَلَى مَا هَدَى حَمْدًا كَثيرًا مُرَدَّدَا

قال مبارك: هذه المنظومة الماتعة نقلاً من كتاب " نوادر الإمام ابن حزم " السفر الثاني ص112 ـ 117، و" مجموعة الرسائل الكمالية رقم 16 " ص 257 ـ 263، ونشرها أيضاً الأستاذ محمد إبراهيم الكتاني بمجلة معهد المخطوطات العربية في الجزء الأول من المجلد الحادي والعشرين عام 1975م ص 148 ـ 151.

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 01 - 04, 05:10 م]ـ

جزاك الله خيرا أبا عبدالرحمن

ورحم الله الإمام أبا محمد بن حزم

هذا محاولة لتنسيق القصيدة لتسهل قراءتها لمن أراد

قال الإمام الجليل أبو محمد ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ:

تَعدَّى سبيلَ الرُشْدِ مَنْ جَارَ واعْتَدى== وضَاءَ لَهُ نُورُ الهُدى فَتَبلَّدا

وخَابَ امرؤٌ وافاهُ حُكْمُ مُحمّدٍ ===== فَقَالَ بِآراءِ الرِّجالِ وقَلَّدا

نَبِيٌّ أَتَى بالْنُورِ مِنْ عِنْدِ ربِّهِ ==== وما جاءَ مِنْ عِنْدَ الإلهِ هُو الهُدى

أَرَى النَّاسَ أَحْزاباً وَكُلٌ يَرَىَ الَّذِي = يجيء بِهِ المُنْجِي وسائِرُهُ الرِّدى

وألْقَوْا كِتَابَ اللهِ خَلْفَ ظُهُورِهِم === وقَول رَسُولِ اللهِ ويْلَهُمُ غَدَا!

وقَالُوا: بأَنِّ الدِّينَ لَيْسَ بِكَاملٍ! === وكَذَّبَ مَا قَالُوا الإلهُ وَفَنِّدَا!

وَماَ فَرَّطَ الْرَحْمَنُ شَيْئًا وَلَمْ يَكُنْ ==== نَسِيًّا وَلَمْ يَتْرُكْ بَرِيَّتَهُ سُدَا

وَقَدْ فَصَّلَ التَحْرِيمَ والحلَّ كُلَّه ===== وَبَيَّنَ أَحْكَامَ العَبادِ وَسَدَّدَا

وَعَلَّمَ وَجْهَ الحُكْمِ فيمَا اعْتَدَوْا بِهِ == وَنَصَّ عَلَيْهِ الحُكْمَ نَصًّا وَرَدَّدَا

وَلَمْ يَتَعَبَّدْنَا بِعَنْتٍ وَلَمْ يُرِدْ ======== يُكَلفنا مَا لا نُطيقُ تَعَبُّدَا

وَحَرَّمَ قَوْلَ الظَّنِّ في غَيْرِ مَوْضِعٍ = وَأَنْ تَقْتَفِي مَا لَسْتَ تَعْلَمُ مَوْعِدَاَ!

أَخِي عَدِّ عَنْ سُبْلِ الضَلالِ! فَإنَّنِي = رَأَيْتُ الهُدَى أَهْدَى دَلِيلاً وَأَرْشَدَا

وَدَعْ عَنْكَ آراءَ الرِجَالِ وَقَوْلَهُمْ = وخُذْ بِكِتَابِ اللهِ نَفْسِي لَكَ الفِدَا!

وقُلْ لِرَسُولِ اللهِ: سَمْعًا وطَاعَةً ==== إذَا قالَ قَوْلاً أَوْ تَيمّمَ مَقْصِدَا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير