ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 06 - 04, 03:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على المباحثة،،،،
و لعلي أذكر مذاهب اهل العلم في هذه المسألة ثم نعكف على مناقشتها:
الحنابلة رحمهم الله جمهورهم وهي الرواية المشهورة أنه يجوز العمل بالعام وليس من شرطه (غلبة الظن) او القطع بعدم وجود المخصص.
وهذه هي الرواية المشهورة وهي اختيار ابي يعلي في العدة، والخلال، وابن قدامة كما في الروضة، والطوفي، وقرره ابن عقيل كما في الواضح وناقش المخالف.
والرواية الثانية عدم الجواز واليها ذهب أبو الخطاب.
اما الشافعيه فجمهورهم على انه لايجوز العمل بالعام قبل التأكد من عدم وجود المخصص. واليه ذهب عامتهم وقرره الغزالي.
والرواية الاخرى وجوب العمل واليه ذهب الصيرفي (أبو بكر) وابن برهان، وفيه نص كأنه صريح من الشافعي رحمه الله في هذا لكن تكلف المخالفون في تأوليه.
وهو قوله: (والكلام إذا كان عاما ظاهرا كان على ظاهره وعمومه , حتى تأتي دلالة تدل على خلاف ذلك).
وله قول يحتج به المخالفون.
وأما المالكيه:
فقد نقل الزركشي عن ابن عبدالبر أن أهل الحجاز يتمسكون بالعمل بالعام دون البحث عن مخصص.
وقال - الرزكشي - هو قول ابو العابس القرطبي منهم.
و أما الحنفيه فلهم فيها قولان أيضا مشهوران عنهدهم كالروايتين عن أحمد.
وقد نقلت ان القول الاظهر في هذا الباب هو القول (بوجوب العمل بالعام حين وروده لان هذا مقتضى الامتثال المأمور به، لكن يشترط لاستدامة العمل غلبة الظن بعد وجود المخصص).
وهذا كما تقدم مثل الدليل الشرعي فأنه أذا جاء الدليل بالوجب فأنه يقتضى الوجوب ولا يقال يجب البحث عن معارض لانه قد يكون للندب.
بل يقال يجب العمل به ثم أذا وجد المعارض نظر في دلالته على الوجوب.
أما كلام الاخ عبدالرحمن:
حول مسألة عمل الصحابة فأني أسالك أخي الكريم على القسم الاول والذي قلت فيه:
الأولى: أن يكون له مخصص قبل نزوله و من المعلوم أن الصحابة رضي عنهم ....... و إن كان بعضهم قد يخفى عليه بعض ذلك.
هنا قررتم بارك الله فيكم أنه قد يخفى على الصحابة وجود المخصص، فأني أسالك: (هل علم أن من هؤلاء الصحابة الذين خفي عليهم وجود المخصصات من توقف عن العمل بالعام حتى تأكد من عدم وجود المخصص).
كما بادر عمرو بن العاص الى العمل بقول الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم) فترك الغسل في البرد ولم يعاتبه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فأنت تقرر انه قد يأتي عموم ويخفى عن بعض الصحابة تخصيص بعضه فهل عهدة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يسألوا عن مخصص أو يبادروا الى العمل.
لاحظ ان الكلام هو عن الفئة التى خفي عليها وجود المخصص هل (((التزمت بالعمل أو سألت ونقبت عن المخصص ثم بادرت بالعمل))).
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[03 - 06 - 04, 12:52 م]ـ
أخي الفاضل المستمسك بالحق جزاك الله خير الجزاء على نقلك لأقوال اهل العلم في هذه المسألة.
و أما قولك (حول مسألة عمل الصحابة فأني أسالك أخي الكريم على القسم الاول والذي قلت فيه:
الأولى: أن يكون له مخصص قبل نزوله و من المعلوم أن الصحابة رضي عنهم ....... و إن كان بعضهم قد يخفى عليه بعض ذلك.
هنا قررتم بارك الله فيكم أنه قد يخفى على الصحابة وجود المخصص، فأني أسالك: (هل علم أن من هؤلاء الصحابة الذين خفي عليهم وجود المخصصات من توقف عن العمل بالعام حتى تأكد من عدم وجود المخصص).
كما بادر عمرو بن العاص الى العمل بقول الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم) فترك الغسل في البرد ولم يعاتبه الرسول.
فأنت تقرر انه قد يأتي عموم ويخفى عن بعض الصحابة تخصيص بعضه فهل عهدة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يسألوا عن مخصص أو يبادروا الى العمل.
لاحظ ان الكلام هو عن الفئة التى خفي عليها وجود المخصص هل (((التزمت بالعمل أو سألت ونقبت عن المخصص ثم بادرت بالعمل))).
اخي الفاضل فلعي لم أبين معنى قولي ان قد يخفى على بعض الصحابة هذا المخصص فيعملوا بالعموم و كان في ذهني بيان ما أريده بكلامي و لكن كتبت ما كتبت و نسيت ان أبين مرادي.
أريد بقولي أنه قد يخفى على بعض الصحابة المخصص أي انه الصحابي كما ذكرت في المسألة الأولى من أشد الناس بحثا عن الدليل و معرفة المحدث من التنزيل و لكن مع اجتهاده و بحثه قد يخفى عليه بعض المخصصات ثم لما ينزل العام يبادر العلم به على حسب غلبة ظنه و اجتهاده.
لا أنه بادر من غير بحث و لا تنقيب من العمل و هذا المسألة هي في حقيقتها داخلة في أن الأصل في الصحابة رضوان الله عليهم من أشد الناس تنقيبا عن الحديث من الكتاب و السنة.
و نخلص إلى أن الصحابة حتى لو خفي عليه المخصص المتقدم فهو قد اجتهد و بذل وسعه في معرفة الخاص من العام.
و هذه المسألة هي عينها في عمل الصحابة بما يرده من دليل و إن كان قد خفي عليه دليل آخر من ناسخ و منسوخ او مطلق و مقيد و يدخل فيه العام و المخصص بل و حتى العمل بالقياس إذا لم يعلم دليل في عين المسألة و إن كان هناك دليل قد خفي عليه.
لذا كان الصحابة رضي الله عنهم يبادروا بالعمل بما وردهم لأنهم حقيقة إما عندهم مخصص لهذا العام الجديد أو أنه على حسب اجتهاده غلب على ظنه عدم وجود المخصص أو جزم بذلك.
هذا الجواب على إيرادك.
¥