تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لَهُ مَا قَالَ اِبْن عُمَر وَمَا فَعَلَ حِين تَلَاهَا فَقَالَ اِبْن عَبَّاس يَغْفِر اللَّه لِأَبِي عَبْد الرَّحْمَن الْعُمَرِيّ لَقَدْ وَجَدَ الْمُسْلِمُونَ مِنْهَا حِين أُنْزِلَتْ مِثْل مَا وَجَدَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر فَأَنْزَلَ اللَّه بَعْدهَا " لَا يُكَلِّف اللَّه نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا " إِلَى آخِر السُّورَة قَالَ اِبْن عَبَّاس: فَكَانَتْ هَذِهِ الْوَسْوَسَة مِمَّا لَا طَاقَة لِلْمُسْلِمِينَ بِهَا وَصَارَ الْأَمْر إِلَى أَنْ قَضَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ لِلنَّفْسِ مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اِكْتَسَبَتْ فِي الْقَوْل وَالْفِعْل ".

و قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره بعد أن ذكر عدة طرق عن ابن عباس رضي الله عنه (فَهَذِهِ طُرُق صَحِيحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس).

فالصحابة رضوان الله عليهم شق عليهم لما رأوا أن عموم هذه الآية لا مخصص لهم عنده و غلب على ظنهم ذلك.

ثم إن المخصص لهذه الآية قد نزل و مع ذلك خفي على ابن عمر رضي الله عنه و لو أن ابن عمر مع علمه و ورعه يعلمه ما فعل ما فعل فدل على أن المخصصات قد تخفى على بعض الصحابة فيجتهدون على حسب علمهم و يأخذون بالعموم و بعضهم يصله المخصص فيخصص به عموم الآية كما فعل ابن عباس رضي الله عنه و كلهم كان مجتهدا مأجورا إما أجران إذا اصاب الحق او اجر واحد إذا أخطأه لإجتهاده.

ثم لا يقال بأن جميع الصحابة وجدوا من هذه الآية مع أن بعضهم عنده مخصص لها فلما وجدوا كلهم دل على أن هذه الآية لم يكن لها مخصص و هذا ما وجدوا منه و لو كان بعضهم عنده مخصص الآية لذكره و لم يوجد منها.

و الصحابة رضوان الله عليهم ما وجدوا و كلفوا أنفسهم هذا و سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلإ أنهم قد جزموا أو غلب على ظنهم عدم وجود المخصص.

و كل هذه الآدلة تدل على أن الصحابة رضوان الله عليهم إذا علموا أي مخصص للأحاديث و الآيات لا يتوقفون أبدا بذكرها حتى لو كانت مخصصات متوهمة و أنهم رضي الله عنهم يبادرون إلى العمل ببعض ما ينزل إذا جزموا أو غلب على ظنهم عدم وجود المخصص.

و لكن الذي اوقع بعض الأصوليين في هذا المأزق أنهم قاسوا حالهم بحال الصحابة رضوان الله عليهم فلما رأوا بعض الصحابة يبادرون إلى العمل ببعض ما ينزل ظنوا أنهم لم يكونوا يبحثون أو يسألون و ما علم هؤلاء الأصوليون أن علم الصحابة لا يحتاج إلى ما يحتاجه المتأخرون من بحث أو تنقيب فهم ينزل عليهم الكتاب غضا طريا و عندهم من العلوم و العقول ما لا يحتاجون إلى الوقت و الجهد الذي يحتاجه المتأخرون فلا سواء أبدا بينهم و بين الصحابة رضوان الله عليهم.

و ما علموا أن الصحابي إذا سمع الحديث فقهه و حفظه من توه بينما المتأخرون يحتاجون إلى أياما طوال إلم يكن إلى شهور للجمع بين ألفاظ الأحاديث و شرحها و لغتها و مطلقها و مقيدها و عمومها و مخصصها و ناسخها و منسوخها.

و الله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير