كتاب الورقات يعد من أشهر كتب الأصول المختصرة وقام بتأليفه الجويني لصغار طلبة العلم وانتفع به الكثير من الناس حتى لاتكاد تجد طالب علم إلا وقد درس هذا المختصر المفيد، وهو تذكرة للمبتدئ وتبصرة للمنتهي،وكتاب الورقات مشى فيه المؤلف على طريقة المتكلمين وجمع أصول المسائل الكثيرة المشتتة بعبارات مختصرة قريبة إلى الذهن، ولم أجد أحداً شكك في نسبة الكتاب إلى أبي المعالي وقام بشرح الكتاب الكثير من العلماء وطلاب العلم من المتقدمين والمتأخرين من الشافعية والحنابلة والأحناف والمالكية وهذا شيء نادر وهم كالتالي:
1 - شرح الورقات لجلال الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي المتوفى سنة 864 ومعه حاشية الشيخ أحمد الدمياطي الشافعي.دار المكتبة العصرية
والشارح المحلي تابع المؤلف في كثير من المباحث وقد يتعقبه أحياناً
كقوله:والراجح جواز ذلك يعني (نسخ المتواتر بالآحاد) معقبا على كلام المؤلف ولكن المحلي قد وّضح الكثير من المباحث بأسلوب سهل ومختصر
وهو أشهر كتاب مطبوع في شرح الورقات
2 - شرح الورقات لمحمد بن محمد القاهري الشافعي المشهور (ابن إمام الكاملية المتوفى سنة 874 تحقيق عمر العاني (دار عمار) وهو أوسع من كتاب المحلي وقد يستفيد منه أحيانا ًوقام المحقق بتحقيق الورقات على نسخ خطية وهذا مالم يفعله أحد من المعاصرين وقد استفاد من كتاب ابن الفركاح كما في ص (171)
3 - شرح الورقات لابن الفركاح ت690 وطبع مؤخراً بتحقيق سارة الهاجري.دار البشائر وهو كتاب جيد وفيه مناقشات وهو أوسع من الكتاب السابق ومتقدم عليه
4 - شرح نظم الورقات للشيخ محمد بن صالح العثيمين
5 - شرح الورقات لابن الصلاح ت (مخطوط)
6 - شرح الورقات للشيخ عبدالله الفوزان (مطبوع) وهو كتاب جيد وشرح مفصل وتعقب الشارحُ المؤلف في أكثر من موضع
7 - شرح الورقات للشيخ سعدبن ناصر الشثري (مطبوع) إشبيليا وهو شرح جيد ومفيد وتعقب إمام الحرمين في أكثر من موضع وهو من أفضل الشروح لكن ذكر (الشثري) أن كتاب الورقات في نسبته لإمام الحرمين شك بسبب مخالفته منهج الأشاعرة في بعض المواضع واختياره منهج السلف والمشهور نسبته إليه.انتهى
قلت: لم أجد أحداً شكك في نسبة كتاب الورقات لأبي المعالي وقد نسب هذا الكتاب لأبي المعالي السبكي في طبقات الشافعية ولو كان في الكتاب شك في نسبته لأبي المعالي لذكر هذا السبكي وغيره كابن الفركاح وابن إمام الكاملية والمحلي وغيرهم والله أعلم.
8 - شرح الورقات للشيخ صالح آل الشيخ
9 - شرح الورقات لقاسم بن قطلو بغا الحنفي المتوفى سنة 879 (كشف الظنون)
10 - شرح للحطاب الرعيني المالكي وهو حاشية على شرح المحلي وسماه قرة العين بشرح ورقات إمام الحرمين. طبعة الحلبي وهي طبعة قديمة
11 - نظم العمريطي واسمه تسهيل الطرقات لنظم الورقات نظم شرف الدين يحي العمريطي وهي منظمة مختصرة ومفيدة وسهلة الحفظ
12 - لطائف الإشارات شرح تسهيل الطرقات للشيخ عبدالرحمن علي قدس إمام الشافعية في وقته
ملاحظات على متن الورقات
1 - قوله: الواجب: ما يثاب على فعله ويعاقب على تركه
وهذا التعريف فيه قصور!: لأن الأولىهو أن يقول: الواجب ما طلبه الشارع طلباً جازماً أو ما أمر به الشارع على وجه الإلزام لأن قوله (يثاب، أو يعاقب) هي في علم الغيب وبعضهم عرفه بأنه هو ما يثاب فاعله امتثالاً ويستحق تاركه العقاب، لكن قيل: يكفي في صدق العقاب وجوده لواحد من العصاة مع العفو عن غيره أو يريد بالعقاب ترتب العقاب على تركه فلا ينافي العفو. قاله ابن إمام الكاملية في شرح الورقات (93) وتوسع ابن الفركاح في مناقشة هذا الموضوع في شرحه وكذلك المندوب ولعل المؤلف لم يقصد التعريف الدقيق وإنما تقريب للتعريف وكذلك قيل في تعريف المكروه والمباح والمحرم والأصل في التعريف أن يكون جامعاً مانعاً
2 - قوله (المجاز بالزيادة) فيه نظر! والصواب أن القرآن ليس فيه شيء زائدبل كل حرف له معنى. قال المحلي: قال العلامة السعد:إنها ليست زائدة ولا يلزم المجاز المذكور أو مثل بمعنى الذات أو الصفة
3 - قال أبو المعالي: (ومن وجه آخر ينقسم الكلام إلى حقيقة وجاز)
¥