تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وذلك لأنه لا يمكن حسب قول الدكتور بشار المعروف أن يكون الإمام الطبراني حنبلي المذهب ويكون في ذات الوقت صاحب (التفسير الكبير) الحنفي المذهب، وهذا التعارض حسمه الدكتور المعروف بأن أبقى على حنبلية الطبراني ونفى نفياً قاطعاً أن يكون التفسير الكبير له وإنما هو لأحد الأحناف والمتأخرين دون تعيين.

ولو سأل سائل: بأي شيء أخطأ الدكتور عبدالله الطريقي في معجمه مصنفات الحنابلة؟ أفي اعتبار الإمام الطبراني من الحنابلة؟ ... أم بنسبة مخطوط التفسير الكبير للإمام الطبراني؟،. بالطبع فإن الجواب على هذا السؤال سيكون من السهولة بمكان كما فعل الدكتور بشار المعروف وهو اعتبار الطبراني حنبلي المذهب على ما هو شائع ظناً وعلى أساس القياس العام لكل محدث، وهذا السبيل هو أسهل الطرق، وقليل الكلفة، وسبيل الراحة التي حذر منها الإمام أحمد بن حنبل حينما ابْتُلي (بمسألة خلق القرآن الكريم) حيث كان يجيب من كان يدعوه إلى الأخذ بالتقية للتخلص من الفتنة بقوله لهم: (اذهبوا فاستريحوا). ولكن لو سلمنا جدلاً بأن الإمام الطبراني حنبلي المذهب، وأن هذا التفسير حكماً ليس له فكيف نجيب على السؤال التالي: بما أن الطبراني قد عاش أكثر من ستين عاماً من حياته المباركة في أصفهان بلد العلم والعرفان، وكان مذهب أهل أصفهان بين الشافعية والحنفية طيلة العصور إلى بداية القرن العاشر الهجري (910) (والذي يهمنا هنا عصر الطبراني وهو القرن الثالث والرابع الهجري منذ بدايته 260هـ وحتى وفاته 360هجري). ومعلوم أن الإمام الطبراني كان من كبار علماء أصفهان، وإليه ينتهي العلم في الحديث: فكيف يكون هذا حاله وتلك مكانته العلمية حيث كان يُسمى (قطب الزمان وعصره)، ويكون مخالفاً لمذهب أهل العلم في أصفهان دون أن يكون لذلك الخلاف الأثر الواضح المبين. أم كان يخفى ذلك المذهب تقية وهو من كبار العلماء في المدينة وعاش، في رعاية أميرها طيلة حياته حتى وفاته، أم ما هو المخرج لذلك التساؤل؟، لقد اطلع الدكتور بشار المعروف بكل تلك التفاصيل التي ذكرها المحقق في مقدمة تحقيقه (للتفسير الكبير) ولم نرَ أي تعقيب أو تعليق على تلك الملاحظات الجديرة بالنظر والتحقيق، أم أن الدكتور بشار المعروف قد آثر طريق السلامة والسهولة والراحة. أليس كل تلك المعطيات تحتاج إلى تحقيق وإعادة النظر في كل ما هو شائع، وهل يليق بمثل الدكتور بشار أن يسيء الظن بالمحقق ويتهمه في دينه بقوله: (فكيف يقلب المحقق الحقائق ظهراً لبطن ويزعم أن الطبراني حنفياً ليتوافق قوله مع ما وجده في الكتاب من كون المؤلف حنفياً، وهو صنيع لا يقول به من عنده أدنى علم بسير العلماء). وسؤالنا للدكتور بشار المعروف: هل عندك أدنى علم بسيرة الإمام الطبراني؟ ... وأين عاش؟ ... وما هي مرتبته بين علماء عصره؟ ... وما هو مذهب أهل زمانه في مدينة العلماء التي كان هو من كبار علمائها وكيف يكون مذهب الإمام الطبراني والذي يُعدُّ من كبار علماء المدينة الثانية في العالم بعد مدينة بغداد آنذاك مخالفاً لمذهب أهلها وعلمائها دون أن يكون لذلك الخلاف من آثار واضحة بينة؟؟،،.

وعجباً لك يا دكتور بشار، كيف تزعم أن المحقق بنى فكرةَ (مذهب الإمام الطبراني) على كتاب التفسير الكبير وحده دون سواه، هل تتغافل وتتجاهل ما ذكره المحقق في مقدمة التحقيق حول (مذهب الإمام الطبراني وعقيدته) والتي استمدها من سيرته وحياته في مدينة العلم أصفهان، وأن مذهب الإمام الطبراني ثبت عند المحقق من غير كتاب (التفسير الكبير) لا كما تزعم زعماً تعلم أنه غير صحيح. خامساً: إن هذا السبب لا ينهض، خصوصاً وإنك تعلم يا دكتور بشار أن هذا التفسير هو كبير وكبير جداً خصوصاً وإنك من أهل هذا الفن، وتعلم أن كثيراً من الكتب كان حجمها ثلاثة مجلدات في الأصل ونفشها الناشرون والمحققون إلى عشرة مجلدات، وكتب أخرى كان حجمها خمسة عشر مجلداً وضغطت إلى ثلاثة مجلدات، فهذه مسألة فنية يعلمها أهل الاختصاص وأنت لا شك منهم. وأنا كناشر أستطيع أن أجعل من هذا التفسير عشرة مجلدات بسهولة دون عناء وكذلك أستطيع أن أجعله عشرين مجلداً، ولذلك لا ينهض هذا السبب ولا يصلح للنظر، فكيف يساق إلى اعتباره سبباً لنفي نسبة الكتاب إلى الإمام الطبراني.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير